كتب : محمد حامد
فى كل مرة ينظر كل منهما إلى الآخر، لسان حالهما فى نفس التوقيت ماذا ستقدم إلىّ ؟ .. أنا انتظر ابتكارا جديداً، مع كل صافرة بداية، سيكون الإبداع محل تقدير، سأستفيد منه لا محالة، عذراً لن أتقيد به لكننى سأتابعه بتركيز شديد، نعى فكر بعض جيداً، هذا أمر حسمته معرفة بدأت منذ 20 عاماً أو يزيد، يجمعنا جنون المستديرة، شغف التتويج، وجماهير متلهفة نحو هدف واحد مفاده .. الانتصار رغبة الكبار .
هكذا يكون ملخص حلقات الفكر المشتركة بين الجنوب أفريقى بيتسو موسيمانى المدير الفنى للنادى الأهلى والبرتغالى كارلوس كيروش مدرب المنتخب الوطنى، منذ أن وصل الأخير لقيادة الفراعنة، بدأ بينه وبين بيتسو علاقة وتبادل أفكار تكتيكية حتى وإن لم تكن ظاهرة للعيان، ظهر ذلك منذ أن التقيا فى إحدى المباريات وأظهرت الكاميرات حديثا جانبيا جمعهما ولم يستمر طويلاً، ليستلزم الأمر عودتنا بشريط الذكريات لبداية الألفية حينما تولى كيروش تدريب منتخب جنوب أفريقيا فى الفترة ما بين 2000 إلى 2002، هنا أصبح المدرب البرتغالى معروفاً لدى كل المهتمين بالشأن الكروى فى بلاد البافانا بافانا وكان من بينهم موسيمانى الذى كان فى بدايات مشواره التدريبى عقب الاعتزال .
بالتأكيد لن تنسى جماهير جنوب أفريقيا أن كيروش أوصلهم لكأس العالم 2002، هذا حدث تاريخى لا يتكرر كثيراً، رحل قبل خوض النهائيات لكنه فعل الأهم وهو الوصول، بمرور الأيام والشهور والسنوات وصلنا إلى أن أصبح كيروش مدرباً لمنتخب مصر.
وموسيمانى قائداً فنياً لأحد قطبى الكرة المصرية النادى الأهلى، وبدأ تبادل الأفكار الكروية المباشرة وغير المباشرة بينهما، فعلى سبيل المثال كان أكرم توفيق معروفاً لدى الجماهير أنه لاعب وسط ملعب مدافع، مركزه الأساسى الذى تألق من خلاله مع المنتخب الأوليمبى، إلا أن موسيمانى استخدمه فى أحد الخيارات المتاحة للاعب بوضعه فى مركز الظهير الأيمن، ليضعه كيروش فى نفس المركز بشكل أساسى .
أيضاً كان حمدى فتحى سبباً رئيسياً فى استخدام موسيمانى لطريقة 3/4/3 التى يكون فيها حمدى «جوكر» أحياناً كقلب دفاع ثالث، وأحياناً مثل بداية مباراة الهلال السعودى فى مونديال الأندية- يتحول إلى وسط ملعب مدافع أمام الأربعة مدافعين، وهو ما استفاد منه كيروش فى المنتخب فاعتمد على اللاعب فى مركز 6 وسط ملعب مدافع- فى طريقة 4/3/3، ولكن مع الأمتار الأخيرة لكأس الأمم كان اللاعب يسقط أحياناً كقلب دفاع ثالث بين عبد المنعم والونش .
وبذكر عبد المنعم، يأتى الحديث عن أبرز هدايا كيروش لموسيمانى، فقد شارك اللاعب مع المنتخب فى كأس الأمم كمعار من الأهلى لفيوتشر، ثم يقرر الأحمر قطع إعاراته بعدما تألق فى الكان .
فى الأيام الأخيرة، تألق أحمد عبد القادر مع الأهلى فى مونديال الأندية، ويتميز اللاعب بقدرات فنية لا يماثله فيها أحد من نظرائه بالدورى وهو ما يحتاجه المنتخب، فى ظل عدم وجود صانع ألعاب مميز يكون لأدائه نكهة هجومية مختلفة .
كذلك بالنسبة لمحمد هانى الذى تألق عقب إصابة أكرم، وهو ما يحتاجه كيروش فى ظل افتقاده لظهير أيمن أساسى عمر كمال وإمام عاشور تألقا فى هذا المركز لكنه ليس مكانهما الأساسى- .. ليبقى السؤال هل سيستفيد البرتغالى من هانى وعبد القادر أمام السنغال ؟
تأتى الهدايا السالف ذكرها من موسيمانى لكيروش ورد البرتغالى بصفقة عبد المنعم، لتكون متوافقة مع فترة «الفلانتين» الذى يعد عيداً فى 14 فبراير من كل عام
اقرأ ايضا | فى كل مرة ينظر كل منهما إلى الآخر، لسان حالهما فى نفس التوقيت ماذا ستقدم إلىّ ؟
