د. عبداللطيف آل الشيخ وزير الشئون الإسلامية والدعوة فى السعودية يتحدث لـ «الأخبار »:

وزير الشئون الإسلامية السعودي: الرئيس السيسى يخوض معارك صعبة لبناء جمهورية جديدة

الرئيس السيسى يخوض معارك صعبة لبناء وعى مجتمعى وجمهورية جديدة
الرئيس السيسى يخوض معارك صعبة لبناء وعى مجتمعى وجمهورية جديدة

يجمع ما بين القوة فى الطرح والتواضع فى تعاملاته مع المجتمع، فقد استطاع إحداث نقلة نوعية فى أساليب وأدوات الدعوة فى السعودية تقود إلى الإسلام السنى الوسطى بعيدا عن الإفراط والتفريط وفق رؤية تتحقق و تتبناها القيادة السعودية، ويرى فى مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى نموذجًا للتحديث والتطوير فى إعادة بناء الدولة والنجاح فى مواجهة واستئصال الأفكار الضالة التى كادت تعصف بالمنطقة، وعند حديث وزير الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ د.عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ الذى التقته «الأخبار» عن مصر ترى أنه يعيش حالة من الارتباط النفسى بمصرتمتد إلى أكثر من أربعة عقود عندما كان طالبا يدرس فى الأزهر الشريف، ويؤكد أن مصر والسعودية لهما ثقلهما السياسى والدينى وتحملان على عاتقهما مسئولية كبيرة فى تصحيح المسار الدعوى ونشر الإسلام الوسطى المعتدل، وتجديد فهم الخطاب الديني، الذى يشدد أنه ليس  ببدعة من القول أو الفعل فى الإسلام، ويشير إلى أن موقف السعودية من الإخوان قديم وليس جديدا، لأن السعودية منذ عهد المؤسس تعرف  مقاصدهم وأهدافهم التخريبية وإليكم نص الحوار :

تقومون حاليا بزيارة إلى القاهرة.. ماذا عن أهم القضايا المطروحة للتنسيق بين البلدين فيما يتعلق بالمؤسسات الدينية؟
- لاشك أن المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية ــ لما لثقلهما السياسى والدينى المؤثر ــ تحملان على عاتقهما مسؤولية كبيرة فى تصحيح المسار الدعوى وتجديد فهم الخطاب الديني، ونشر الإسلام الوسطى المعتدل، وتحسين الصورة المشوهة والمغلوطة عن الإسلام والتى تسببت به الجماعات المتطرفة مثل جماعة الإخوان المسلمين وغيرها.

ونبذل لتحقيق هذا الهدف المنشود جهودا كبيرة والتى يأتى من ضمنها مشاركتنا فى مؤتمر « عقد المواطنة « ومشاركتنا فى الدورة الثالثة عشرة لاجتماعات المجلس التنفيذى لمؤتمر وزراء الأوقاف والشئون الإسلامية بدول العالم الإسلامى فى جمهورية مصر الشقيقة، والذى سيدعم وسيصب فى صالح هذه الجهود المشتركة من خلال مناقشته لعدد من المواضيع التى تهم الشأن الإسلامي..

وعن مؤتمر الأوقاف المصرية واختيارها لموضوع « عقد المواطنة» وأثره فى تحقيق الأمن المجتمعى والعالمى فى وزارة الأوقاف المصرية بقيادة الأخ الدكتور محمد مختار جمعة كما أن عقد المواطنة من جملة العقود التى رعاها الإسلام.

 

وإبرازه فى هذا المؤتمر عمل مبارك، لأنه لَحِقه من تأويل الجاهلين وانتحال المبطلين وعدوان المعتدين، مما سبب خللا فى مفهومه عند بعض الناس، واختطف من قبل جماعات حزبية حرفت مساره، ونرجو أن يحقق المؤتمر ما تتطلع له الشعوب المسلمة التى تنشد السلام والمحبة والعيش بكرامة.


