جامعة العريش «بيت الخبرة» لتنمية سيناء

جامعة العريش
جامعة العريش

صالح العلاقمى

الاهتمام بتنمية وتعمير سيناء الغالية، يأتى على رأس أولويات القيادة السياسية، إيمانًا منها بأهميتها الاستراتيجية للبلاد، حيث تستهدف الدولة إنشاء العديد من المشروعات الضخمة والعملاقة فى مختلف المجالات وفى القلب منها قطاع التعليم العالى، وقد شهدت جامعة العريش بشمال سيناء، تطورات كبيرة ومتلاحقة، تظهر ما تحظى به الجامعة من اهتمام ودعم من الدولة المصرية وقيادتها السياسية، لتؤدى رسالتها على أكمل وجه.

 

الدكتور حسن الدمرداش، رئيس جامعة العريش، أكد أن الجامعة قطعت شوطًا كبيرا فى تطوير خدماتها التعليمية والبحثية، من خلال إضافة عددٍ من الكليات الجديدة، فضلاً عن مشاركتها المجتمعية فى المبادرات الرئاسية بإطلاق العديد من القوافل الطبية والبيئية، مشيرًا إلى أن الهدف الرئيسى للجامعة أن تصبح بيت خبرة للمشروعات التنموية بمحافظة شمال سيناء، وتقديم خدمات متنوعة للمجتمع، مضيفًا أنترؤية الجامعة تقوم على امتلاك أحدث أجهزة تكنولوجيا المعلومات، إلى جانب الأخذ فى الحسبان التوسعات المستقبلية، خاصة مع افتتاح العديد من الكليات وتوجه الدولة نحو الاعتماد على ميكنة الجامعات.

دور فى التنمية

وقال الدمرداش، إن الجامعة تمثل صرحًا علميًّا متميزًا، ونموذجًا مضيئًا على أرض سيناء، فهى تلعب دورًا هامًا فى مسيرة التنمية بسيناء منذ صدور القرار الجمهورى لها كجامعة مستقلة عام 2016، مشيرًا إلى أن الدولة ضخت ما يقرب من 1.3 مليار جنيه لتنفيذ مشروعات تطوير بالجامعة، تنوعت ما بين 13 مشروعًا تعليميًّا و17 خدميًّا و3 مشروعات إنتاجية، كما أكد أن القرار الجمهورى الذى صدر عام 2016 بإنشاء جامعة العريش كجامعة مُستقلة، يعتبر بداية التنمية الحقيقية على أرض سيناء، خاصةً بمحافظة شمال سيناء، مشيرًا إلى أن الجامعة كانت تضم 6 كليات، وتم زيادتها حاليًا إلى 12 كلية، وجارٍ التوسع بإنشاء كليات نوعية جديدة فى مختلف التخصصات لتصل إلى 16 كلية، ملحقًا بها مراكز نوعية وبحثية؛ لاستغلال كافة ثروات سيناء، وتعظيم الاستفادة منها.

 

أضاف، أنتجامعة العريش انتهت من إنشاء 8 مبانى كليات هى الآداب، والتجارة، والتربية، والاقتصاد المنزلي، والتربية الرياضية، والطب البيطرى، والطب البشرى، والاستزراع المائى والمصايد البحرية، كما تم إنشاء11 مبنى، وهى مبنى إدارة الجامعة، ومبنى إدارة المدن الجامعية، والعيادات الطبية، و3 عمارات استراحة لأعضاء هيئة التدريس، بالإضافة إلى إنشاء مبنى لإسكان الطلاب وآخر للطالبات، ومبنى المعامل، ومدرجات بسعة 650 طالبًا، وأخرى بسعة 250 طالبًا، وصالة للألعاب الرياضية، مشيرا إلى أنه تم إعداد مُخطط كامل لإنشاء الطرق وتطوير البنية التحتية، وإنشاء محطة لتحلية المياه، وتحديث منظومتى الأمن ووسائل النقل بالجامعة، وتجهيز مبانيها بالأدوات والمُعدات المطلوبة؛ بما يُسهم فى إتاحة مناخ مُناسب للعملية التعليمية. إلى جانب مركز بحوث الأسماك وعنابر مشروع الدواجن وعنابر مشروع السمان.

 

وقال الدمرداش، إن حلم انطلاق الدراسة بكلية طب العريش انتظر تحقيقه جميع أهالى شمال سيناء فى ظلتدعم الدولة الذى تحظى به سيناء،تلافتا إلى الميزات التى ستتوافر فى الكلية وكادر العمل خاصة أن المحافظة فى احتياج شديد لكلية طبتلسد العجز فى التخصصات، حيثتتم إنشاء فصول لكلية الطب، من السنة الخامسة والسادسة بالنسبة للطلبة الدارسين الحاليين فى كليات الطب بمختلف الجامعات فى محافظات مصر، مشيرا إلى أنه سيتم إنشاء مستشفى جامعى ومعهد خاص للتمريض، لذا فإن الدراسة بدأت فى كلية الطب البشرى، كما تم عقد بروتوكول تعاون بين وزارة الصحة ومديرية الصحة بالمحافظة والجامعة لاستخدام مستشفى العريش العام كبديل للمستشفى التعليمى الجامعى لحين إنشائه.

