« 11:11».. رصاصة طائشة تصيب 4 قصص متفرقة !

فيلم «11:11»
فيلم «11:11»

محمد كمال 

يسير فيلم «11:11» على خطى الشكل الجديد للدراما التلفزيونية حاليا الذي حتى الآن مرتبط بالإنتاجات الخاصة بالمنصات العربية وبالتحديد«Watch It» و«Shahid VIP»، حيث أن نوعية معظم المسلسلات المقدمة عليهما تشترك في نفس الخصائص من خلال عنوان موحد يتخلله عدد من القصص المنفصلة كل قصة تدور في عدد معين من الحلقات دون وجود رابط محدد أو خط تسير خلاله حبكات الحلقات سوى أنهم يرتكزون تحت عنوان واحد يضم حكايات كل حكاية لها عنوان منفصل بالتالي يفقد المسلسل بشكل عام هويته ويكون ارتباط المشاهدين جزئيا بحكاية أو أكثر دون التعامل المسلسل كوحدة كاملة، وثانيا أصبح المشاهدين يفقدون القدرة عن التفرقة والتمييز بين جميع الحكايات هل هم ضمن «إلا أنا» أم «ورا كل باب» أم «نمرة إتنين» وغيرهم.. لأن الارتباط هنا أصبح بحكاية معينة أي بجزء وليس بمجمل المسلسل ككل وتحولت المسلسلات المصرية إلى مسمى دراما الحكايات.


هنا تكمن الأزمة الأولى لفيلم «11:11» المأخوذ عن رواية تحمل نفس الإسم لياسر عبد الباسط الذي أيضا كتب السيناريو والحوار للفيلم ويشارك في البطولة الأردني إياد نصار وغادة عادل وإنجي المقدم ومحمد الشرنوبي وهند عبد الحليم ومعتز هشام ونور إيهاب، وإخراج كريم أبوزيد في تجربته السينمائية الأولى. 


الفيلم عبارةعن 3 قصص منفصلة أو بلغة العصر «حكايات» بلا  رابط درامي واضح سوى أنهم يمرون ببعض الأزمات أو الخلافات العائلية، وهو أمر مقبول إلى حد ما في رواية أدبية لكن على شاشة السينما الوضع مختلفة عند تحويل المادة المكتوبة إلى لغة بصرية.


في دراما الحكايات يكون الرابط هو العنوان الأصلي للمسلسل فقط، أما في هذا الفيلم اختار صناعه أن يكون الرابط من خلال العنوان أيضا حيث التوقيت الساعة 11 مساء و11 دقيقة.. لماذا 11 و11.. غير معروف ولم يتم التعبير عن ذلك دراميا، فإذا كانت 11 و12 أو 13 أو 14، لن تمثل أي فارق، فهو مجرد وقت يظهر خلاله حدث معين يتكرر 4 مرات مع 4 قصص مختلفة، ولإظهار زيادة في الرابط الدرامي يجتمع معظم الشخصيات في مكان واحد والبقية في نفس الإطار المكاني مع اختلاف مواقعهم.


جاء السيناريو والحوار متماسك إلى حد كبير، حيث تسير الحكايات الأربع معا، لكن دون الاعتماد على أسلوب المونتاج المتوازي، أو الاجتزاء، بل وجود تفاصيل ثابتة تأتي في مشاهد متقطعة تسرد في كل مرة بشكل متباين وبإستخدام زوايا تصوير مختلفة مع كل مرة يزيد المخرج من حيز الافصاح في تفاصيل الحبكة أكثر فأكثر، وهي النقطة الأكثر تمييزا في الفيلم، مع وجود حدث ثابت «خروج الرصاصة الطائشة» التي من المفترض إنها تكاد تصيب أحد الشخصيات، ومعها ينقلنا المخرج لحكاية جديدة.


الأزمة الثانية في فيلم «11:11» كانت في الحكايات نفسها، فهي مكررة وسبق وأن قدمت من قبل، ولم تظهر في الفيلم بشكل مغاير أو بتفاصيل جديدة أو شيقة، فقد كانت أقرب إلى حكايات عادية، الحكاية الأساسية محور الأحداث والتي بطلها الذي يطلق الرصاصة الطائشة تجمع بين سعيد «الأردني إياد نصار»، وزوجته نيرمين «إنجي المقدم»، حيث الزواج ذو الفوارق الطبقية والزوج الذي استغل والد زوجته ليصبح محاميا مشهورا ثم يقوم بخيانتها مما يؤدي إلى فتور العلاقة بينهما.


الحكاية الثانية التي ضمت عاليا «غادة عادل» وزوجها طارق «عمر الشناوي»، حيث الزوجة التي اجتازت سن الأربعين ولم تنجب وتحاول بشتى الطرق، مع ضغط من قبل والدة الزوج للزواج بأخرى، أما الحكاية الثالثة فقد جمعت بين الزوجين زين «محمد الشرنوبي» وهند «هند عبد الحليم»، حيث تعاني الزوجة من مراعاة والدة زوجها فوزية «حنان يوسف» المصابة بالزهايمر، وتصل العلاقة بين الزوجين لذروة التصدع وأصبح الاختيار الزوجة أم الأم.


الحكاية الرابعة بطلها راضي «معتز هشام» طالب الهندسة الذي يعيل أسرته ووالده القعيد وبجانب الدراسة يقف في «الكشك» الخاص بوالده ليلا، وقصة حب راضي مع مي «نور إيهاب» التي تجد صعوبة في مسألة وقوف راضي في كشك.


حكايات منفصة يغلب عليها طابع التقليدية في الطرح دون أي اختلاف عما قدم من قبل، ولتكملة الصورة النمطية يأتي في نهاية الأحداث تعليق صوتي للراوي «أحمد فؤاد سليم»، والذي بدأت الأحداث مع صوته أيضا، وكالعادة المتأصلة في معظم الأفلام المصرية يقوم بشرح الفكرة أو المراد أو المقصود من الفيلم حول فكرة الوقت والصدف والأمور التي يظن صناع الفيلم أن بدورها إضفاء نوع من الثقل للعمل.


تراجع كبير على مستوى الأداء التمثيلي لإياد نصار في الفيلم، وفي أعماله الأخيرة، بداية من فيلم «موسى» ثم «الكاهن» وأخيرا «أصحاب ولا أعز»، ففي السابق كان إياد عندما يشارك في أعمال متوسطة، لكننا نلمس اجتهاده الشخصي حول الدور والإضافات التي يقدمها لبروزه، على غرار «كازابلانكا» و«الممر» و«تراب الماس»، عكس ما يحدث الآن فهناك استسلام تام منه للأدوار التي يقدمها.


أما غادة عادل التي تقدم تجربتها الرابعة في هذا الموسم السينمائي بعد «المحكمة» و«ليلة قمر 14» و«200 جنيه»، ويحسب لها أولا رغبتها في التواجد، وثانيا النقلة السلسة التي وظفت بها نفسها بعد التقدم العمري، فقد أصبحت أدوارها الأخيرة تتمحور حول أزمات السيدة الأربعينية في توظيف مثالي للمرحلة العمرية التي انتقلت لها غادة، وحتى الآن لم تستطع أي نجم من جيلها أن تتحق هذا التحول.


وقدمت نور إيهاب أداءً جيدا، وكانت الأفضل في الفيلم، وبشكل عام تقدم خطوات ثابتة في أعمالها، حيث الأداء الهادئ دون مبالغة أو افتعال، وفي انتظار طرح فيلمها الجديد «معالي ماما» الذي يبدو أن دورها فيه سيكون بمساحة أكبر.