التعاون مع مصر
لمسنا من الزيارات المتبادلة أن هناك تعاونا بين المؤسسات الدينية فى القاهرة والرياض.. ماذا عن هذا التعاون؟ وهل هناك اتفاقات وتعاون جديد بين البلدين فيما يتعلق بمواجهة الأفكار الضالة؟


- المملكة العربية السعودية، ممثلة، وجمهورية مصر ممثلة فى المؤسسات الدينية، لهما مكانة إسلامية كبيرة، وذلك لما يتوافر لديهما من قدرات بشرية مؤهلة علمياً، وتاريخ فى الدعوة ونشر رسالة الإسلام البعيدة عن الغلو والتطرف.

ولا شك أن أى تعاون بينهما سيكون عامل قوة وسيصبح أثره إيجابيا ومؤثرا على المستوى العالمي، وسيكون سببا للقضاء على أى صوت يدعو للتطرف والكراهية.

ونأمل أن تحمل الأيام القادمة بشائر تعاون وتكامل فيما بيننا فيما يخدم الإسلام والمسلمين، ومازال التنسيق والتفاهم الكامل بين وزارة الشئون الإسلامية بالسعودية، والمؤسسات الدينية بمصر مستمرا فى كل ما يتم طرحه من موضوعات فى المؤتمرات والمناسبات التى تقام بشكل دائم لخدمة الإسلام والمسلمين ونبذ العنصرية والتطرف والغلو ومسبباتها، ويوجد اتفاقية تعاون وبرنامج تنفيذ تم توقيعه بين الطرفين والعمل جار على التنفيذ لهما.


كيف ترى دور القيادة فى البلدين فى تحقيق تطلعات الشعوب وحمل هموم الأمة ؟
- إن فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى هو القائد المجاهد الذى تشهد مصر بقيادته الحكيمة تطوراً وازدهاراً ونماءً، والذى خاض المعارك الصعبة لبناء الوعى المجتمعي، وبناء الجمهورية الجديدة.

ووضع مصر على خارطة العالم فى الأمن والأمان والاستقرار، قاد مصر فى مرحلة صعبة فى تاريخ مصر والتى تعيش فى أزهى عصورها من التقدم والرقى والبناء والعطاء ومشاريعه خير شاهد على هذا الأداء الكبير..وسمو ولى العهد الأمير محمد بن سلمان، يحمل هموم الأمة العربية والإسلامية.

و يقدم وعياً وإدراكاً عميقاً لحال الأمتين، متسماً بمصداقية ومسؤولية القائد الكبير الذى يحمل أوجاع أمته، بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ويقود المملكة بوتيرة متسارعة نحو البناء والتقدم والرقى وجعل المملكة فى مصاف الدول المتقدمة عبر رؤية 2030


تحديث الخطاب الدينى
الأزهر الشريف مؤسسة دينية يقودها شخصية له رؤية وانفتاح على الحضارات والإنسانية.. ماذا عن التنسيق بشأن تحديث الخطاب الدينى ليتوافق مع متغيرات العصر؟
- بداية لابد أن يعلم الجميع بأن تجديد فهم الخطاب الدينى ليس ببدع من القول أو الفعل فى الإسلام، فلم يزل علماء المسلمين يولون مسألة الاجتهاد عنايتهم لأن بالاجتهاد ينظر العالم فى الأدلة ويعملون لها حسب الدلالات والمتغيرات، خصوصًا أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان ولكل حال وصلاحيته لهذه الأمور ليست من جموده بل إنما هو من التجديد الذى يفهمه العلماء.

وتجديد فهم الخطاب الدينى ليس كما يفهمه من يفهمه من المنغلقين بأنه تغيير للشرع أو هجوم على الثوابت أو تحريف للكلام عن مواضعه، وإنما هو أعمال مقاصد الشرع وتدبر للخطاب وبيان لكون القرآن خوطب به آخر الأمة كما خوطب به أولها وفهم الخطاب فى العصور المتأخرة على سنن فهم السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار الذين أتبعوهم بإحسان، وتجديد الخطاب الدينى المراد به تجديد فهم الخطاب الدينى لأن الخطاب الدينى لا يتغير لأنه كلام رب العالمين..

