فكرتى

أحسن «واسطة»

صفية مصطفى أمين
صفية مصطفى أمين

سألته عن حاله. فأجاب بمرارة: تخرجت فى كلية الهندسة، ومازلت أجلس فى بيتى بلا وظيفة. قلت: ابحث عن عمل فى أى مكان لا يشترط أن تعمل مهندسا. تعلم أى صنعة . قال باستغراب: والسنوات الطويلة التى أمضيتها فى الدراسة!


قلت: لا تنتظر أن تُفتح لك الأبواب وحاول أن تدخل من خُرم إبرة. فليست إهانة للشهادتك الجامعية أن تعمل أى عمل شريف. الإهانة الحقيقية أن تبقى عاطلا بلا عمل.


لوكنت مكانك لمشيت على قدمى فى الشوارع، بحثا عن عمل حتى لو كان صغيرا. كنت أقبل مرتبا بسيطا حتى أشرب «الصنعة» وأتقنها. بعد ذلك أطالب بأجر مناسب.


عندما تمر أى بلد بأزمة اقتصادية تستغنى عن الخاملين والكسالى وتستبقى الأكفاء المنتجين. الشاب الطموح لا يشكو أبدا من كثرة العمل. لا يأتى إلى عمله ليوقع فى ساعة الحضور ثم ينصرف. فالذين سهروا وعملوا بجدية هم الذين يصلون إلى المقاعد الاولى فى المؤسسات!


مشكلة شباب اليوم أننا لم نعلمهم أن يعتمدوا على أنفسهم. تصوروا أن من حقهم أن يعتمدوا على الحكومة: تطعمهم، وتعلمهم،وتعالجهم، وتعينهم فى وظائف. يوم أن عجزت الحكومة عن أن تقدم لهم ما تعودوا عليه، وقفوا تائهين حياري.

توهموا أن الدنيا أغلقت أبوابها فى وجوههم، وأن لا أمل لهم إلا « الواسطة»
عزيزى الشاب: أحسن «واسطة» أن تخرج من كآبتك وتعتمد على نفسك وتدق جميع الأبواب!