نكشف أســرار وكواليس جريــمة شقــــــة الزمـالـك

رجل الاعمال المنتحر
رجل الاعمال المنتحر

ضياء‭ ‬جميل

‭‬آخر‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يتخيله‭ ‬أو‭ ‬يتوقعه‭ ‬سكان‭ ‬عقار‭ ‬شارع‭ ‬طه‭ ‬حسين‭ ‬بالزمالك؛‭ ‬أن‭ ‬تدق‭ ‬الساعة‭ ‬التاسعة‭ ‬مساءً‭ ‬وبدلا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يفرض‭ ‬الهدوء‭ ‬نفسه‭ ‬مع‭ ‬برد‭ ‬الشتاء‭ ‬القارص‭ ‬مع‭ ‬احتساء‭ ‬شراب‭ ‬دافئ‭ ‬في‭ ‬ليلة‭ ‬صقيع‭ ‬حذرت‭ ‬من‭ ‬برودتها‭ ‬هيئة‭ ‬الأرصاد‭ ‬الجوية؛‭ ‬فجأة‭ ‬وعلى‭ ‬غير‭ ‬انتظار‭ ‬تدوي‭ ‬طلقات‭ ‬الرصاص‭ ‬في‭ ‬أرجاء‭ ‬البناية‭ ‬تثير‭ ‬الرعب‭ ‬بين‭ ‬سكان‭ ‬العقار؛‭ ‬يخرجون‭ ‬من‭ ‬شققهم‭ ‬وعلى‭ ‬شفاههم‭ ‬سؤال‭ ‬واحد؛‭ ‬من‭ ‬أين‭ ‬تأتي‭ ‬طلقات‭ ‬الرصاص‭ ‬هذه؟‭!‬،‭ ‬كانت‭ ‬مصدرها‭ ‬الطابق‭ ‬الثامن‭ ‬تحديدًا‭ ‬شقة‭ ‬المستأجر‭ ‬الجديد‭ ‬شمس‭ ‬وأسرته‭.‬

‭ ‬كانت‭ ‬جريمة‭ ‬بشعة‭ ‬مرتكبها‭ ‬رجل‭ ‬أعمال‭ ‬شاب‭ ‬قتل‭ ‬زوجته‭ ‬وشقيقته‭ ‬وزوجها‭ ‬وحماته‭ ‬بطلق‭ ‬ناري‭ ‬ثم‭ ‬أطلق‭ ‬الرصاص‭ ‬على‭ ‬نفسه،‭ ‬بعد‭ ‬جلسة‭ ‬صلح‭ ‬مع‭ ‬زوجته‭ ‬بعد‭ ‬أشهر‭ ‬قليلة‭ ‬من‭ ‬حفل‭ ‬الزفاف،‭ ‬انتهت‭ ‬حياة‭ ‬أسرة‭ ‬كاملة‭ ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬مجنونة؛‭ ‬التحريات‭ ‬أكدت‭ ‬أن‭ ‬الأسرة‭ ‬تتمتع‭ ‬بسمعة‭ ‬طيبة،‭ ‬إذن‭ ‬لماذا‭ ‬حدث‭ ‬هذا؟‭!‬،‭ ‬تفاصيل‭ ‬أكثر‭ ‬إثارة‭ ‬في‭ ‬السطور‭ ‬التالية‭.‬

شمس‭ ‬شاب‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬العشرينات‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬رجل‭ ‬أعمال‭ ‬من‭ ‬أسرة‭ ‬ثرية‭ ‬بمحافظة‭ ‬المنصورة‭.. ‬يوم‭ ‬الجمعة‭ ‬الماضى‭ ‬أصبحت‭ ‬قصته‭ ‬حديث‭ ‬مصر‭ ‬كلها‭ ‬بسبب‭ ‬الجريمة‭ ‬البشعة‭ ‬التى‭ ‬ارتكبها؛‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬شخص‭ ‬مسالم‭ ‬يكره‭ ‬المشاكل‭ ‬ويبتعد‭ ‬قدر‭ ‬ما‭ ‬يستطيع‭ ‬عنها‭ ‬حياته‭ ‬كلها‭ ‬تنحصر‭ ‬بين‭ ‬تجارته‭ ‬وأسرته‭.. ‬ولكن‭ ‬كيف‭ ‬كانت‭ ‬بدايته؟‭!‬،‭ ‬ربما‭ ‬البدايات‭ ‬تخبرنا‭ ‬بالأحداث‭ ‬ونتائجها‭. ‬