والمملكة العربية السعودية جعلت من أولوياتها تجديد فهم الخطاب الدينى وترسيخ مفاهيم الوسطية والاعتدال والتسامح، ومواجهة خطابات الغلو والتطرف والكراهية والأحزاب المنحرفة، وتعزيز ثقافة الحوار على جميع المستويات، والتركيز على شريحة الشباب من الجنسين تأهيلًا وتدريبًا ورعاية للموهوبين وتمكين لهم من التأثير فى المجتمع بوصفهم يمثلون النسبة الأكبر.

وما نشهده اليوم من ثورة تقنية يعيشها العالم وتأثير مواقع التواصل الاجتماعى على الناس، إضافة إلى ما تواجهه الأمة من تحديات كبيرة لها تأثيرها على أمن المنطقة واستقراردولها وتعايش شعوبها، فكان لابد من تجديد فهم الخطاب الديني، ولا شك أن توحيد الجهود فى هذا الجانب والتنسيق والتكامل بين وزارة الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد فى المملكة والمؤسسات الدينية فى مصر فيما يخص ملفات الشئون الإسلامية، وتعزيز وتجديد الخطاب الديني، ومكافحة الغلووالتطرف والإرهاب.

ونشر ثقافة الحوار والتسامح والتيسير بما يتوافق مع مقاصد الشريعة الإسلامية وأحكامها لا يتعارض مع ثوابت الإسلام وقيمه الراسخة ولا مع القيم العربية ذات الأصالة الخالدة، وسينعكس أثر ذلك الخطاب الدينى المتجدد بشكلٍ إيجابى على واقع المسلمين فى قضايا العلوم الإنسانية المختلفة، ومواجهة الفكر التكفيرى المتطرف، وتفعيل المؤسسات الدينية فى تطوير الخطاب الديني.

ورؤية الفكر الإسلامى للتعايش الإنسانى بين أتباع الأديان والمعتقدات والمذاهب ومعالجة المشكلات الفكرية واستثمار القوة البشرية فى التنمية الاقتصادية والنهضة الحضارية، فضلًا عن توجيه قطاع الشباب إلى الاشتغال ببناء قدراتهم وتوظيفها لخدمة بلدانهم والإسهام فى عزها وازدهارها والابتعاد عن مزالق الانحرافات الفكرية وتيارات الغلو والتطرف والإرهاب والتحريض والالحاد والانحلال.


الدعوة متجددة
منذ تولى معاليكم وزارة الشئون الاسلامية فى المملكة وهناك رؤية لتطوير آليات الدعوة والإرشاد فى المملكة.. ما هى قواعد تنفيذها ؟ وماذا عن التوجهات المستقبلية فى هذا الاتجاه؟
- الدعوة إلى الله من أعظم وأشرف المهام والوظائف؛ وذلك لأن الله تعالى جعلها فى هذا المقام، فقال تعالى: «وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِى مِنَ الْمُسْلِمِينَ»، وفى عصرنا الحاضر اشتدّت حاجة الدعوة إلى تطوير وسائلها ومنهجها؛ حتى نواكب التطورالظاهر، وحتى نقابل بها سائر أنواع الدعوات الباطلة..

وقد بلغ مجموع البرامج والمناشط الدعوية والوعظية التى تقيمها وزارة الشئون الإسلامية أكثر من «600» ألف ما بين محاضرات وندوات ودروس علمية وكلمات وعظية، ولا يختلف أحدٌ ممن يشتغل بالدعوة وتقع له من الإشكالات والعقبات فى مسيرته الدعوية أنّ الدعوة الإسلامية فى حاجة دائمة مستمرة إلى اجتهاد مواكب متجدد، باعتبار أن القضايا الدعوية متجددة، والوسائل كذلك تكون متجددة، أو يجب أن تكون متجددة، وذلك بحسب المقاصد والأهداف الدعوية التى لا شكّ تتجدد وتتنوع بموجب الزمان والمكان والحال والبيئة.

ولذلك كانت الحاجة إلى نوع الاجتهاد الدعوى المتجدد والمواكب للتغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.


