النزيل الإيطالي حاول الهرب فمات أسفل نافذة غرفته

النزيل الإيطالي
النزيل الإيطالي

دينا جلال

..واقعة مؤلمة شهدتها احدى دور الرعاية الايطالية حين حاول أحد نزلائها الهرب من غرفته لينتهي الامر بوفاته عالقًا اسفل نافذة غرفته فى مشهد مأساوي.


بدأت الواقعة بمحاولة الايطالي ماريو فينوتي وعمره 91 سنة- الهرب من دار مسنين في منطقة فينيتو الإيطالية، وبدأ تنفيذ خطته اثناء الليل محاولا الهرب من النافذة بربط ملاءة سرير طرفها في النافذة وطرفها الآخر ربطه حول جسده، ونزل لخطوات ثم انتهت الخطة عند هذا الحد لتمر ساعات وهو عالق اسفل النافذة ليفاجأ مسئولو وعمال الدار بالنزيل المسن في السادسة صباحا اسفل نافذة غرفته جثة هامدة، سارعت خدمات الطوارئ بنقل الجثة وتسليمها إلى أفراد الأسرة لإجراء جنازة للعجوز ماريو.


كشفت الصحف الإيطالية المحلية عن حالة الصدمة التي اصابت الجميع بسبب بشاعة الواقعة، واسباب اضطرار ماريو للهرب بتلك الطريقة ليشير الطب الشرعي إلى وفاته بسبب كبر سنه والضغط على رئتيه بملاءة السرير مع ارتفاع نافذة غرفته وهو الامر الذي تسبب فى وفاته قبل وصوله إلى الارض.


فتحت واقعة ماريو ملف دور رعاية المسنين فى ايطاليا التي تعد اكبر الدول الاوروبية التي تضم سكان أعمارهم اكبر من 65 سنة بنسبة تصل إلى 23 بالمائة من نسبة سكانها وهو السبب وراء ارتفاع ضحايا فيروس كورونا فى ايطاليا وكذلك  يزيد من اهمية دور الرعاية للمسنين.


 أشارت التحقيقات إلى أن الوحدة كانت الدافع وراء هرب ماريو حيث كان ممنوعًا من القيام بزيارات من اقاربه وخاصة أنه ليس متزوجا أو لديه ابناء وظل يشكو من رعايته وحيدًا فى الدار، وأضاف عمدة المدينة أن المنطقة المحيطة بالدار فيها أصبحت خالية من السكان منذ الوباء إلا أن مدير دار المسنين لوكا أفانزي اكد؛ ان النزيل لم يطلب المغادرة على الاطلاق. 


تسبب الحادث في شن هجوم ضد دور رعاية المسنين التي يطلق عليها في إيطاليا  اسم «المجزرة الصامتة» منذ ازمة وباء كوفيد حيث تضاعفت خسائر تلك الدور وراح ضحيتها الكثير من الضحايا دون نجاح فى حصر اعدادهم الحقيقية بسبب قلة الرقابة على تلك المؤسسات أو الموظفين، ومع عودة الحياة إلى طبيعتها مازالت تواجه دور الرعاية اتهامات بالتعسف في معاملة النزلاء لضمان عزلهم ووحدتهم حيث مازال النزلاء يتعاملون مع ابنائهم عن طريق الشاشات وانتقلت تلك الاحداث إلى عدد من الدول الأوروبية ومنها بريطانيا التي ينادي فيها اهالي كبار السن بفرض عقوبات واضحة على دور المسنين التي لا تتبع توجيهات الحكومة لتصل إلى حد انتهاك حقوق كبار السن والتمييز ضدهم ليتعهد مسئولو الصحة في بريطانيا ببذل جهود لتسهيل الزيارات بأمان بين السكان وأصدقائهم وعائلاتهم.