قصة‭ ‬حب

تعود‭ ‬قصة‭ ‬حياة‭ ‬شمس‭ ‬عندما‭ ‬تخرج‭ ‬من‭ ‬الجامعة‭ ‬وقرر‭ ‬أن‭ ‬يعمل‭ ‬مع‭ ‬والده‭ ‬في‭ ‬التجارة‭.. ‬فهو‭ ‬من‭ ‬أسرة‭ ‬معظمها‭ ‬تجار‭ ‬بدأ‭ ‬عمله‭ ‬من‭ ‬الصفر‭ ‬مثل‭ ‬أي‭ ‬شاب‭ ‬لم‭ ‬يساعده‭ ‬أحد‭ ‬سوى‭ ‬والده‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬يقدم‭ ‬له‭ ‬العون‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬الأوقات‭.. ‬استمر‭ ‬شمس‭ ‬في‭ ‬التجارة‭ ‬حتى‭ ‬استطاع‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مبالغ‭ ‬كبيرة‭ ‬وبمرور‭ ‬الوقت‭ ‬كان‭ ‬والده‭ ‬يطلب‭ ‬منه‭ ‬أن‭ ‬يلتفت‭ ‬لمستقبله،‭ ‬وأن‭ ‬يكمل‭ ‬نصف‭ ‬دينه‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬شمس‭ ‬اخذه‭ ‬العمل‭ ‬فصار‭ ‬لا‭ ‬يفكر‭ ‬في‭ ‬شيء‭ ‬سوى‭ ‬التجارة‭ ‬وكيف‭ ‬يصبح‭ ‬يوما‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬رجال‭ ‬الأعمال‭ ‬والتجارة‭ ‬في‭ ‬مصر‭.. ‬استطاع‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ثروة‭ ‬طائلة‭ ‬ولم‭ ‬يبق‭ ‬أمامه‭ ‬عائقا‭ ‬سوى‭ ‬أن‭ ‬يتزوج‭ ‬من‭ ‬بنت‭ ‬الحلال‭.. ‬بالفعل‭ ‬بدأ‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬فتاة‭ ‬أحلامه،‭ ‬طلب‭ ‬من‭ ‬أقاربه‭ ‬وأصدقائه‭ ‬أن‭ ‬يرشحوا‭ ‬له‭ ‬فتاة‭ ‬مناسبة‭ ‬من‭ ‬أسرة‭ ‬عريقة‭ ‬محافظة‭ ‬تقدس‭ ‬الحياة‭ ‬الزوجية‭.. ‬استمر‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬عدة‭ ‬أشهر‭ ‬باحثًا‭ ‬عن‭ ‬الفتاة‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬متوجة‭ ‬على‭ ‬عرش‭ ‬قلبه‭ ‬وحياته‭ ‬كلها،‭ ‬وفي‭ ‬يوم‭ ‬ما‭ ‬أثناء‭ ‬حضوره‭ ‬فرح‭ ‬أحد‭ ‬أقاربه‭ ‬وقعت‭ ‬عيناه‭ ‬على‭ ‬فتاة‭ ‬وبمجرد‭ ‬أن‭ ‬شاهدها‭ ‬أدرك‭ ‬بأنها‭ ‬فتاة‭ ‬أحلامه‭ ‬التى‭ ‬ظل‭ ‬يبحث‭ ‬عنها‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬كبيرة‭.. ‬اقترب‭ ‬منها‭ ‬وتبادل‭ ‬معها‭ ‬نظرات‭ ‬الإعجاب‭.. ‬عرفها‭ ‬بنفسه‭ ‬فأخبرته‭ ‬بأنها‭ ‬تدعى‭ ‬نور‭ ‬أخذ‭ ‬رقم‭ ‬هاتفها‭ ‬المحمول‭ ‬وأخبرها‭ ‬بأنه‭ ‬سوف‭ ‬يتصل‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬أقرب‭ ‬وقت،‭ ‬مر‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬يومان‭ ‬وفوجئت‭ ‬نور‭ ‬بشمس‭ ‬يتصل‭ ‬بها‭ ‬يطلب‭ ‬منها‭ ‬تحديد‭ ‬ميعاد‭ ‬مع‭ ‬والدها‭ ‬لأنه‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يتقدم‭ ‬لخطبتها‭ ‬فلا‭ ‬داعي‭ ‬لتضييع‭ ‬الوقت‭ ‬في‭ ‬مقابلات‭ ‬ولقاءات‭ ‬غرام‭ ‬فقد‭ ‬تعود‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬عمليًا‭ ‬هكذا‭ ‬علمته‭ ‬التجارة‭.. ‬وبالفعل‭ ‬تمت‭ ‬مراسم‭ ‬الخطوبة‭ ‬وسط‭ ‬حضور‭ ‬الأهل‭ ‬والأقارب‭.. ‬جمعت‭ ‬بينهما‭ ‬قصة‭ ‬حب‭ ‬جميلة‭ ‬الكل‭ ‬كان‭ ‬يتحدث‭ ‬عنها،‭ ‬وبعد‭ ‬مرور‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬كان‭ ‬الأثنان‭ ‬في‭ ‬عش‭ ‬الزوجية‭.. ‬استقر‭ ‬شمس‭ ‬في‭ ‬الحي‭ ‬الراقي‭ ‬بالزمالك‭ ‬حيث‭ ‬عمله،‭ ‬واصل‭ ‬الليل‭ ‬بالنهار‭ ‬بكل‭ ‬جهد‭ ‬لكي‭ ‬يؤمن‭ ‬مستقبل‭ ‬زوجته‭ ‬لدرجته‭ ‬أنه‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬15‭ ‬ساعة‭ ‬والزوجة‭ ‬بدورها‭ ‬تشجع‭ ‬زوجها‭ ‬باستمرار‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬والتجارة‭.. ‬كانت‭ ‬حياتهم‭ ‬تسير‭ ‬بشكل‭ ‬طبيعي‭ ‬مثل‭ ‬أي‭ ‬أسرة‭ ‬الزوج‭ ‬يخرج‭ ‬إلى‭ ‬عمله‭ ‬صباح‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬يترك‭ ‬زوجته‭ ‬بمفردها‭.. ‬وبمرور‭ ‬الأيام‭ ‬بدأت‭ ‬الخلافات‭ ‬الزوجية‭ ‬تعرف‭ ‬طريقها‭ ‬إليهم،‭ ‬تركت‭ ‬نور‭ ‬المنزل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬وفي‭ ‬يوم‭ ‬ما‭ ‬اتصل‭ ‬شمس‭ ‬بحماته‭ ‬طالبا‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬تحضر‭ ‬إليه‭ ‬لعمل‭ ‬جلسة‭ ‬صلح‭ ‬مع‭ ‬زوجته‭ ‬بسبب‭ ‬تكرار‭ ‬الخلافات‭ ‬الزوجية‭ ‬بينهما‭.‬

