حكايات| مدينة الأموات والأنفاق المهجورة.. تغيب عن سطح الأرض 20 مترًا  

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

كتب: ماهر مندي

 

هل أنت من عشاق المغامرات؟.. هل تدرك أن مصر بها من المدن المدفونة تحت الأرض؟.. هل سمعت من قبل عن مدينة الأموات في تونا الجبل بلموي؟.. هنا في المنيا الكثير من المناطق التي تستحق الزيارة والتأمل.

 

عند وصولك لهذا المكان ستجده محاطًا بالرمال الكثيفة؛ حيث يقف حارسان في انتظارك أمام سراديب مدينة الأموات التي صممت في بطن الأرض على عمق 20 مترًا تحت الرمال.

 

إذا كنت من هواة المغامرات فعليك بالذهب إلى مدينة ملوي، وتحديداً منطقة آثار تونا الجبل، لتعيش لحظات من الرعب عندما تعبر بوابة صغيرة هي المدخل الرئيسي للمدينة المدفونة التي صممت في قاع الجبل . 

 

وللنزول إلى مدينة الأموات لابد من عبور الدهليز لمسافة 15 أو 20 مترًا تحت سطح الأرض لتجد ما لا تتخيله.. عشرات الشوارع المنحوتة في الصخور والتي وصلت إلى 36 شارعا غير معروف نهايتها.

 

شهدت تلك المنطقة عشرات البعثات الأثرية التي باءت جميع محاولتها لمعرفة نهاية السراديب بالفشل؛ إذ تم اكتشاف تلك المدينة في ثلاثينيات القرن الماضي على يد عالم الآثار والمستكشف المصري الدكتور سامي جبره .

 

آنذاك تم العثور داخل مدينة الأموات على عشرات الأجساد المحنطة للطائر أبو منجل والقرد البابون الذي يمثل الإله جحوتي، ومن بين تلك الحيوانات قرد البابون الذي تم نزع أحشائه وتجفيف الجسد ثم وضع المومياء في توابيت فخارية أو حجرية أو خشبية ويتم الكتابة عليها بالخط الديموطيقي – مخصص للنصوص الدينية في مصر القديمة وخط مبسط من الخط الهيراطيقي – ويدون على تلك الطيور والحيوانات اسمها وأنواع الفصيلة التي ينتمي إليها.

 

اقرأ أيضًا| «أنثى» في جسد رجل.. رحلة الزوجة «أزهار» في التحول لـ«محمد»

 

داخل تلك المدينة أيضًا، تجد مقبرة ازادورا المعروفة بشهيدة الحب.. تلك الفتاة اليونانية التي كانت تعيش على ضفاف النيل الذي شهد على قصة حبها وعندما رفض والدها حاكم الإقليم ارتباطها بحبيبها الضابط المصري قررت الانتحار دون علم حبيبها فأقام والدها بيت جنائزي وبه كتابات يونانية فيها رثاء لوفاتها صغيرة السن .

 

مومياء شهيدة الحب «الأيزدورا» المحنطة هي أيقونة الآثار بتونة الجبل فجميع من يزور المنطقة يلفت نظره وإعجابه هذه المومياء التي يرجع تاريخها إلى القرن الرابع قبل الميلاد .