تمكين المرأة
المرأة فى المملكة تحظى حاليا باهتمام كبير من القيادة فى المملكة ووصلت لمناصب متعددة فى الدولة من بينها توليها منصب وكيل وزارة بالشئون الإسلامية … كيف ترى مستقبل تمكين المرأة فى المملكة؟ وماذا عن دورها فى مجال الدعوة ووزارة الشئون الإسلامية؟
- انطلاقا من الرؤية المباركة لولى العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز رؤية المملكة 2030 وبرامجها، حظى ملف تمكين المرأة باهتمام كبير من حكومة خادم الحرمين الشريفين، ومن جميع مؤسساتها سواءً فى القطاع الحكومى أو القطاع الخاص، ومنها وزارة الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد، وجعلنا أحد أبرز أهدافنا فى الوزارة ضمان زيادة مشاركة المرأة فى الوظائف.

وتمكينها من المناصب القيادية، حيث بلغ مجموع الوظائف التى يشغلها النساء ٣٠٢٨ وظيفة منها ١٠٥١ داعية و١٣٠٢ مراقبة مسجد، و٦٤٧ مراقبة أمن، و٢٨وظيفة إدارية.

ونرى أن المرأة السعودية جديرة، وتسارع خطواتها نحو التمكين بفضل صدور العديد من القرارات والتشريعات والأنظمة التى تعزز مكانتها فى المجتمع، وبذلك أصبحت شريكًا فعالًا فى التنمية الوطنية فى جميع المجالات: الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية وغيرها وعلى جميع المستويات


ذكرتم فى تصريحات سابقة أن المجتمع يحتاج إلى تحصين من الفكر الإخوانى إلى أين وصلتم فى تحصين المجتمع؟وكيف يتم الحد من انتشار هذا الفكر؟
- موقف السعودية من الإخوان قديم وليس جديدا، فمنذ عهد الملك المؤسس جاء إليه حسن البنا، وطلب منه فتح مكتب لهم، فكان رده «كلنا إخوان مسلمون ولا يحتاج لفتح مكاتب»؛ لأنه يعرف مقاصدهم وأهدافهم التخريبية ببعد نظره وحكمته، فالإخوان والصحويون استغلوا حب الناس لهذا الدين وحاولوا أن يبثوا أفكارهم المسمومة التى يتبنونها من خلال المساجد والمؤسسات التعليمية وبعض المنابر الإعلامية، فكان من الضرورى إبعادهم عن صعود المنابر، والإمامة فى المساجد والتعليم والإعلام.

وهذا ما فعلته الدولة متمثلة فى وزارة الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد، والقطاعات الأخرى.. حيث تمت إقامة أكثر من 340 ألف برنامج ومنشط توعوى للتحذير من الجماعات المنحرفة، وتعزيزالأمن الفكرى لدى أفراد المجتمع، ولابد من تضافر جميع الجهود فى محاربة فكر الإخوان المسلمين، بداية من المواطن الذى يعتبر رجل الأمن الأول، ثم من الدولة بجميع مؤسساتها.


خصصتم إحدى خطب الجمعة فى المساجد للتحذير من جماعة التبليغ والدعوة … ماذا عن مخاطر هذه الجماعة محليا وإقليميا؟
- حماية الدعوة من الانحرافات الفكرية والعقدية مسؤولية الوزارة ولدينا رصد لنشاط جماعة التبليغ فكان لزاماً على الوزارة أن تقوم بواجبها فى بيان خطر جماعة التبليغ وما تروجه من مخالفات شرعية من خلال لجان متخصصة بالتعاون مع الجهات الأخرى، فهى لا تقل خطراً عن جماعة الإخوان المسلمين.


الفكر الحوثى
وماذا عن توجهات وزارة الشئون الإسلامية فى مواجهة الفكر الحوثى وحزب الله فى اليمن، وماذا عن التنسيق بين المؤسسات الدينية فى اليمن للتصدى لهذا الفكر؟
- المملكة واليمن جسد واحد وهمٌّ واحد وقضية واحدة، وكما أن الحوثى يستهدف مهد العروبة فهو يستهدف مهبط الوحي، وهناك حقد صفوى على أرض العروبة ومهبط الوحي، والمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين و ولى عهده تقوم بعمل كبير جداً لدعم الشعب اليمنى الشقيق على جميع الأصعدة، ومن ضمن هذا الدعم ما تقوم به وزارة الشئون الإسلامية من مساندة ودعم علماء ودعاة اليمن فى إيصال رسالتهم الدعوية والعلمية والفكرية.