صوت‭ ‬رصاص‭!‬

عقارب‭ ‬الساعة‭ ‬تجاوزت‭ ‬التاسعة‭ ‬مساءً‭ ‬بينما‭ ‬كان‭ ‬العميد‭ ‬محمد‭ ‬البتانوني‭ ‬مأمور‭ ‬قسم‭ ‬شرطة‭ ‬قصر‭ ‬النيل‭ ‬يتابع‭ ‬الحالة‭ ‬الأمنية‭ ‬بدائرة‭ ‬القسم‭ ‬فجأة‭ ‬تأتيه‭ ‬إشارة‭ ‬من‭ ‬شرطة‭ ‬النجدة‭ ‬بسماع‭ ‬صوت‭ ‬إطلاق‭ ‬رصاص‭ ‬داخل‭ ‬عقار‭ ‬بشارع‭ ‬طه‭ ‬حسين‭ ‬بالزمالك‭ ‬بدائرة‭ ‬القسم‭.. ‬على‭ ‬الفور‭ ‬أخطر‭ ‬المأمور‭ ‬اللواء‭ ‬أشرف‭ ‬الجندي‭ ‬مساعد‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬مدير‭ ‬أمن‭ ‬القاهرة‭ ‬الذى‭ ‬أمر‭ ‬بسرعة‭ ‬الانتقال‭ ‬لمكان‭ ‬البلاغ‭.. ‬دقائق‭ ‬قليلة‭ ‬ووصل‭ ‬الرواد‭ ‬إسلام‭ ‬عز‭ ‬ومحمود‭ ‬وهدان‭ ‬ومحمود‭ ‬جبريل‭ ‬وأحمد‭ ‬وائل‭ ‬ومروان‭ ‬عثمان‭ ‬ضباط‭ ‬مباحث‭ ‬قسم‭ ‬قصر‭ ‬النيل‭ ‬والرائد‭ ‬روني‭ ‬رأفت‭ ‬ضابط‭ ‬مباحث‭ ‬تأمين‭ ‬حي‭ ‬الزمالك‭ ‬إلى‭ ‬مكان‭ ‬البلاغ،‭ ‬وبإجراء‭ ‬التحريات‭ ‬وجمع‭ ‬المعلومات‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬اللواء‭ ‬نبيل‭ ‬سليم‭ ‬مساعد‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬مدير‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬لمباحث‭ ‬القاهرة؛‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬طلقات‭ ‬الرصاص‭ ‬مصدرها‭ ‬العقار‭ ‬رقم‭ ‬2‭ ‬بشارع‭ ‬طه‭ ‬حسين،‭ ‬تحديدا‭ ‬داخل‭ ‬شقة‭ ‬بالطابق‭ ‬الثامن،‭ ‬وبكسر‭ ‬الباب‭ ‬عثر‭ ‬على‭ ‬جثة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬‮«‬شمس‭.‬ش‮»‬‭ ‬الزوج،‭ ‬‮«‬نور‭.‬غ‮»‬‭ ‬الزوجة،‭ ‬‮«‬شرين‭.‬ش‮»‬‭ ‬شقيقة‭ ‬الزوج،‭ ‬و»خالد‭.‬م‮»‬‭ ‬زوج‭ ‬شقيقة‭ ‬الزوج،‭ ‬كما‭ ‬اصيبت‭ ‬حماته‭ ‬‮«‬منى‭.‬م‮»‬‭ ‬حماة‭ ‬الزوج‭ ‬بطلق‭ ‬ناري‭ ‬وتم‭ ‬نقلها‭ ‬إلى‭ ‬المستشفى‭ ‬لتلقي‭ ‬العلاج،‭ ‬ومن‭ ‬جانبها‭ ‬قالت‭ ‬حماة‭ ‬المتهم‭- ‬قبل‭ ‬لحظات‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تلقى‭ ‬مصرعها‭ ‬هي‭ ‬الأخرى‭- ‬في‭ ‬حديثها‭ ‬أمام‭ ‬اللواء‭ ‬عبد‭ ‬العزيز‭ ‬سليم‭ ‬نائب‭ ‬المدير‭ ‬العام؛‭ ‬‮«‬بنتي‭ ‬وجوزها‭ ‬كان‭ ‬فيه‭ ‬مشاكل‭ ‬بينهم‭ ‬زي‭ ‬أي‭ ‬اثنين‭ ‬متجوزين‭ ‬وفي‭ ‬يوم‭ ‬قررنا‭ ‬اننا‭ ‬نعمل‭ ‬جلسة‭ ‬صلح‭ ‬ونحل‭ ‬المشاكل‭ ‬بينهم‭ ‬وقعدنا‭ ‬في‭ ‬شقتها‭ ‬في‭ ‬الزمالك،‭ ‬وكانت‭ ‬اخت‭ ‬شمس‭ ‬وجوزها‭ ‬موجودين‭ ‬معانا،‭ ‬واحنا‭ ‬بنتكلم‭ ‬حدثت‭ ‬مشادة‭ ‬كلامية‭ ‬بين‭ ‬شمس‭ ‬وبنتي‭ ‬ولقيناه‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬عصبية‭ ‬شديدة،‭ ‬وفجأة‭ ‬لقيناه‭ ‬طلع‭ ‬مسدس‭ ‬من‭ ‬جيبه‭ ‬وحاول‭ ‬يقتلنا،‭ ‬ساعتها‭ ‬جوز‭ ‬اخته‭ ‬تدخل‭ ‬وحاول‭ ‬ياخد‭ ‬المسدس‭ ‬منه،‭ ‬وأثناء‭ ‬ذلك‭ ‬طلعت‭ ‬طلقة‭ ‬بالغلط‭ ‬في‭ ‬جوز‭ ‬اخته‭ ‬ووقع‭ ‬سايح‭ ‬في‭ ‬دمه‭.. ‬وتضيف‭ ‬منى‭ ‬في‭ ‬حديثها‭ ‬بعدها‭ ‬لقينا‭ ‬شمس‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬هياج‭ ‬وضربنا‭ ‬كلنا‭ ‬بالنار‭ ‬وبعدين‭ ‬قعد‭ ‬يعيط‭ ‬وراح‭ ‬ضرب‭ ‬نفسه‭ ‬بالنار‭ ‬هو‭ ‬كمان‮»‬‭.‬

