ما حققه الأهلى فى مونديال الأندية ملحمة بطولية بكل ما تحمله الكلمة من معنى .. كتبت فى الأخبار قصة نسر غادر مكسور الجناح فعاد محلقاً أروع وأفضل وأفخم مما كان .. القصة يجب أن نتوقف عندها بتمعن لأن فيها دروسا وعبرا يجب الاستفادة منها.. أبرزها قوة الإرادة التى لا تهزمها قوة. ومعدن أبناء الأهلى الذى لا يظهر سوى فى الأوقات الصعبة .. كنت مشفقا على الأهلى بشدة قبل السفر للمونديال من خلال متابعتى الخبرية اليومية له من كم المشاكل والأزمات التى يواجهها على كل الجبهات .. والقصة من البداية التى أثارها الأهلى مبكرا على أمل إيجاد حلول .. تشعر أنها غريبة ! .. وعود براقة بحلول وتأكيد بسفر الأهلى بكل نجومه للمونديال تنتهى بخدعة اعتبرها خيانة غير مشروعة يجب التحقيق فيها والكشف عن بطلها .. حقق الأهلى الإنجاز أو الإعجاز ولعب بصغاره واستطاع إبطال مفعول مواتير بطل المكسيك مونتيرى وهزمه فى أولى مفاجآت البطولة ..
والغريب والعجيب أن العملاق المكسيكى سبق وأن هزم الأهلى بكامل نجومه وجيله الذهبى مرتين ومنهما واحدة بالخمسة .. فماذا لو لم يخرق صغار الأهلى الطبيعة ويسيرون عكس التيار ؟! .. ماذا لو حدث السيناريو المتوقع واستفرد عمالقة المكسيك بالفريق دون نجومه الدوليين بالإضافة إلى الإصابات المرعبة التى ضربت الفريق وهزموا الأهلى هزيمة ثقيلة بفارق كبير وهو سيناريو كان متوقعاً .. ماذا لو تخلى التوفيق عن بيبو ورفاقه ولاعبيه ؟! .. ووجد الفريق نفسه فى مركز لا يليق بقيمة الأهلى وتاريخه؟.
ربما طمس إنجاز نسور القلعة الحمراء كل الفخاخ والعراقيل التى تعرضوا لها ومنع الحساب بعدما فشلت عملية اصطياد النسور .. ووهبهم القدر هدية الكفاح والنية الصافية حسبما قال المهندس خالد مرتجى الذى تحمل الكثير فى مشوار الأهلى فى المونديال بكل شجاعة خلال ترؤسه للبعثة فى الإمارات واستحق اعتلاء منصات التتويج بعد الفوز على الهلال السعودى برباعية تاريخية وتكرار إنجاز البرونزية ولكن بنكهة أفضل من كل ما سبق .. أيضا أعجبت بشجاعة الأهلى فى الإمارات واعتراضه على نظام البطولة من الأساس باعتبار أنه يفرق بين أبطال أفريقيا وآسيا ويمنح مميزات كبيرة لأبطال أمريكا وأوروبا .. وكنت دائما أسأل نفسى عن سر عنصرية نظام البطولة حتى أحرج الأهلى الفيفا واستفسر فى مذكرة رسمية عن السبب وأوضح اعتراضه على أربع نقاط .. الأهلى شرف الرياضة المصرية أمام العالم واستحق تصفيق البلوز نجوم تشيلسى والممر الشرفى .. وتحيا مصر .