وبيان خطر المليشيات الحوثية الإيرانية على العقيدة والهوية الإسلامية، حيث تقوم الوزارة بدعم ورعاية أعمال برنامج التواصل مع علماء اليمن وذلك من خلال إقامة أكثر من 7000 ندوة دعوية وحلقات وبرامج إذاعية وتليفزيونية وتقاريرصحفية وحملات إعلامية ونشر تغريدات عبر حسابات البرنامج، وذلك للتصدى للأفكار الضالة، وعلى رأسها فكر المليشيات الحوثية التى تدعمها إيران.


التصدى للغلو
المملكة تتصدى للغلو بقوة كيف يتم التنسيق مع الدول الإسلامية لمواجهة هذه الظاهرة ؟ وأدوات مواجهتها فى المملكة ؟
- السعودية نجحت فى ضبط وتصحيح مسار الدعوة والتصدى للغلو، وتقوم بخدمة الإسلام والمسلمين ونشر قيم الوسطية والاعتدال وتصحيحهم الخطاب الديني.

والمنابر الدعوية التى تشرف عليها الوزارة الآن تسير بالاتجاه الصحيح، وهى تقوم بدور كبير فى توعية المجتمع والتصدى للجماعات المتطرفة، ووزارة الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد أبرمت مذكرات تفاهم مع عدد من الوزارات والمشيخات الإسلامية بدول العالم لنقل تجربة المملكة فى مجالات خدمة الإسلام وحرصها على نشر قيمه وتعاليمه السمحة اتساقاً مع السياسة والرسالة التى تضطلع بها المملكة تجاه المسلمين بالعالم.


الإرهاب تحد عالمى
الإرهاب آفة العصر كيف يتم مواجهته فكريا وماذا عن الآليات التى تسهم فى اجتثاث جذوره ؟ .
التطرف والإرهاب من أبرز التحديات التى تواجه العالم، والمملكة دائماً تؤكد برفض الإسلام للعنف والتطرف والإرهاب، وانتشار خطاب الكراهية، وتدعو وتشدد فى بياناتها على ضرورة تبنى المنهج الإسلامى الوسطى المعتدل الموافق لما جاء فى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وبفهم السلف الصالح الذى يدعو إلى التسامح والرحمة والتعايش بين البشر على اختلاف أديانهم.

وقد عملنا فى وزارة الشئون الإسلامية لمحاربة الإرهاب من خلال مكافحة خطاب التطرف والإرهاب والكراهية، وتدريب الأئمة والدعاة على الأساليب الشرعية الصحيحة للدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، والتأكيد على غرس قيم الانتماء والمواطنة وفضح الجماعات الإرهابية التى تحاول تأليب الناس على أوطانهم وحكامهم من خلال التصدى لخطاباتهم العنصرية والحزبية.


التواصل مع المشيخات فى العالم
كيف يتم تصحيح الصورة الذهنية السلبية التى رسمها بعض أصحاب الفكر المتطرف لدى المجتمعات الغربية ؟ وهل هناك تنسيق دولى لإقامة مؤتمرات توضح صورة الإسلام الصحيحة ؟
- الوزارة تسعى لتنظيم مؤتمر تواصل مع المشيخات فى العالم وما فى حكمها، وهو يقام لأول مرة بمشاركة عدد كبير من مديرى الشئون الدينية والإفتاء والمشيخات فى العالم، ونأمل أن يساهم هذا المؤتمر فى تصحيح الصورة الذهنية.


تسخير كل الإمكانات للحج
كان لكم حديث مؤخرا حول الحج … ماذا عن حج هذا العام خاصة من خارج المملكة ؟ وما هى توقعاتكم عن زيادة الأعداد هذا العام ؟ وماذا عن عمرة موسم رمضان ؟
- لا شك أن التحديات التى تواجه المملكة فى ظل جائحة كورونا هى كبيرة ولكن تجلت بفضل الله ثم بتوجيه القيادة الرشيدة وبتعاون جميع الجهات الحكومية الصحية والأمنية والخدمية.

والتى تسّخر جميع إمكانياتها وطاقاتها البشرية والآلية لإنجاح موسم حج هذا العام، وخدمة حجاج بيت الله الحرام، والمعتمرين وفق تطلعات ولاة الأمر الذين يحرصون كل الحرص على سلامتهم وراحتهم، والتى تسعى دائما لتقديم المزيد من التطور والتميز فى منظومة الخدمات المقدمة لقاصدى الحرمين الشريفين ولتوفير جميع وسائل الراحة للحجاج وفق تطبيق الاحترازات الصحية لضمان سلامة الجميع.

والمملكة حريصة كل الحرص على سلامة ضيوف الرحمن وقد أوكلت الدولة مهمة ذلك إلى وزارة الحج والعمرة، فهى من تحدد الأعداد المسموح بها بالتعاون مع وزارة الصحة حتى يتمكن ضيوف الرحمن من أداء فريضتهم سواء كان حجا أم عمرة بكل راحة واطمئنان.


التحديات
ماذا عن أهم التحديات التى تواجه الأمة الاسلامية ؟ وطرق مواجهتها ؟
- إن التحديات القائمة التى نواجهها اليوم هى فى حقيقة الأمر تحديات للمسلمين، وليست تحديات للإسلام ذاته، حيث إنّها تحديات تواجه عقول المسلمين وقدرتهم على استيعاب تطورات العصر، والوعى بالزمن.

والوعى بالتطور التاريخي، إنّ التحديات التى تواجه المسلمين فى عالم اليوم تحديات معقدة وفى حاجة إلى إرادة قويّة وعزيمة صادقة لتجاوزها والسير صعوداً نحو مستقبل مشرق إن شاء الله، ومن وجهة نظرى أن من أهم هذه التحديات انتشار ظاهرة الإرهاب فى العالم الإسلامى على نطاق واسع، ويرتبط ذلك بسبب الفهم الخاطئ للإسلام، والتفسيرات المغلوطة لتعاليم.

والتى تحتم علينا جميعاً التصدى لمن يحمل هذه الأفكار وجعله منبوذاً فى مجتمعاتنا ولا يتم تمكينه فى أى مجال قد يؤثر من خلاله على عقول الشباب سواء كان هذا المجال دعوياً أو أكاديميًا أو إعلامياً أو غير ذلك من المجالات.


المصاحف الشريفة
تقوم وزارة الشئون الإسلامية بجهود كبيرة فى توزيع هدية الملك سلمان من المصاحف الشريفة التى توزع للعالم حدثونا عن الهدية وأبرز جهود المجمع ؟
- خادم الحرمين الشريفين وولى عهده الأمين حريصان جداً على كل عمل يخدم الإسلام والمسلمين وفى مقدمتها العناية والاهتمام بكل ما يخدم كتاب المولى ــ عز وجل ــ طباعة ونشراً وتعليماً.

ولعل الهدية الأخيرة التى وجه خادم الحرمين الشريفين بتقديمها للأشقاء فى مصر وغيرها من دول العالم هى رسالة المملكة وتأكيد لدورها فى خدمة الإسلام والمسلمين ونشر كتابه بالعالم بملايين النسخ سنوياً وبالمجان..

ولاشك أن هذه الهدية التى تتشرف وزارة الشئون الإسلامية بإرسالها للمسلمين بالعالم هى أغلى هدية من أكبر مطبعة شيدتها المملكة لخدمة القرآن الكريم.

وتحظى بعناية واهتمام المسلمين بالعالم، حيث ارتفع معدل إنتاج مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف من 9 ملايين نسخة سنوياً إلى 20 مليون نسخة سنوياً.

والذى تحقق بفضل الله ثم بالدعم السخى من خادم الحرمين الشريفين وبالمتابعة الدؤوبة من ولى العهد، فى حين بلغ إنتاج مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف منذ تأسيسه حتى نهاية 2021 أكثر من 345 مليون نسخة، وزع منها أكثرمن 320 مليون نسخة هدية من حكومة السعودية للمسلمين فى أرجاء المعمورة.


اقرأ ايضا | يجمع ما بين القوة فى الطرح والتواضع فى تعاملاته مع المجتمع