تحرر‭ ‬محضر‭ ‬بالواقعة،‭ ‬وأحاله‭ ‬اللواء‭ ‬حازم‭ ‬البدوي‭ ‬مدير‭ ‬قطاع‭ ‬الغرب‭ ‬واللواء‭ ‬أحمد‭ ‬شوقي‭ ‬مساعد‭ ‬فرقة‭ ‬الغرب‭ ‬والمقدم‭ ‬محمد‭ ‬دخان‭ ‬نائب‭ ‬المأمور‭ ‬والرائد‭ ‬مصطفى‭ ‬بركات‭ ‬معاون‭ ‬الضبط‭ ‬إلى‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬التي‭ ‬أمرت‭ ‬بانتداب‭ ‬رجال‭ ‬المعمل‭ ‬الجنائى‭ ‬لفحص‭ ‬مسرح‭ ‬الحادث،‭ ‬وتحريز‭ ‬فوارق‭ ‬الطلقات‭ ‬لمضاهاتها‭ ‬بالطلقات‭ ‬التي‭ ‬قتلت‭ ‬الجناة‭ ‬وفحص‭ ‬محتويات‭ ‬الشقة‭ ‬ومنافذ‭ ‬الدخول‭ ‬والخروج،‭ ‬كما‭ ‬استعجلت‭ ‬بسرعة‭ ‬التحريات‭ ‬عن‭ ‬الحادث‭ ‬وملابساته‭ ‬واستمعت‭ ‬بشكل‭ ‬مبدئي‭ ‬للشهود‭ ‬من‭ ‬الجيران،‭ ‬ونقل‭ ‬الجثامين‭ ‬الأربعة‭ ‬إلى‭ ‬مشرحة‭ ‬زينهم‭ ‬لتشريحها‭ ‬وعمل‭ ‬تقرير‭ ‬مفصل‭ ‬بأسباب‭ ‬الوفاة‭.‬

داخل‭ ‬عمارة‭ ‬الزمالك .. الحارس‭: ‬صوتهم‭ ‬كان‭ ‬عالي‭ ‬بعدها‭ ‬سمعنا‭ ‬صوت‭ ‬الرصاص

محمود‭ ‬صالح

‭.. ‬على‭ ‬أعتاب‭ ‬العقار‭ ‬الذي‭ ‬يحمل‭ ‬رقم‭ ‬2‭ ‬في‭ ‬شارع‭ ‬طه‭ ‬حسين‭ ‬بالزمالك‭ ‬كانت‭ ‬الأجواء‭ ‬طبيعية‭ ‬مستقرة‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬اضطراب‭ ‬ولا‭ ‬أصوات‭ ‬مستفزة،‭ ‬عمال‭ ‬المحلات‭ ‬المتواجدين‭ ‬بكثافة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬يعرفون‭ ‬طبيعتها‭ ‬جيدًا،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كثرتهم‭ ‬الملحوظة‭ ‬إلا‭ ‬أنهم‭ ‬يدركون‭ ‬تمام‭ ‬الإدراك‭ ‬أنهم‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬أرقى‭ ‬أحياء‭ ‬القاهرة‭. ‬لكن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬في‭ ‬الحسبان‭ ‬أن‭ ‬جريمة‭ ‬القتل‭ ‬التي‭ ‬حدثت‭ ‬في‭ ‬الطابق‭ ‬الثامن‭ ‬من‭ ‬العقار‭ ‬سوف‭ ‬تغير‭ ‬من‭ ‬خارطة‭ ‬المنطقة‭. ‬وتجعلها‭ ‬لأيام‭ ‬قليلة‭ ‬محل‭ ‬توافد‭ ‬الكثير‭ ‬عليها‭ ‬لمعرفة‭ ‬ما‭ ‬حدث،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬التواجد‭ ‬الأمنى‭ ‬المكثف‭ ‬حول‭ ‬العقار‭. ‬

لا‭ ‬أحد‭ ‬يعرف‭ ‬شيئا،‭ ‬هذا‭ ‬لسان‭ ‬حال‭ ‬جميع‭ ‬من‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الحي،‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يعرفوه‭ ‬أنهم‭ ‬سمعوا‭ ‬بعد‭ ‬التاسعة‭ ‬مساءً‭ ‬أصوات‭ ‬طلقات‭ ‬رصاص‭ ‬مفزعة،‭ ‬انتبهوا‭ ‬جميعا‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬قادمة‭ ‬من‭ ‬الطابق‭ ‬الثامن،‭ ‬وعليه‭ ‬ابلغوا‭ ‬النجدة‭ ‬بما‭ ‬سمعوا‭.‬

