حكايات| قرطاس التمرية والزلابية.. فلكلور يوناني بـ«التاتش» البورسعيدي 

 قرطاس التمرية والزلابية.. فلكلور يوناني بـ«التاتش» البورسعيدي 
قرطاس التمرية والزلابية.. فلكلور يوناني بـ«التاتش» البورسعيدي 

ما من طفل ولا شاب أو شيخ كبير في بورسعيد إلا ويعرفها ويطلبها ويأكل منها على مدار تاريخ هذا البلد؛ إذ باتت إرثًا من الأجداد.. ببساطة الحديث هنا عن قرطاس التمرية والزلابية.

 

المهندس محمد بيوض أحد أبناء بورسعيد يقول إن: «الحلوانية اليونانيين البورسعيدية المتمصرين الذين أقاموا بالبلد منذ إنشائها عام 1869 هم الذين أدخلوا هذه الحلوى إلى المدينة، لذا لن تجد مثلها في أي محافظة بمصر».
 

أما محمود الباسطي (37 عامًا) صانع حلوى التمرية، فيروي رحلته مع هذه الحلوى: «بدأت في سن 10 سنوات العمل بمهنة حلواني التمرية بمحل عمي في حي العرب بوسط بورسعيد القديمة، وظللت معه حتى انتهيت من بكالوريوس المعهد العالي للخدمة الاجتماعية».

 

اقرأ أيضًا|  قواقع البحر وحلة البكويز.. مزاج خاص لـ«الأكيلة» ببورسعيد 

 

ويؤكد أن الناس كانوا يأكلون التمرية والسمنية والزلابية قديما في الصباح والمساء؛ حيث كان الموظفون يجعلونها وجبة إفطارهم وكذلك الطلبة والعمال وموظفو هيئة قناة السويس وخلال الليل تمثل لكثيرين وجبة العشاء، والبعض كان يفطر بها في رمضان، أما حاليا فأصبحت وجبة قاصرة على العشاء بالليل فقط.

 

ويحكي الباسطي: «عمل التمرية يتكون من السميط والبسبوسة والماء، فنضع الماء في إناء ألمونيوم واسعا ونغليها ثم نرش مسحوق السميط ونقلبه حتى يبدأ في الذوبان مثل النشا مع اللبن ثم نصبها في صاجات أو صواني وتكون في حالة سائلة لمدة ساعة أو ساعتين فتتحول إلى عجينة طرية جدا».

 

ويمضي في حديثه: «أما الزلابية فمكوناتها من مياه ودقيق وخميرة وبعض الزيوت والفانيليا والقرفة كمكسبات طعم ونخلطها ونضع العجين لحين أن يتخمر وتتحول بعدها لخليط متماسك، ولا يزال الناس يقبلون عليها، لكن المفارقة أنهم لا يأكلونها إلا وهي معبأة في قرطاس ورق ولذا يشتهر اسم الطلب بـ(قرطاس التمرية والزلابية)».

 

 

صحيح أن عدد المحلات التي تعد التمرية قل عن السابق إلا أن هناك حاجة حاليا لإعادة إحياء تلك الأكلة الفولكلورية المميزة لبورسعيد  فقد يصبح هذا القرطاس جزءًا من الترويج السياحي للمدينة.

 

وما بين هذا وذاك، تروي الدكتورة مروة علي المتحدث الرسمي باسم مركز التراث والتنسيق الحضاري أنهم يسعون لترويج التراث والفولكلور؛ حيث وضع في خطته مشروع قرطاس التمرية والزلابية كأحد المهرجانات الفولكلورية، وكما يحدث في أمريكا اللتينية من مهرجانات الأناناس والموز تتمنى أن يجذب هذا التراث نوعًا جديدًا من السياحة الداخلية لبورسعيد».