وزير الأوقاف: مصر راعية القرآن وأهله وستظل بلد الإيمان

جانب من الفعاليات
جانب من الفعاليات

افتتح أ.د محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، واللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد، فعاليات الدورة الخامسة لمسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم والابتهال الديني، والتي تحمل اسم المرحوم الشيخ مصطفى إسماعيل (رحمه الله) مساء اليوم الجمعة 18/ 2/ 2022م.

وشارك في منافسات هذه الدورة نحو (66) متسابقًا يمثلون (37) دولة عربية وأفريقية وأوروبية بالإضافة إلى أمريكا وكندا، ويتنافسون في (٤) فروع: حفظ القرآن الكريم كاملًا بأحكامه، والصوت الحسن، وحفظ القرآن الكريم كاملًا للإناث، والإنشاد والابتهالات .

وفي كلمته في افتتاح المسابقة؛ رحب أ.د محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بالحضور ، موجهًا التحية إلى  اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد، ولكل معاونيه في خدمة كتاب الله (عز وجل) وتطوير المسابقة حتى خرجت من المحلية إلى العالمية، كما وجه رسالة إلى أهل القرآن الذين تنافسوا فيه وتمكنوا حتى صاروا ينافسون الحفظة على مستوى العالم مخاطبًا إياهم بحديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : "إنَّ للَّهِ أَهْلينَ منَ النَّاس قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، مَن هُم ؟ قالَ : هُم أَهْلُ القرآنِ ، أَهْلُ اللَّهِ وخاصَّتُهُ" ، وقوله (صلى الله عليه وسلم) : "إنَّ من إجلالِ اللهِ إكرامَ ذي الشَّيبةِ المسلمِ ، وحاملِ القرآنِ غيرِ الغالي فيه ولا الجافي عنه ، وإكرامِ ذي السُّلطانِ المُقسِطِ" ، وقوله (صلى الله عليه وسلم) : "لا حَسَدَ إلَّا في اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتاهُ اللَّهُ القُرْآنَ فَهو يَقُومُ به آناءَ اللَّيْلِ، وآناءَ النَّهارِ، ورَجُلٌ آتاهُ اللَّهُ مالًا، فَهو يُنْفِقُهُ آناءَ اللَّيْلِ، وآناءَ النَّهارِ" ، 

وأوضح أن هذه المسابقة وكل مسابقات القرآن الكريم التي تحظى برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية تقدم في كل عام نماذج مبهرة، منهم النشء ومنهم الشباب، ومنهم ذوي الهمم . 

وأشار الوزير إلى بعض الآيات الكونية في القرآن الكريم ومنها قوله تعالى : "وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ" ، موضحًا أن الأرض بلا ماء تكون كالجثة الهامدة التي لا حراك لها فإذا ما نزل الماء على التربة اهتزت الحبيبات اهتزازًا لا يُرى بالعين المجردة ، فمن الذي علم رسولنا ( صلى الله عليه وسلم ) ذلك قبل ما يزيد عن ألف وأربعمائة عام ؟ إنه الله ولا أحد ، ومنها قول الله (تبارك وتعالى) : "وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ" ، فلم يخطر ببال إنسان وقت نزول القرآن الكريم أن الجبال تتحرك إلى أن أدرك العلم الحديث حركة الأرض وحركة الجبال ، وقول الله (عز وجل): "وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ" ، فالكون كله يسير بسنة الله التي لن تتخلف ولن تتبدل ولن تتغير في نظام دقيق وعجيب، لذلك لما ناظر النمرود سيدنا إبراهيم (عليه السلام) صدعه سيدنا إبراهيم عليه السلام بالحجة القاطعة وهي سنة الله (عز وجل) في هذا النظام الكوني الدقيق ، كما قال تعالى : "قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" ، فآيات الله (تبارك وتعالى) لا تتخلف ولا تتبدل والكون كله يسير بنظام دقيق لم يتخلف منذ أن خلقه الله (عز وجل)، وأن تتخلف سنن الله وآياته الكونية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .

وأوضح أن معجزات الأنبياء كانت مغايرة لكتبهم فلم تكن عين كتبهم فقد جاء كل نبي بكتاب ومعجزة فسيدنا موسى (عليه السلام) كانت معجزته حسية باليد والعصا وكان كتابه التوراة ، وجاء سيدنا عيسى (عليه السلام) بالإنجيل وكانت معجزاته حسية بإبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى بإذن الله ، وقد اقتضت حكمة الله (تبارك وتعالى) أن تكون المعجزة الكبرى لسيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هي عين منهجه لتظل باقية إلى يوم القيامة ببقاء هذا  المنهج شاهدة له، فالقرآن معطاء وسيظل معطاء إلى يوم القيامة ، يعطي كل جيل بقدر عطائهم له.


وأتمنى أن تتطور وتستمر مسابقة بورسعيد الدولية للقرآن الكريم  والتي هي توأم لمسابقة الأوقاف العالمية للقرآن الكريم ، حيث نوجه جميعا  رسالة للعالم أجمع أن مصر راعية القرآن وأهله ، وأن مصر بلد الإيمان وستظل ، وبلد القرآن وستظل فالقرآن نزل في مكة وقرئ في مصر ، وستظل مصر تخرج أجيالًا عظيمة من القراء ، وببركة هذا الكتاب يحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء ومكروه.


وفي ختام اللقاء كرم وزير الأوقاف ومحافظ بورسعيد عددًا من أهل القرآن وعددًا من حفظته ، متمنيين لهم جميعا كل التوفيق .


جاء ذلك بحضور أ.د أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، وفضيلة أ.د شوقي علام مفتي الجمهورية ، وأ.د نهلة الصعيدي نائبًا عن شيخ الأزهر الشريف ، وأ.د أسامة العبد وكيل لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب .