نورهان نبيل
الشماتة في الموت والطلاق والتنمر على الأطفال أو الشكل الخارجي والملابس، وأخيرا التدخل في حياة الآخرين بشكل به تطاول وتجاوز.. كل هذه الأمور وغيرها يواجهها نجوم الفن بمجرد تواجدهم بعالم السوشيال ميديا الإفتراضي، وفجأة تحولت العلاقة بين الجمهور والنجم من حالة إنبهار وإعجاب وتمني إلتقاط صورة معه إلى تجاوز وتطاول وتدخل صريح في حياته الخاصة..
ما واجهته الفنانة سوسن بدر هو الأغرب على الإطلاق، حيث فوجئت بمتابع لها يتمنى لها الموت، لكنها لم تقف صامتة، وأعطته درسا جعلها تتصدر “التريند” وقتها، وكتبت له: “الموت رحمة ولطف من ربنا سبحانه للطيبين لأنهم بيتمنوا لقاءه.. أشكرك على دعائك”، كما قامت بوضع صورة من حساب وصورة هذا الشخص عبر “ستوري” على حسابها بموقع “إنستجرام”، وكتبت لجمهورها: “ياريت نقفله صفحته.. أشكركم”.
أما هنا شيحة ففوجئت بمتابع ينتقد ظهور شقيقتها حلا بدون حجاب وكتب لها: “سوري بس يا حلا دلوقتي صورك من غير الحجاب مش حاجة تضايق، وأقرب حد ليكي في الدنيا هي اللي منزلة الصور،
حتى لو صور خاصة بس أهي من غير حجاب ولا هو تغير في المبادئ”، لترد هنا شيحة عليها: “إنتِ مالك”.
أحمد فهمي يعتبره البعض أنه من الفنان الأكثر صداما مع جمهوره، والسبب زوجته هنا الزاهد، حيث فوجئ بمتابع يكتب لها: “أحمد فهمي ميستاهلكش”، فكان رده: “تستاهلك أنت يا جربوع”، وقد أثار رد أحمد فهمي جدل كبير وقتها.
خالد سليم فوجئ بتعليق صادم من متابعة كتبت له: “إيه التناحة دي”، ورد خالد عليها قائلًا: “إيه قلة أدبك دي؟!.. واحد راجع من الشغل تعبان، دانتي اللي تنحة وسخيفة.. قاعدة في بيتكو تتفرجي على ستوري الناس وتعلقي بقلة أدب.. غوري في داهية”.
نجم “مسرح مصر”، مصطفى خاطر، صدم منذ فترة بتعليق مستفز من متابعة على صورة جمعته بأوس اوس، حيث قالت: “مش فاهمة فين أم الجمال اللي بتتكلموا عليه.. دا غير طبعا أنهم بيقدموا فن تافه ومهزلة أخلاقية ومسرحية كلها هزل وضحك على الناس.. هي بس جت معاهم كده.. عايمين فوق الفتة عشان الناس بتموت في الهيافة”، ولم يتجاهل خاطر التعليق قائلا: “واضح أنك أهيف وأتفه مليون مرة علشان تقعدي تكتبي لناس شايفاهم سطحيين وتافهين، كلمينا شويه عن السواد اللي جواكي احترمك أكتر”.
تنمر
لا يوجد أسوأ من التنمر والشعور الصعب الذي يعقبه، لكن الأسوأ عندما تفاجئ بالتنمر على أطفالك، هذا ما حدث مع العديد من النجوم حيث فوجئوا بالمتابعين يسخرون من أولادهم.. فقد صدمت يسرا اللوزي بتعليق من متابعة كتبت لها “أم الطرشة”، حيث تعاني أبنتها من ضعف السمع، وردت يسرا على كلامها وكتبت: “شكرًا على ذوق حضرتك.. أنا قررت أستغل كلامك اللطيف عشان أقدم شوية توعية بخصوص هذا المصطلح.. أولًا، المصطلح الصحيح والمقبول هو (الصم وضعاف السمع)، وليس (الطرش) أو (البكم) ثانيًا، أحب أعّبر عن فخري بكوني والدة طفلة (صماء) لأنها علمتني حاجات كتيرة جدًا وبقيت بني آدمة وأم أحسن بسببها.. وأنا متأكدة إنها هتطلع إنسانة مثقفة ومتفوقة ومش هتبقى محتاجة مساعدة من حد عشان تحقق أحلامها”.
