طبعة شعبية من «سنوات الخماسين»

وزيرة الثقافة مع الزميلة أمانى ضرغام
وزيرة الثقافة مع الزميلة أمانى ضرغام

أقام معرض القاهرة للكتاب ضمن فعالياته ندوة للكاتب الصحفى الراحل ياسر رزق، الذى كان من المفترض أن يكون حاضرًا لمناقشة كتابه «سنوات الخماسين.. بين يناير الغضب ويونيو الخلاص»، لكن القدر لم يمهله ذلك، حيث توفى يوم افتتاح معرض الكتاب، لكن اللجنة العليا للمعرض أصرت على إقامة الندوة فى موعدها يوم السبت ٥ فبراير، واتصلت بأسرته وحثتهم على الحضور، وبالفعل حضرت زوجته الكاتبة الصحفية أمانى ضرغام ونجله عمر. 


الندوة حضرها كل من الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، والسفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق، والكاتب الصحفى أحمد الجمال، والدكتور سامى عبد العزيز أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، وعماد الدين حسين رئيس تحرير جريدة الشروق، وعدد كبير من أصدقائه وتلاميذه ومحبيه. 


وقال الدكتور محمد العرابى إنه لم يكن يتخيل أن ياسر رزق لن يكون حاضرًا هذه الندوة، وأنه لن يناقش بنفسه الكتاب، ولكن قضاء الله هو من جعلنا نناقش الكتاب بدلًا منه لكى نكرم اسمه، وأضاف أنه جمعته به صداقة قوية استمرت طوال ٢٢ عامًا، شهدت العديد من الاتفاقات والاختلافات، فقد اختلفا معا على سبيل المثال حول دور جبهة الإصلاح خلال ثورتى يناير ويونيو، وأن «أهم ما يميز ياسر رزق أنه لا يحتكر الحقائق، فكان يحث الجميع على توثيق ما فى أياديهم، وقد فعل هو ذلك فى «سنوات الخماسين» الذى كتبه بكل صدق، فجاء تخليدًا للثورتين، فكان يرى ضرورة توثيق هذه الفترة للأجيال القادمة، ليعلموا كيف كافح وعانى الشعب المصري»..«لقد ترك لنا ياسر رزق إرثا مهمًا، لابد من استكماله، وأكثر ما سنفتقده هو مقاله الأسبوعى الذى كان يفتح مجالًا للتحاور فى الشأن العام».


وهو ما أكد عليه أحمد الجمال، أن ياسر رزق صحفى متفرد وباحث متمكن، فقد استطاع أن يكسب ثقة مصادره طوال مشواره الصحفي، حتى أصبح هو مصدر ثقة عندهم، فكان يتصل به مسئولون كبار ليأخذوا رأيه فى بعض شئون البلاد، فقد كانت لديه المقدرة الكاملة على قراءة الأحداث وعلى التنبؤ، وهو الأمر الذى لا يتوفر كثيرًا فى الصحفيين.

 

وأضاف: «إن كتابه وثيقة حية، تتوفر فيها الشهادة الشفهية والمذكرات المكتوبة والمقالات الدورية، فنحن أمام عمل علمى من طراز رفيع، يغنى الباحث عن التردد على المراكز والدوريات العلمية المختلفة»، أما بالنسبة لعلاقته به، فقال: «محنتى مركبة مع ياسر رزق، حيث إننى كنت أطالع وجهه كل صباح، فلا أجد سوى الطيبة والسماحة والتواضع، فلم يدع يومًا أنه بطل شعبي، لكنه كان يقول إنه مواطن وصحفى وكاتب».

 

 


فيما استعاد عماد الدين حسين ذكرياته مع ياسر رزق حين كانا طلبة فى كلية الإعلام جامعة القاهرة، فبينهما علاقة إنسانية كبيرة، عمقها العمل فى مهنة واحدة، يقول: «لا خلاف على أن رزق لن يأتى مثله، فكان يحب عمله كثيرًا، كما كان موهوبًا ومخلصًا، فأهم ما يميزه أنه كان محررًا عسكريًا بارعًا، وأن لديه الكثير من الخبرات فى المجال العسكري، فقد غطى حروبًا متنوعة، ما منحه دراية كافية بأنواع الأسلحة، أما كتابه سنوات الخماسين فيعتبر أول كتاب حقيقى يتحدث عن هذه الفترة من خلال الوقائع والمعلومات والوثائق والمصادر الحية، وقد كنت شاهدًا معه على الكثير من الأحداث، وفى رأيى سيعيش هذا الكتاب كثيرًا».


وقال الدكتور سامى عبد العزيز إن ياسر رزق لم يكن ناقلًا للأحداث فقط، وإنما كان فاعلًا فيها، مطالبًا بتوثيق هذه الفترة التى تضمنها الكتاب عن طريق المؤرخين، ومن خلال هيئة الكتاب، وجميع الجهات المعنية بذلك، منعًا من تحريف هذه المرحلة الحرجة من تاريخ مصر.


وتحدثت الدكتور إيناس عبد الدايم عن علاقتها بياسر رزق، وعن دعمه لها خلال فترة توليها رئاسة دار الأوبرا المصرية فى ظل حكم الإخوان، فهو «أيقونة وقيمة حقيقية فى عالم الصحافة الذى عشقه وتوحد معه حتى نجح فى تطويع موهبته لخدمة الوطن والدفاع عنه، كما أنه علامة فارقة ومضيئة على الصعيد الشخصى باعتباره صديقًا مقربًا»، كما أبدت استجابتها الفورية للمقترحات التى طرحها ضيوف الندوة، وهو البدء الفعلى فى ترجمة «سنوات الخماسين» إلى العديد من اللغات الأجنبية، إيمانًا بأهمية محتواه الوطني، ورغبة فى تحقيق حلم ياسر رزق الذى كان يشغله موضوع الترجمة، إلى جانب إصدار طبعة شعبية من «سنوات الخماسين» يتم توزيعها بكافة المكتبات العامة وقصور الثقافة ومراكز الشباب بجميع محافظات مصر.


كما أعلنت عن إصدار كتاب بحثى عن كتاب «سنوات الخماسين»، والذى ستتاح فيه الفرصة للباحثين لإعداد دراسات حول ما جاء فى الكتاب، فضلًا عن أهمية الوقوف على إمكانية الإعداد لبرنامج وثائقى درامى بجميع اللغات يوثق مسيرة ياسر رزق، وقيمته الحافلة بالعطاء.

اقرأ ايضا | أقام معرض القاهرة للكتاب ضمن فعالياته ندوة للكاتب الصحفى الراحل ياسر رزق، الذى كان من المفترض أن يكون حاضرًا لمناقشة كتابه «سنوات الخماسين.. بين يناير الغضب ويونيو الخلاص