حتى‭ ‬وصول‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬كان‭ ‬الوضع‭ ‬مضطربًا،‭ ‬والأعين‭ ‬جميعها‭ ‬تتجه‭ ‬نحو‭ ‬العقار‭ ‬وناحية‭ ‬الطابق،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬دار‭ ‬داخل‭ ‬الشقة‭ ‬كان‭ ‬المجهول‭ ‬بعينه،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬المحلات‭ ‬والمارة‭ ‬أخذهم‭ ‬الخيال‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مشاهد‭ ‬من‭ ‬فيلم‭ ‬سينمائي‭ ‬يتم‭ ‬تصويرها‭ ‬داخل‭ ‬إحدى‭ ‬الشقق‭ ‬بالعمارة،‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬إلا‭ ‬ثوان‭ ‬معدودات‭ ‬وكان‭ ‬الجميع‭ ‬قد‭ ‬عرف‭ ‬الحقيقة‭ ‬وعدد‭ ‬القتلى‭ ‬بل‭ ‬ومرتكب‭ ‬الجريمة‭ ‬ذاتها،‭ ‬لكن‭ ‬السبب‭ ‬ظل‭ ‬غامضًا،‭ ‬وحدها‭ ‬تلك‭ ‬السيدة‭ ‬الخمسينية‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تدرك‭ ‬طبيعة‭ ‬تلك‭ ‬الساعات‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة‭ ‬وتفاصيلها،‭ ‬وحدها‭ ‬هى‭ ‬التى‭ ‬تحمل‭ ‬أسرار‭ ‬جريمة‭ ‬بشعة‭ ‬أرتكبت‭ ‬في‭ ‬الحي‭ ‬الهادئ‭.‬

‮«‬نزلوا‭ ‬جثث‮»‬‭!‬

كانت‭ ‬بدايتنا‭ ‬بعد‭ ‬كشف‭ ‬تلك‭ ‬الواقعة،‭ ‬وأسماء‭ ‬ضحاياها،‭ ‬وقاتلهم‭ ‬الذي‭ ‬انتحر،‭ ‬وحماته‭ ‬التي‭ ‬لحقت‭ ‬بهم‭ ‬بعد‭ ‬الواقعة‭ ‬بيومين‭ ‬،‭ ‬عند‭ ‬حارس‭ ‬العقار،‭ ‬رجل‭ ‬خمسيني‭ ‬ملامحه‭ ‬متجهمة،‭ ‬يبدو‭ ‬سبب‭ ‬ذلك‭ ‬واضحا‭ ‬بعد‭ ‬تلك‭ ‬الجريمة،‭ ‬يرتاب‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المتواجدين،‭ ‬يسأل‭ ‬بحذر‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬يصعدون‭ ‬إلى‭ ‬الطوابق‭ ‬العلوية،‭ ‬ويلح‭ ‬في‭ ‬سؤالهم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة،‭ ‬ونظرته‭ ‬تحيط‭ ‬بالسائل‭ ‬من‭ ‬قدميه‭ ‬إلى‭ ‬رأسه‭.‬

وقبل‭ ‬سؤاله‭ ‬عن‭ ‬الواقعة‭ ‬كان‭ ‬جوابه‭ ‬حاضرًا،‭ ‬‮«‬أنا‭ ‬معرفش‭ ‬حاجة‭ ‬ومعرفش‭ ‬إيه‭ ‬اللي‭ ‬حصل‮»‬،‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬غرابة‭ ‬هذا‭ ‬الرد‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الرجل‭ ‬من‭ ‬كثرة‭ ‬ما‭ ‬سُئل‭ ‬ما‭ ‬الأمر‭ ‬برمته،‭ ‬وأصبح‭ ‬يتمنى‭ ‬لو‭ ‬أن‭ ‬تنشق‭ ‬الأرض‭ ‬وتبتلعه‭. ‬

لكن‭ ‬أثناء‭ ‬حديثه‭ ‬التقطت‭ ‬عبارة‭ ‬قالها‭ ‬دون‭ ‬انتباه،‭ ‬‮«‬دي‭ ‬كانت‭ ‬تأجيرة‭ ‬شؤم،‭ ‬دا‭ ‬يدوب‭ ‬لسه‭ ‬مأجرها‭ ‬من‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬من‭ ‬الدكتورة‭ ‬مديحة‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬الواقعة‭ ‬صوتهم‭ ‬كان‭ ‬عالي‭ ‬بعدها‭ ‬سمعنا‭ ‬صوت‭ ‬الرصاص‮»‬‭.‬

