«مدينة بوتو» تبوح بأسرارها وتفوح بالكثير من كنوزها الأثرية

صورة موضوعية
صورة موضوعية

أكد الأثرى أحمد عامر الباحث الأثرى والمتخصص في علم المصريات أن منطقة "بوتو" تل الفراعين، وهى منطقة تقع شمال غرب محافظة كفر الشيخ، وتعرف حالياً باسم "تل الفراعين" وتبلغ مساحتها الحالية 176 فدان، وكانت مدينة "بوتو" "إبطو" عاصمة للوجه البحرى، فقبل عصر التوحيد اختصتها مصادر العصور التاريخية فى مصر القديمة بحضانة الطفل "حورس" الذى وضعته أمه "إيزيس" بتلك الجزيرة المجاورة لها "أخبيت" قرية شابه الحالية مركز دسوق فى أحراش الدلتا، وترجع أهميتها إلى أنها المدينة التي كانت تضفي الشرعية على الفراعين الذين يأتون إليها لإتمام مراسم تتويجهم.

و‏"بوتو‏" كجبانه ‏وُجد‏ ‏بداخلها‏ ‏آلاف‏ ‏التوابيت‏ ‏البرميلية‏ ‏الشكل‏ ‏والآدمية‏ ‏أيضا‏، ‏وهي‏ ذات أشكال‏ ‏غاية‏ ‏في‏ ‏الندرة‏ ‏منقوش‏ ‏عليها‏ ‏كتابات‏ ‏توضح‏ ‏طقوس‏ ‏دفن‏ ‏الموتي‏ ‏عند‏ ‏قدماء‏ ‏المصريين‏، ‏بالإضافة‏ ‏إلي‏ ‏مجموعة‏ ‏تمائم‏ ‏وحُلي‏، ‏أما‏ ‏منطقة‏ ‏المعابد‏ والتي‏ ‏تمتد‏ ‏لمساحة‏ ‏تسعة‏ ‏آلاف‏ ‏متر‏ ‏مربع‏ ‏ولم‏ ‏يكتشف‏ ‏من‏ ‏معابدها‏ ‏سوي‏ معبد‏ ‏الإلهة‏ ‏"واجيت"،‏ ‏لكن ‏الكتابات‏ ‏الآثرية‏ تؤكد ‏أن‏ ‏هناك‏ ‏معابد‏ ‏للإلهة‏ "‏إيزيس"،‏ ‏والإله‏ "‏حورس"،‏ ‏وآلهة‏ ‏آخرين‏.‏

وأشار "عامر"إلي أنه تم العثور علي تمثال مزدوج من الجرانيت الوردى للملك "رمسيس الثانى" والإلهه "سخمت"، ولوحة من الجرانيت الأسود تعود لعصر الملك "تحتمس الثالث"، ولوحة هبات تعود لعصر الملك "تحتمس الثالث"، وأعلى اللوحة منظراُ يمثل الملك "تحتمس الثالث" راكعاُ يسكب الماء المقدس ويقدم القرابين، ولوحة من الجرانيت الوردى تعود لعصر الملك "شاشانق الأول"، وتمثال الكاهن قابع ممسكاُ بيده اليسرى إحدى نباتات الدلتا "الخس" رمزاُ للخصوبة، وأمام ساقى الكاهن الثالوث المقدس "أزوريس" فى الوسط كتمثال صغير، يقف على قاعدة فوق قدمى الكاهن وعلى يمينه "حورس" وعلى يساره "إيزيس" بالنقش، كما تم العثور أيضاً علي تمثال للملك "نايف_عا_ورد" والمعروف أيضاً بإسم الملك "نفرتيس الأول" من الأسرة التاسعة والعشرين، وكذلك تمثال من الجرانيت الأسود والمصقول للآله "حورس الصقر". 
وتابع "عامر" إلي أن مدينة "بوتو" إرتبطت بإثنين من آلهه مصر العظام هما "حور" و"واجيت" وما لهما من مرتبه سامية في العقيدة المصرية القديمة، وظلت مقصورة "واجيت" الشهيرة "بر_نثر" والتي تعني "بيت الحية" أو "بيت اللهب" تلعب دورها البارز في مناظر التتويج الملكي دليلاً علي الشرعية الملكية، وقد ظلت مدينة "بوتو" من أهم المدن المصرية المقدسة التي يُشد إليها الرحال للزيارة، ولإقامة بعض الشعائر الجنائزية للمتوفي أمام مقاصيرها الشهيرة، وقبل أن يُواري جسد المتوفي التراب، هذا وقد إتخذت "بوتو" من زهرة اللوتس شعاراً لها كما إتخذ ملوكها من التاج الأحمر شعاراً ملكياً يلبسه كل من يرتقي عرش البلاد.

ويضيف "عامر" ان هذا الكشف له أهمية كبيرة نظراً لأن منطقة "بوتو" هي أول عاصمه في التاريخ، وهذه الآثار المكتشفة سوف تساهم في معرفة تاريخ هذه المنطقة من الناحية الآثرية، نظراً لما تمثله من حقبه آثرية هامه في التاريخ المصري القديم، بل وسوف يساعد الباحثين والدارسين في معرفة التاريخ، أما من الناحية السياحية فمن الممكن أن يساهم هذا الكشف في تنشيط السياحة الداخلية، إذا تم وضع هذه الآثار متحف كفر الشيخ الإقليمي، أو وضع بعض من هذه الآثار في المتاحف القومية المصرية الكبيرة الهامة.
اقرا ايضا "علم الفلك للهواة".. إصدار جديد في هيئة الكتاب