باحث أثرى يطالب بالحفاظ على المفردات الأثرية بالمنازل المحيطة بمعبد إسنا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

 طالب الباحث الأثرى د. حسين دقيل بجمع الشواهد الأثرية الموجودة بالمنازل المحيطة بمعبد إسنا والمقرر هدمها ولم تهدم بعد، حتى لا يتكرر ما حدث بأحد المنازل القديمة.

وأوضح دقيل أن هذا المنزل الذي تم هدمه أمس، خلف معبد اسنا ضمن ما هُدم، قال عنه الدكتور حسن نور أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة سوهاج، في كتابه المنشور عام 1994م: "إنه أثري جملة وتفصيلا"!!

وأشار دقيل إلى أنه، ليس ضد إزالة تلك المنازل التي ربما تخبئ تحتها بقايا معبد اسنا، لافتا إلى قيامه بإعداد أوراق ضم تلك المنطقة للآثار قبل صدور قرار الضم.. لكن ما يثير الغضب والأسى على تراثنا أن هذه المنازل التي تم هدمها - وأخرى جاري الإعداد لهدمها أيضا - تحمل طابعا أثريا، وكان من الممكن على أقل تقدير إزالة الشواهد الأثرية عن تلك المنازل، كالعتبات التي تحمل نصوصا تأسيسية والنوافذ التراثية واللوحات والاحتفاظ بها في المخازن الأثرية، لا أن يتم هدمها هكذا دون حتى محاولة العمل على نزعها وحفظها. 

وأشار دقيل إلى أن أحد المنازل  التى هدمت بها عتب يحمل النص التأسيسي له، والنوافذ واللوحات الخشبية التي تحمل تاريخا يزيد عن 160 عاما، وهو ما تم هدمه أمس، وهو المنزل الذي كان قد وثقه الدكتور حسن نور منذ ما يقرب من ثلاثين عاما، فقال عنه: 

{{منزل إبراهيم 1281هـ/ 1864م (أثر غير مسجل) 

يقع هذا المنزل غرب معبد اسنا مباشرة، وترتفع أرضيته عن أرضية المعبد 15 مترا تقريبا، بمعنى أن بقايا المعبد لا زالت مدفونة أسفل هذا المنزل والمنازل المجاورة له، والمنزل الآن في ملكية الحاج محمد هاشم أبو النور حسين، وحالته جيدة ومتماسكة إلى حد كبير على الرغم من طمس واجهته بطبقة من الملاط والجير الأصفر من ناحية، وإدخال مواسير المياه والكهرباء والصرف الصحي من ناحية أخرى. 

والمنزل من دورين بُنيا بالطوب اللبن، أما المدخل والأعمدة والعقود فمن الآجر التي تتخللها الميدات الخشبية، وتمتد واجهته الوحيدة من الشمال إلى الجنوب وتقع فتحة المدخل في أقصى الشمال منها. 

وأضاف .. واجهة الدور الأرضي ليس بها نوافذ كبيرة وإنما فتحات  صغيرة مستطيلة الشكل للإنارة والتهوية، أما الطابق العلوي ففيه نوافذ مستطيلة كبيرة تغشاها أشغال الخرط ويبرز بعضها عن سمت الواجهة كالمشربية الصغيرة، تؤدي فتحة المدخل مباشرة إلى فناء مربع يتوسطه عمود أسطواني من الآجر يحمل سقفا من فلوق النخيل وجريده، والركن الشمالي الغربي من الفناء مكشوف وتظل عليه إحدى قاعات الطابق العلوي والدور الأرضي مستخدم الآن كحوش للدواب ورائحته كريهة؛ ولكنه أثري جملة وتفصيلا، ففي أضلاعه الخرستانات والخورنقات ومداخل الملحقات، وفي الزاوية الجنوبية الغربية دخلات معقودة بعقود مدببة توصل يمنه إلى سلم صاعد للطابق العلوي ويتصدرها ملقف هواء "باذهانج". 

والنص التأسيسي للمنزل كالعادة منقوش على عتب المدخل باللغة العربية بخط النسخ الفارسي متبعا حساب الجمل، فقد نص المستطيل الأيمن على الآتي: "بشرى لإبراهيم ساعده الفلاح، والبيت جدده بعز في الورى، نادى له شهر الحرام مؤرخا، قد جد إبراهيم في إنشاء دار قد علت".

ونص المستطيل الأيسر على الآتي: "واتى لاسنا واقتفى سبل النجاح، نال المنى والمجد بالأفراح صاح، يا نعم دار خيرها والجود لاح، بالخير في تاريخها دار السعادة قد بنت سنة 1281".

وثمة كتابات أخرى على عتب الباب في أقصى اليمين من العتب، نصها: "نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين" يا محمد"، وفي أقصى اليسار: "هو الخلاق الباقي ومن دخله كان آمنا أبو بكر علي عثمان فنعم عقبى الدار". وحول أركان النجمة سداسية الرؤوس: "رب يسر ولا تعسر رب تمم بالخير".

 

يذر أنه يحيط بمعبد اسنا عدد من المنازل القديمة بعضها يعود للعصر العثماني، وتحمل طابعا أثريا واضحا، وخاصة "الأعتاب الأثرية" التي تحمل كتابات وتأريخ لتلك المنازل والتى يتجاوز عددها (35) منزلا فضلا عن (4) أكشاك، وبمساحة إجمالية تزيد عن 2000 متر، وقد كان هناك سعي منذ  سنوات عديدة للعمل على نزع ملكيتها وضمها للآثار، وقد تم ذلك بالفعل بناء على قرار من رئيس الوزراء رقم 1972 لسنة 2014، ثم قرار محافظ الأقصر رقم 478 لسنة 2017. وبالفعل تم ضمها للآثار، وتعويض الأهالي.

تعيين حسن نور رئيسًا لقسم الآثار الإسلامية بجامعة سوهاج