الخُلاصة

مصطفى متولي يكتب.. "مترميش الكرتونة"

مصطفى متولي
مصطفى متولي


حضرتك الجهاز مش هينفع يرجع غير بالكرتونة.. 

يا أستاذي الفاضل الجهاز مكملش شهر وباظ ولازم ترجعوه..

يا فندم حضرتك معندناش مشكلة اننا نرجعه بس لازم يكون في الكارتونة 

يعني حضرتك لو كل جهاز اشتريه احتفظ بكرتونته كده البيت هيكون مخزن كراتين..

يا فندم ربنا يوسعها عليك وتجيب شقة كبيرة وتخصص فيها مكان للكراتين.. 

بأعصاب من حديد أنهيت المحادثة بابتسامة صفراء بيني وبين ممثل خدمة العملاء لإحدى شركات الإلكترونيات الضخمة في السوق المصري.. 

تعامل ممثلي خدمة العملاء سواء عن طريق التليفون أو "الواتس أب" لم يفيد بشئ بسبب الردود الجاهزة من كاتالوج "هندل العميل" بس الحقيقة إن العميل في الموقف ده "اتبهدل" مش "اتهندل"..


على مدار ٣ اسابيع كاملة وبعد مناوشات عديدة مع الشركة وزيارات متكرره لمقرها.. 
لخصت الشركة مشكلتها في عدم وجود كرتونة الجهاز بالرغم من أن الجهاز به عيب صناعة اعترفت به الشركة.. لكن الكرتونة كانت بطل المشهد..

خيبة أمل وإحباط لعدم تمكني من استبدال جهاز غالي الثمن.. استمرت لعدة أيام قبل أن تأتيني الفكرة في لحظة تجلي "وبعد أكله حلوة" وكوباية شاي.. "ياعم مش المشكلة الكرتونة خلاص خد الجهاز الجديد من غير كارتونة وخليهم يحطوا فيها القديم" .

في الصباح عرضت الفكرة عَلِى ممثل خدمة العملاء للشركة والذي طلب وقتا لعرضها عَلِى الإدارة المختصة.. لتقرر الإدارة المختصة تطبيق الفكرة بعد أن اعتبرتها جديدة.. وتسليمي الجهاز الجديد بدون كرتونة.

الخُلاصة.. "مترميش الكرتونة لانها بتكون أغلى من اللي جواها في أوقات كتير".