فرفش كدة | كان زمااان

 كان زمااان
كان زمااان

سمير المنزلاوى

حلمت - خير اللهم اجعله خير- إنى بجرى زى الحصان الأصيل، مش عارف أنا رايح فين..

قطعت مسافة طويلة وما حستش بالتعب، وكل ما حد يقف فى سكتى، أو يسألنى فى ايه؟، أزقه بدراعى فيقع ويتدحرج.


لقيتنى فى قلب المينا، ومفيش غير سفينة واحدة، طلعت ملقيتش راكب يوحد الله، وقعدت ألقط نفسى، سمعت صوت خطوات، وفجأة وقف قدامى شخص سمين، لابس ملابس قبطان، بص لى من فوق لتحت وسألنى: 


على فين ان شاء الله؟


مش عارف؟


مرة واحدة شغل الآلات، واتحركنا بسرعة، قلت لنفسى : فين الركاب؟ وليه ما طلبش منى الباسبور؟


نزلت تحت ودخلت غرفة القيادة وسألته: على فين ان شاء الله؟


ضحك بصوت عالى وقال لى : مش فاكر.. ضحكت أنا كمان، وقلت له:جبتك يا عبد المعين تعينى.. طلب منى أقعد جنبه، وكان منظر البحر من الكابينة بيريح الأعصاب، فجأة ظهرت جزيرة قدامنا، بص فى الخريطة وشاور عليها: دى الجزيرة اللى طلع عليها مرزوق العتقى، وروح بالدهب والياقوت والمرجان
ياللا ننزل


أنا ممنوع من النزول، هقربك منها، بس اوعى تتأخر، لامشى واسيبك..


افتكرت دلوقت انى هربان من الديون المتلتلة،ولسه هنزل بسرعة، نادى فى الميكروفون : فين السلطانية؟


شاور لى على المخزن، قعدت أدور وأشيل وحط، أخيرا لقيت واحدة قديمة، طرت من الفرحة ولبستها فى دماغى، يا دوب بحط رجلى لقيت الملك والحاشية جايين، معاهم سهام ونبال وسيوف وطبول وصاجات، كانوا بيغنوا نفس الغنوة اللى عمرى ما فهمتها..

استنيت لما خلصوا، واتقدم منى الملك، وزغدنى بالصولجان وهوا بيصرخ زى الرعد: ايه اللى جابك هنا ؟ عدو ولا حبيب؟


ريقى نشف، وعنيا زغللت، حسيت إن رجليا مش شايلانى، وصعب عليا مرزوق، اللى محدش فكر فى موقفه المرعب ده، وفكروا بس فى الثروة اللى خدها.محدش بياكلها بالساهل.


قعدت على الرمل وقلت بصعوبة: حبيب، حبيب طبعا 


فين الأتباع ؟ فين الهدايا ؟


والله يا جلالة الملك أنا طفشان من الديون، وعشمان فى سعادتك، ومعايا لك هدية فخمة، التاج العظيم اللى على راسى ده.


عنيه طقت شرار، وراح، رافعنى لفوق مترين، ورمانى زى الورقة، نزلت على دماغى، صحيت من شدة الألم، وهوا بيزعق بصوت هز الجزيرة: جايب لى سلطانية يا روح أمك؟ 

إقرأ أيضاً|حصاد 2019| تصدير 102 حصان لأوروبا ومزاد للفائض ومهرجان للخيول