« معلمة الدقهلية »: منعت الغش لكن لم أحرر محضر غش واحد لطالبة

معلمة الدقهلية مع محرر بوابة أخبار اليوم
معلمة الدقهلية مع محرر بوابة أخبار اليوم

تؤدى عملها بتميز  وإخلاص شديد ..تدرك رسالة المعلم جيداً في غرس القيم النبيلة في نفوس تلاميذها قبل تعليمهم ،تركت أثراً في كل مدرسة عملت بها حتى أصبحت وكيلة أهم مدرسة ثانوية بمدينة السنبلاوين ،وكانت رئيسة لجنة مدرسة محمد الشقري التي تؤدى فيها طالبات مدرسة العروبة الامتحان ،والامتحانات بالمدرسة كانت نموذج للدقة والانضباط مع توفير الجو الهادئ للطالبات لأداء امتحاناتهم.

لكنها فوجئت بقيام عدد من أولياء الأمور بالترصد لها في آخر أيام الامتحانات يوم الخميس الماضي عقابا لها على عدم السماح بالغش لكن ذلك الموقف لم يرهبها وأصبحت نموذجاً يحتذى به في إدارة الامتحانات .

المعلمة وداد حمدي عبد الحميد على  وكيلة مدرسة السنبلاوين  الثانوية للبنات ورئيس اللجنة الشهيد محمد الشقري بالمدينة العروبة الإعدادية بنات .

وهي معلمة لغة عربية زوجها أحد العاملين في قطاع التموين سابقا ولها 3 أبناء أحدهم أخصائي اجتماعي والثاني صيدلي والثالث طالب بكلية الصيدلة .

التقتها " بوابة أخبار اليوم" 

فماذا قالت :

في البداية : لماذا أجريت امتحانات طالبات الإعدادية بمدرسة ابتدائية  ؟

توليت  مسئولية إدارة الامتحانات كرئيسة لجنة بمدرسة محمد الشقري الابتدائية كمقر لامتحان مدرسة العروبة وذلك نتيجة الاجراءات الاحترازية لمواجهة كورونا فلم تكن مدرستهم الأصلية ملائمة لتلك الإجراءات .

ولماذا كان هناك غضب من  بعض أولياء الأمور ؟

الغضب كان ـ من بعضهم  فقط ـ كما ذكرت  

وهو بالتأكيد غضب غير مبرر .

لقد حرصت كعادتي تنظيم اللجنة تنظيما محكما مع توفير جو من الهدوء والطمأنينة لجميع الطالبات .

وكانت المفاجأة وجود عدد كبير من التليفونات المحمولة مع الطالبات وهو ما يخالف ضوابط الامتحانات وتأكدنا أن من تحمل معها التليفون لداخل اللجنة كان للغش بالطريقة الحديثة

" الغش الإلكتروني "

لذا لم أسمح بتواجد تليفون واحد مع طالبة وهذا ما سبب غضب أولياء الأمور.

وكيف تعاملتي مع تلك التليفونات المحمولة ؟

طلبت من كل ملاحظ أو ملاحظة لجنة أن يحتفظ بتليفون الطالبة ويسلمه لها أثناء انصرافها عقب الامتحان .

وهل توقفت ظاهرة حمل التليفونات في الأيام التالية ؟

للأسف ..نعم

وماذا كانت إجراءاتكم تجاه الظاهرة ؟

لم أتخذ أي إجراء سوى عدم السماح بوجود التليفون مع حاملته لأن معنى قيامي باتخاذ إجراء سيدمر مستقبل الطالبة وتعاملت معهم كأم في المقام الأول .

 

لأن القانون  205 لسنة 2020 يحظر دخول المحمول للجان

حدد العقوبة بغرامة تتراوح بين 5 إلى 10 آلاف جنيه  وحرمان الطالب  عامين من الامتحان فتحملت تلك الظاهرة للنهاية وإن كان عدد الطالبات اللائي كن يحملنه في الأيام التالية قد تراجع نسبيا .

وهل كانت هناك أي وسائل لمحاولة الغش بخلاف التليفون المحمول ؟

قامت الطالبات بإحضار الكتب والملخصات داخل حقائبهن لكن تمكنا من السيطرة على تلك الظاهرة أيضا ولم نسمح بدخولها للجان من خلال تفتيش الحقائب .

وماذا حدث باليوم الأخير ؟

فوجئت بتجمع عدد من أولياء الأمور وللأسف كان من بينهم أمهات الطالبات وقد تجمعوا أمام المدرسة وتأكدت من أنهم سينفذون تهديدهم بالاعتداء علي .

وهل وصلتك تهديدات قبلها ؟

نعم ..توجه بعضهم لأخي ..والبعض الآخر لأمي  وحذروهم من أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام التضييق على بناتهم باللجنة .

وماذا فعلتي تجاه تلك التهديدات ؟

لم أهتم بها .. وقلت لهم حتى لو فقدت حياتي ففي تلك الحالة سأكون شهيدة لأني لا يمكن أن أتهاون في أداء عملي .

وماذا كان تصرفك أمام تجمع أولياء الأمور ؟

قمت بالاتصال بالأساتذة محمد عبد الله مدير عام الإدارة والسيد حرب مدير المتابعة واللذان قاما بدورهما بالاتصال بالمهندس على عبد الرؤوف وكيل الوزارة وتم الاتصال بمأمور المركز

لكن رغم ذلك ظل التجمع لكن حضرت سيارة شرطة وخرجت من المدرسة وحاولوا ضربي لكن الشرطة قامت بحمايتي باستثناء  طوبة قذفها أحدهم لكن الحمد لله لم تترك أثرا بعد أن شعرت بها .

وهل تم تحديد أولياء الأمور الذين ارتكبوا الواقعة ؟

توجهت لمركز الشرطة وحررت محضرا ضدهم وتم تحويله للنيابة .. وبذل رجال الشرطة جهدا كبيرا وحددوا 6 كانوا هم المحرضين والمتواجدين وتم ضبطهم وإحالتهم للنيابة والتي أخلت سبيلهم بكفالة 1000 جنيه لكل منهم على ذمة التحقيق .

وماذا كان رد فعل قيادات التعليم تجاه مانعرضتي له ؟

كان موقفا مشرفا حيث تواصلوا معي جميعا وأشادوا بموقفي  مؤكدين على أنني قمت بواجبي في مواجهة تلك الظاهرة المشينة .

فقد اتصل بي فور الواقعة الدكتور رضا حجازي نائب وزير التعليم والمهندس علي عبد الرؤوف وكيل وزارة التعليم بالمحافظة وأكدا لي دعم الوزير والوزارة بأملها لموقفي .

ثم قام الوزير الدكتور طارق شوقي والمحافظ الدكتور أيمن مختار بتكريمي .

وماذا كان رد فعل باقي أولياء الأمور ؟

معظم أولياء الأمور والأسر المصرية بخير وتواصل معي عدد كبير منهم مدركين أن أبناءهم الفائقين والذين يبذلون جهدا كبيرا على مدار العام هم من يدفعون ثمن غش تلك الفئة المستهترة .

وهل ستظلين علي موقفك بعد تلك الواقعة ؟

بالتأكيد ..فالكل يعلم أن الامتحان وسيلة لقياس قدرات الطلاب والفروق الطبيعية بينهم ولو أن أولياء الأمور شجعوا أولادهم على أن يركزوا في المذاكرة  وفي علاج نقاط الضعف عندهم وعدم تضييع أوقاتهم في الاستعداد للغش لكان أجدى لهم .

وكيف يمكن مواجهة هذه الظاهرة ؟

لا بد أن يتم تأمين لجان الإعدادية على ذات مستوى تأمين لجان الثانوية العامة .

مع توعية أولياء الأمور من خلال وسائل الإعلام بخطورة الظاهرة على مستقبل أبنائهم وأن تكون عقوبة الغش واقعية يمكن تطبيقها دون تدمير مستقبل الطالب .

إقرأ أيضاً: أسيوط في ٢٤ ساعة| المحافظ يناقش الموقف التنفيذي لمشروعات مبادرة «حياة كريمة»