لم يرحم التنمر محمد رمضان أيضا، حيث سخر البعض من شكل أبنه، وكتبوا له: “أسود زي أبوه، المصيبة أن ماحدث في عياله في جمال أمهم ولا لونها”، ورد رمضان وكتب: “فخور بلوني ولون أبويا وأولادي اللي ربنا خلقه.. ومبسوط أن ولادي هيطلعوا ضد العنصرية والدليل أن أمهم وأبوهم لونين مختلفين عن بعض”.
أما شريف منير ففوجئ بسيل من العبارات المسيئة بعدما نشر صورة لإبنتيه اضطرته لحذفها من حسابه على “إنستجرام”، وعلق منير بالقول: “بعد مانزّلت صورة بناتي، فريدة 16 سنة وكاميليا 12 سنة، وشوفت تعليقات من ناس مرضى، جرحوا بناتي وجرحوني.. فمسحت الصورة”.
وفوجئ كريم فهمي بالسخرية من شعر بناته ووصفت متابعة شعرهم بسلك المواعين وهو الأمر الذي أثار غضبه ودفعه للرد قائلا: “السوشيال ميديا بقت مستنقع واكتشفت إن فيه ناس كتير أوي محتاجة تربية للآسف وده اللي شفتوا من بعض الكومنتات في الصورة اللي فاتت”.
في حين استكمل شقيقه أحمد الرد وقال: “أنا طول عمرى بقول عندكم حق إنى بتعصب زيادة لكن المرة دى مش هسمح لواحدة زي دي تتكلم عن طفلة وتقول شعرها سلك مواعين”.
شماتة
الشماتة في الموت ثالث أسوأ ما يواجهه نجوم الفن والإعلام على السوشيال ميديا، فكلما توفى فنان أو إعلامي تظهر مجموعة من الأشخاص بلا إنسانية ليعلنوا بكل تجاوز غير مقبول شماتتهم في الشخص المتوفي وشعورهم بالفرح خلال تلقيهم الخبر.
فقد ظهرت حملات الشماتة بعد وفاة الإعلامي وائل الابراشي، والذي يعد من أبرز الإعلاميين الذين تصدوا لجماعة “الإخوان” الإرهابية بكل شجاعة، ولكن بعض المنتمين لهذه الجماعة أستغلوا حساباتهم
وتواجدهم بشكل مخفي خلف الشاشات ليعلنوا شماتتهم بموته.
ما حدث مع الإبراشي دفع دار الإفتاء للرد ومحاولة وضع حد لما يحدث وقال في بيان لها: “تعليق بعض شباب السوشيال ميديا على مصائر العباد الذين أنتقلوا إلى رحمة الله تعالى ليس من صفات المؤمنين، ولا من سمات ذوي الأخلاق الكريمة”.
وأضافت: “ويزيد الأمر بعدًا عن كل نبل وكل فضيلة أن تُشْتَمَّ في التعليق رائحة الشماتة وتمني العذاب لمن مات، فهذا الخُلق المذموم على خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان حريصًا على نجاة جميع الناس من النار”.
شمت البعض أيضا في وفاة الفنان طلعت زكريا، والذي رحل عن عالمنا منذ سنوات، فموقفه السياسي الواضح دفع البعض للشماتة في مرضه وموته، الأمر الذي دفع نقيب المهن التمثيلية للرد على هذا التطاول، وقال وقتها: “حسبنا الله ونعم الوكيل في الناس دي، واللي محسوبة على البشر وليسوا بشرا، فمن لم يتعظ من الموت فلا واعظ له، الرسول أما شاف جنازة يهودي قام وقف من هيبة الموت”، وتابع: “كلنا بشر ومصريين، ونختلف أو نتفق إيه المشكلة إننا نختلف، الحياة قايمة على الاختلاف، أما يبقى فيه حد مختلف معاه وأعرف إنه في محنة أو شدة أو توفى ببقى أول واحد موجود لأن الدين علمنا التسامح وجبر الخواطر، والناس دي بتتدعي التدين”.