فتحت‭ ‬هذه‭ ‬العبارة‭ ‬الأفق‭ ‬نحو‭ ‬مسارات‭ ‬مختلفة،‭ ‬في‭ ‬بحثنا‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الجريمة‭ ‬المروعة،‭ ‬وبهذا‭ ‬يتضح‭ ‬أن‭ ‬الرجل‭ ‬فعلا‭ ‬يجهل‭ ‬هؤلاء‭ ‬السكان‭ ‬الجدد،‭ ‬الذين‭ ‬صعدوا‭ ‬إلى‭ ‬شقتهم‭ ‬من‭ ‬أيام‭ ‬قليلة‭ ‬على‭ ‬أرجلهم‭ ‬ونزلوا‭ ‬منها‭ ‬جثث‭!‬

لكن‭ ‬أكمل‭ ‬كلامه‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬تعرف‭.. ‬أنا‭ ‬مكنتش‭ ‬بشوف‭ ‬منهم‭ ‬تقريبا‭ ‬حد،‭ ‬يدوب‭ ‬راجل‭ ‬كبير‭ ‬شفته‭ ‬طالع‭ ‬الشقة‭ ‬وسألته،‭ ‬وقالي‭ ‬إن‭ ‬ابنه‭ ‬اللي‭ ‬أجر‭ ‬فوق‭ ‬في‭ ‬الشقة‭ ‬اللي‭ ‬في‭ ‬الطابق‭ ‬التامن،‭ ‬وطالع‭ ‬له،‭ ‬ومكنتش‭ ‬أعرف‭ ‬عنهم‭ ‬غير‭ ‬إن‭ ‬الراجل‭ ‬اللي‭ ‬أجر‭ ‬ده‭ ‬راجل‭ ‬أعمال،‭ ‬وجايب‭ ‬مراته‭ ‬وأسرته‭ ‬فترة‭ ‬هنا‭ ‬يقعدوا‭ ‬معاه‭ ‬جنب‭ ‬شغله‭ ‬في‭ ‬الزمالك،‭ ‬وعرفت‭ ‬بعدها‭ ‬إنه‭ ‬كان‭ ‬فيه‭ ‬مشاكل‭ ‬بينهم‭ ‬في‭ ‬الأسرة‭ ‬خلته‭ ‬يعمل‭ ‬كده‭ ‬عشان‭ ‬يصلح‭ ‬بينهم‭ ‬ويحل‭ ‬المشاكل‭ ‬دي،‭ ‬وأهو‭ ‬سبحان‭ ‬الله،‭ ‬جايبهم‭ ‬يصلح‭ ‬بينهم‭ ‬ويجمعهم‭ ‬قتلهم‭ ‬وقتل‭ ‬نفسه‮»‬‭.‬

سألته‭ ‬عن‭ ‬الدكتورة‭ ‬صاحبة‭ ‬الشقة،‭ ‬لكن‭ ‬كان‭ ‬جوابه‭ ‬أنها‭ ‬دائمة‭ ‬السفر‭ ‬خارج‭ ‬البلاد،‭ ‬وغير‭ ‬متواجدة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي،‭ ‬لكن‭ ‬استطرد‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬الله‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬عونها‭ ‬دلوقتي،‭ ‬أجرت‭ ‬الشقة‭ ‬لناس‭ ‬جايين‭ ‬يموتوا‭ ‬يتقتلوا‭ ‬فيها،‭ ‬ونزلوا‭ ‬منها‭ ‬5‭ ‬جثث‭ ‬آخرها‭ ‬الست‭ ‬الكبيرة‭ ‬حماته‭ ‬اللي‭ ‬كانت‭ ‬بين‭ ‬الحياة‭ ‬والموت‭ ‬حتى‭ ‬لقيت‭ ‬ربها‭ ‬هي‭ ‬الأخرى‮»‬‭.‬

