خاص جداً

الدحلاب المستتر

مايسة أحمد
مايسة أحمد

تخيل‭ ‬كده‭ ‬تكون‭ ‬تعرف‭ ‬واحدة‭ ‬وتيجي‭ ‬تسلم‭ ‬عليك‭ ‬وتميل‭ ‬عليك‭ ‬عشان‭ ‬تبوسك‭ ‬فإنت‭ ‬تتفاجئ‭ ‬وترجع‭ ‬لورا،‭ ‬وبعدين‭ ‬مرة‭ ‬تانية‭ ‬توصلك‭ ‬بيتك‭ ‬بعد‭ ‬ما‭ ‬خدتك‭ ‬تسهر‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬صاحبتها‭ ‬وتقولك‭ ‬‮«‬اهو‭ ‬ياسيدي‭ ‬زي‭ ‬ما‭ ‬أخدتك‭ ‬رجعتك‭ ‬بيتك‭ ‬زي‭ ‬ماوعدتك‮»‬،‭ ‬وبعدين‭ ‬بنت‭ ‬تانية‭ ‬تقولها‭ ‬أنا‭ ‬عايز‭ ‬نتجوز‭ ‬ونعمل‭ ‬عيلة‭ ‬تقولك‭ ‬إن‭ ‬في‭ ‬بنا‭ ‬حاجة‭ ‬حلوة‭ ‬بس‭ ‬أنا‭ ‬بترعب‭ ‬من‭ ‬الإلتزام‭ ‬وفكرة‭ ‬الجواز‭.‬

وواحدة‭ ‬تانية‭ ‬بقى‭ ‬تعزم‭ ‬صاحبها‭ ‬وتعرفه‭ ‬على‭ ‬ولادها‭ ‬وطليقها‭ ‬يجي‭ ‬فجأة‭ ‬ويقعدوا‭ ‬عادي‭ ‬في‭ ‬تجمع‭ ‬عائلي‭ ‬في‭ ‬وجود‭ ‬ولادها‭ ‬اللي‭ ‬عارفين‭ ‬انه‭ ‬صاحبها‭.. ‬ولا‭ ‬تلاقي‭ ‬واحده‭ ‬عازمة‭ ‬صاحبها‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬صاحبتها‭ ‬اللي‭ ‬تصحى‭ ‬من‭ ‬النوم‭ ‬على‭ ‬صوتهم‭ ‬وكل‭ ‬الخناقة‭ ‬اللي‭ ‬بينهم‭ ‬إنها‭ ‬إزاي‭ ‬تعزمه‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬ماتعرفها‭!!‬

نيجي‭ ‬بقى‭ ‬للجيل‭ ‬الصاعد‭ ‬نلاقي‭ ‬بنت‭ ‬سهرانة‭ ‬مع‭ ‬صاحبها‭ ‬في‭ ‬بوب‭ ‬وباباها‭ ‬مش‭ ‬عارف‭ ‬هي‭ ‬فين،‭ ‬ومامتها‭ ‬تكون‭ ‬سهرانة‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬المكان‭ ‬وتشوفها‭ ‬بالصدفة،‭ ‬ويكون‭ ‬العقاب‭ ‬إنها‭ ‬تتمنع‭ ‬من‭ ‬الموبايل‭ ‬أسبوع،‭ ‬ومانلاقيش‭ ‬حوار‭ ‬حصل‭ ‬تاني‭ ‬في‭ ‬الموضوع‭ ‬ده‭ ‬ومر‭ ‬مرور‭ ‬الكرام‭!!‬

تخيلت‭ ‬كل‭ ‬ده؟،‭ ‬طيب‭ ‬إنت‭ ‬عارف‭ ‬بقى‭ ‬إن‭ ‬كل‭ ‬ده‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬قصة‭ ‬مسلسل‭ ‬‮«‬قواعد‭ ‬الطلاق‭ ‬الـ45‮»‬‭ ‬اللي‭ ‬عادي‭ ‬بيتعرض‭ ‬على‭ ‬القنوات‭ ‬الفضائية‭ ‬و«شاهد‮»‬‭ ‬اللي‭ ‬موجودة‭ ‬تقريبا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬بيت‭ ‬عربي؟‭!‬،

يعني‭ ‬الناس‭ ‬اتنططت‭ ‬وقلبوا‭ ‬الدنيا‭ ‬عشان‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬أصحاب‭ ‬ولا‭ ‬أعز‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬على‭ ‬منصة‭ ‬مش‭ ‬مصرية،‭ ‬وحتى‭ ‬الإنتاج‭ ‬مش‭ ‬مصري،‭ ‬عارفين‭ ‬الفرق‭ ‬إيه؟،‭ ‬إن‭ ‬الفيلم‭ ‬مباشر‭ ‬وعباراته‭ ‬ومشاهده‭ ‬صريحة‭ ‬إنما‭ ‬المسلسل‭ ‬متداري،‭ ‬بس‭ ‬ده‭ ‬أخطر‭ ‬على‭ ‬فكرة،‭ ‬لإنه‭ ‬مستتر‭ ‬وبيتوغل‭ ‬في‭ ‬الأفكار‭ ‬والعقل‭ ‬الباطن‭ ‬وبيصور‭ ‬الأحداث‭ ‬على‭ ‬إن‭ ‬ده‭ ‬الطبيعي‭ ‬والعادي‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬بيت‭.‬

صحيح‭ ‬المسلسل‭ ‬مأخوذ‭ ‬عن‭ ‬نص‭ ‬‮«‬Girlfriend’s guide to divorce‮»‬‭ ‬الأمريكي،‭ ‬بس‭ ‬للآسف‭ ‬المعالجة‭ ‬مش‭ ‬متناسبة‭ ‬مع‭ ‬عاداتنا‭ ‬وتقاليدنا،‭ ‬وكل‭ ‬اللي‭ ‬بنشوفه‭ ‬في‭ ‬الأحداث‭ ‬وبيمر‭ ‬كده‭ ‬ده‭ ‬بسلاسة‭ ‬بيرسخ‭ ‬في‭ ‬الأذهان‭ ‬أفكار‭ ‬مغايرة،‭ ‬ومع‭ ‬التكرار‭ ‬حاتتغير‭ ‬القناعات‭ ‬وتبدأ‭ ‬تظهر‭ ‬سلوكيات‭ ‬وتوجهات‭ ‬نتفاجىء‭ ‬بيها،‭ ‬ونبدأ‭ ‬نقول‭ ‬إيه‭ ‬ده‭ ‬إزاي‭ ‬الناس‭ ‬بتتصرف‭ ‬كده،‭ ‬وطبعا‭ ‬ده‭ ‬نتاج‭ ‬السم‭ ‬اللي‭ ‬في‭ ‬العسل‭ ‬اللي‭ ‬بيتسرب‭ ‬لنا‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬مانحس‭. ‬

ماتخافوش‭ ‬من‭ ‬المباشر‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬فج‭..‬

خافوا‭ ‬من‭ ‬الدحلاب‭ ‬المستتر‭.‬