 

وحول قوافل الإصحاح البيئى، قال إن جامعة العريش كانت أول مؤسسة تنظم برنامج زيارة لقرى جنوب الشيخ زويد بعد عودة الأهالى إلى ديارهم، حيث تم تقديم خدمات الجامعة للمواطنين فى مختلف القطاعات، مشيرا إلى أن خطة قوافل الإصحاح البيئي تشمل مجالات الطب البشري، والبيطري، والإرشاد الزراعي، والتثقيف الصحى على مستوى قرى ومدن شمال سيناء، فى إطار التعاون المثمر بين جامعة العريش وجميع قرى ومدن إقليم سيناء، وبما يتماشى مع أهداف المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، ولفت إلى أن الجامعة نفذت 7 قوافل منذ عام 2021، كما تم زيارة قرية السادات التابعة لمركز ومدينة بئر العبد فى تخصصات الطب البيطرى - الإرشاد الزراعي، و3 قوافل بمنطقة السكاسكة التابعة لمركز ومدينة العريش فى تخصصات االطب البشرى - والطب البيطرى - والإرشاد الزراعيب، وتم تنظيم قافلة إلى حى الحثانة التابع لمركز ومدينة بئر العبد وشملت تخصصات اإنتاج نباتى - نواحٍ اجتماعية وبيئية - الطب البشريب، وأخيرا قرية السكاسكة للمرة الثانية خلال هذا العام.

 

وشدد على أن الجامعة تسعى إلى تحقيق 5 محاور رئيسية، هى تكوين فريق علمى ومجموعات بحثية منتالباحثينتالمتميزين فى جميع كليات الجامعة، رفع كفاءة الباحثين للنهوض بالتصنيف العلمى لجامعة العريش، تطوير مخرجات البحث العلمى بالجامعة، تأسيس شراكات علمية ذات مخرجات تطبيقية للتنمية المستدامة فى سيناء،تكما نسعى إلى تعظيم الأنشطة العلمية والتنموية عن طريق المنصات التكنولوجية مثلما تم من قبل فى تفعيل الأنشطة التعليمية، والاتجاه إلى تفعيل خدمة المجتمع المحلى والشراكة المجتمعية، مضيفًا أن الجامعة تدعم التنمية فى مختلف المجالات وتوجيه البحث العلمى لتحقيق محاور التنمية المستدامة فى شمال سيناء فهى بيت الخبرة لكافة مجالات التنمية، وتسعى الجامعة لجمع الخبرات الفريدة والمختلفة والمتكاملة من المجالات البحثية والتكنولوجية لديها من مختلف الكليات، مشيرًا إلى أن كافة إمكانات وخبرات الجامعة فى خدمة المجتمع المحلى وعلى رأسها محافظة شمال سيناء.

 

وأكد انتظام العملية التعليمية من خلال تطبيق نظام التعليم الهجين بنسبة 60% أون لاين، و40% كحضور مباشر طبقا لتعليمات المجلس الأعلى للجامعات والدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى، لافتًا إلى أن أعضاء هيئة التدريس وضعوا المقررات الدراسية وتم رفعها على المنصات التعليمية، كما تتم جميع الأنشطة من خلال تلك المنصات لتجمع بين التعليم والتعلم والتقييم، مضيفًا أن جميع كليات الجامعة لخدمة المجتمع السيناوى والمناهج مرتبطة بسوق العمل، ومنها كليات غير تقليدية ككليتى: العلوم الزراعية البيئية والاستزراع السمكى والمصايد البحرية، وهناك برامج متميزة ومتخصصة لتعظيم الاستفادة من الموارد الطبيعية وتطويرها وكيفية تطوير المحميات الطبيعية البيئية والاستفادة منها وبحيرة البردويل وغيرها.

 

أضاف، أن الجامعة تهدف إلى الاعتماد على التمويل الذاتى، وذلك من خلال برامج دراسية متميزة لتكون مصدر دخل للجامعة للصرف منه على البرامج التعليمية التقليدية، وتنفيذ مشروعات علمية بالتنسيق مع بعض الجهات لتمويل تطوير البنية التحتية والبحثية داخل الجامعة، كما توجد بالجامعة مجموعة من الوحدات ذات الطابع الخاص نعتمد عليها فى عمليات الإنشاءات والتأثيث داخل الجامعة بتصنيعها محليا وتوفير موارد الجامعة، وكذلك مزارع إنتاجية وعنابر للحيوانات والدواجن والأرانب والسمان لتوفير الخضراوات واللحوم والدواجن للمدن الجامعية لتقليل التكلفة وتقليل الاعتماد على ميزانية الدولة، كما تم تزويد كلية الآداب بأحدث أجهزة المساحة لخدمة المجتمع السيناوى، وخدمة المشروعات القومية التى يجرى تنفيذها على أرض المحافظة.