بمجرد‭ ‬ما‭ ‬أن‭ ‬أنهينا‭ ‬حديثنا‭ ‬معه،‭ ‬لمحت‭ ‬سوبر‭ ‬ماركت‭ ‬في‭ ‬البناية‭ ‬من‭ ‬الداخل،‭ ‬توجهت‭ ‬إليه‭ ‬باحثًا‭ ‬عن‭ ‬أى‭ ‬معلومة‭ ‬تقودنا‭ ‬إلى‭ ‬معرفة‭ ‬طبيعة‭ ‬ما‭ ‬جرى،‭ ‬لكن‭ ‬كان‭ ‬الرجل‭ ‬غاضبًا‭ ‬جدا‭ ‬مع‭ ‬ابنه‭ ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬معه،‭ ‬وغضبه‭ ‬هذا‭ ‬ظهر‭ ‬جليًا‭ ‬في‭ ‬رده‭ ‬علينا‭ ‬بعد‭ ‬سؤاله‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الواقعة،‭ ‬لكن‭ ‬وبمجرد‭ ‬ما‭ ‬أن‭ ‬هدأ‭ ‬باله‭ ‬قليلا‭ ‬استطرد‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬أنا‭ ‬شوفت‭ ‬الأستاذ‭ ‬‮«‬شمس‮»‬‭ ‬قبل‭ ‬كده،‭ ‬جه‭ ‬يشترى‭ ‬مني‭ ‬حاجات‭ ‬وهو‭ ‬طالع‭ ‬شقته،‭ ‬كان‭ ‬شاب‭ ‬باين‭ ‬عليه‭ ‬إنه‭ ‬محترم،‭ ‬ملامحه‭ ‬بشوشة‭ ‬ومبتسم‭ ‬دائما،‭ ‬لكن‭ ‬سبحان‭ ‬الله،‭ ‬عرفت‭ ‬إن‭ ‬هو‭ ‬اللي‭ ‬قتلهم‭ ‬وقتل‭ ‬نفسه‮»‬‭.‬

لم‭ ‬يضف‭ ‬صاحب‭ ‬السوبر‭ ‬ماركت‭ ‬جديدًا‭ ‬حول‭ ‬ملابسات‭ ‬الواقعة،‭ ‬خصوصا‭ ‬بعدما‭ ‬قال‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬الحادث‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬موجودًا‭ ‬في‭ ‬المكان،‭ ‬لكن‭ ‬كان‭ ‬الشاب‭ ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬السوبر‭ ‬ماركت‭ ‬الآخر،‭ ‬الموجود‭ ‬في‭ ‬العقار‭ ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬عنده‭ ‬ثمة‭ ‬ما‭ ‬يضيفه‭ ‬لنا،‭ ‬حيث‭ ‬قال‭: ‬‮«‬كنت‭ ‬موجود‭ ‬ساعتها،‭ ‬وسمعنا‭ ‬صوت‭ ‬طلقات‭ ‬الرصاص،‭ ‬المنطقة‭ ‬دي‭ ‬هادية‭ ‬قوي،‭ ‬سهل‭ ‬تسمع‭ ‬فيها‭ ‬دبة‭ ‬النملة،‭ ‬فما‭ ‬بالك‭ ‬بطلقة‭ ‬الرصاص،‭ ‬علشان‭ ‬كده‭ ‬كلنا‭ ‬اتفزعنا‭ ‬وخرجنا‭ ‬نشوف‭ ‬إيه‭ ‬اللي‭ ‬جرى،‭ ‬وبعدين‭ ‬دي‭ ‬مكانتش‭ ‬طلقة‭ ‬ولا‭ ‬اتنين،‭ ‬دي‭ ‬كانت‭ ‬طلقات‭ ‬كتيرة‭ ‬ورا‭ ‬بعض،‭ ‬تفصل‭ ‬بينهم‭ ‬ثواني‭ ‬قليلة،‭ ‬وعرفنا‭ ‬من‭ ‬آخر‭ ‬طلقتين‭ ‬إن‭ ‬ده‭ ‬بيحصل‭ ‬في‭ ‬الدور‭ ‬التامن‭ ‬في‭ ‬الشقة‭ ‬اللي‭ ‬لسة‭ ‬متأجرة‭ ‬جديد‮»‬‭.‬

وأضاف‭: ‬الشقق‭ ‬هنا‭ ‬غالية‭ ‬قوي،‭ ‬وتأجيرها‭ ‬بيتحسب‭ ‬باليوم‭ ‬مش‭ ‬بالشهر،‭ ‬واليوم‭ ‬بيوصل‭ ‬لـ‭ ‬ألف‭ ‬وألفين،‭ ‬والأستاذ‭ ‬شمس‭ ‬اللي‭ ‬أجر‭ ‬فوق‭ ‬دا‭ ‬لسه‭ ‬جي‭ ‬مكملش‭ ‬شهر،‭ ‬حالته‭ ‬المادية‭ ‬جيدة‭ ‬ورجل‭ ‬أعمال،‭ ‬لكن‭ ‬كأنهم‭ ‬كانوا‭ ‬جايين‭ ‬يموتوا‭ ‬هنا‮»‬‭!‬