«كلام الناس على السوشيال ميديا».. «كوارث صحية واجتماعية»

صورة موضوعية
صورة موضوعية

الصفحات الطبية.. خطر على صحة المواطنين
جروبات وصفحات متنوعة انتشرت بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي لنقل الخبرات المختلفة بين الناس، وأصبحت جزء أصيل وأساسي من الفيسبوك، تتباين وتتنوع تلك الصفحات مابين خاصة بمنطقة أو مدينة أو محافظة، وأخرى لعرض تجارب اجتماعية وأسرية مختلفة، وغيرهم مختصة بمجال معين مثل طبي أو تعليمي، وهناك صفحات خاصة بالطهي وكل ما يخص المطبخ، كل تلك الصفحات يتبادل من خلالها الأعضاء تجاربهم.

ورغم ما تقدمه الكثير من الصفحات من خبرات قد تكون مفيدة للبعض، إلا أنه ليس دائما ماتكون النصيحة والخبرة في محلها، فليس كل التجارب في مختلف المجالات تناسب الجميع، وهناك مجالات لايجوز فيها من الأساس الاعتماد على التجارب الخاصة وإنما لابد من الرجوع للمتخصصين.

قامت "بوابة أخبار اليوم" بتصفح عدد من تلك الصفحات والجروبات، ومعرفة ماذا يقدم من خلالها، وسؤال المختصين والخبراء في المجال عن أي مدى يمكن الاعتماد عليها.

صحة الناس ليست مجالاً للتجربة، ولايجوز أن نعتمد في مشاكلها على تجارب وأراء شخصية، فلكل حالة تفاصيلها، فلا يجوز أن يتناول مريض نفس علاج مريض أخر حتى لو لديه نفس الأعراض، ورغم ذلك نجد الكثير من الجروبات والصفحات التي تقوم بعض مشكلات صحية مختلفة، وتطالب بمعرفة التجارب السابقة، بناءً على طلب أصحابها.

وقالت أم مريم أنها وقعت في مشكلة بسبب هذه الجروبات، عندما مرض أبنها، وكان لديه سخونة وترجيع ومغص، ونشرت على إحدى الصفحات، وكانت أغلب الاجابات أنها نزلة معوية، وبالفعل أعطته ما وصفه لها الناس على الصفحة، ولكن الطفل لم يتعافى، متابعة "ذهبت به للطبيب بعد أن أستمرت الأعراض لمدة ثلاثة أيام، وطلب تحاليل، واتضح أن لديه ميكروب في المعدة، ويحتاج لعلاج مختلف".

وأضافت أن الطبيب أكد لها أنه ليس نفس الأعراض تعنى نفس المرض، وحتى لو أنه نفس المرض، فلكل حالة وضعها، حسب السن والوزن وطبيعة الجسم، وحذرها من أن تتبع هذه الجروبات في المجال الصحي.

وأشارت منال أمين أنها كانت تعاني من صداع بشكل دائم، وسألت على إحدى الصفحات عن أنواع مسكن فعالة، ونصحها الناس بعدة أنواع، إلا أنها لم تفيد معها، وعندما ذهبت للطبيب أتضح أن مشكلتها في الأساس في الأذن الوسطى، لذلك لم تكن تنفعها المسكنات.

من جانبه قال الدكتور حسام حسني أخصائي الغدد الصماء والسكر بالمعهد القومي للسكر، إن تداول خبرات الناس ﻻ يمكن أن يتم فيما يتعلق بصحة الناس، ولا يجوز أن نعتمد على تجارب بعضنا البعض، فلكل حالة وضعها.

وأضاف أنه حتى لو أن هناك حالات تعاني نفس الأعراض ومصابة بنفس المرض، فليس بالضرورة أن يكون العلاج واحد، قائلاً "الناس مينفعش تدي استشارات طبية، ممكن نصائح صحية عامة، فالمجال الطبي مختلف عن الاجتماعي".

وأكد دكتور حسام أنه ﻻ يجوز للطبيب نفسه أن يوصف دواء لمريض من خلال الانترنت دون فحصه، وهذا قد يسبب أضرار جسيمة للمريض، حيث أن مناظرة حالة المريض تعطي معلومات هامة حول المرض وتعطي مفتاحًا للتشخيص.

وأوضح أن عدم فحص ومناظرة المريض تمنع الطبيب من التشخيص السليم وبالتالي تمنعه من وصف العلاج الصحيح، لأنه ربما تتشابه بعض الأعراض لبعض الأمراض، وبالتالي ﻻ يتم الوصول إلى المرض إﻻ بالفحص وبمناظرة الطبيب، منوهًا "يوجد مادة في قانون مزاولة المهن الطبية تمنع هذا".

 

اقرأ أيضا| إمراة لثمانية أطفال مقيدة بالسلاسل في كوخ تثير جدلا في الصين