إنهــا مصـــــــر

أكاذيب سوداء!

كــــــــــــرم جبــــــــــــر
كــــــــــــرم جبــــــــــــر

الاستعمار يعرف جيداً أن مصيره الرحيل مهما طال الاحتلال، أما الجماعة الإرهابية فخططت لتجثم على الأنفاس نصف قرن، تبرّكاً بالاستعمار التركى البغيض، الذى أذاق مصر والعالم كئوساً مريرة.


لم ينجح أى مستعمر مرَّ على البلاد فى المساس بهويتها وحضارتها وثقافتها، ولكن مع الإخوان حدثت محاولات لمحو الهوية، باستبدال الثوابت المصرية الأصيلة، بقيم وثقافات أخرى تتعارض مع ما اتفق عليه المصريون، وتصالحوا بشأنه.


 شرعية الإخوان هى التهام شرعية الوطن، والاصطدام بكل أنظمة الحكم والتآمر عليها.


< < <


الكذب هو سلاح الجماعة الإرهابية، وأحدث صوره إطلاق وابل من الشائعات تتناول أى إنجاز يحدث فى البلاد، وظلوا على مدى 50 عاماً يُقسمون بأنهم لم يحاولوا اغتيال عبد الناصر فى المنشية، وأنها كانت تمثيلية ناصرية للتنكيل بهم، ولكن بعد 25 يناير تفاخروا علناً بأن مجموعة انتحارية تتكون من محمود عبد اللطيف وهنداوى الدوير ومحمد النصيرى، هى التى قامت بالعملية.


بعد أن سجل الإخوان ما أسموه ملاحم التعذيب فى سلخانات عبد الناصر، ورصدت زينب الغزالى فى كتاب «حياتي» قصصاً يشيب لها الولدان، عن الكلاب المتوحشة التى كانت تنهش جسدها فى السجن الحربى، وجلدها بالسياط وتعليقها فى الفلكة وإغراقها فى حوض مياه.. اعترفوا بعد سنوات طويلة بأن الكتاب لا تعرف عنه زينب الغزالى شيئًا، وأنه من تأليف الإخوانى على جريشة، الذى أطلق العنان لخياله لشحذ الهمم ضد عبد الناصر.


 < < <


وكأن التاريخ يعيد نفسه..


ففى عام 1948 وقف النائب العام فى ذلك الوقت ينعى للمجتمع بكلمات ساخنة وقائع اغتيال القاضى الجليل الخازندار، قال: «لم أعرف حادثاً غلت له الصدور غلياناً من الصخب والغضب والاشمئزاز مثل هذا الحادث، ولم أشهد عملاً حارت الأمة فى صرفه وتفسيره كهذا العمل الشائن البشع، الذى أخذ الناس فى غرة وفاجأهم على غير استعداد».


 < < <


تطورت الحروب الخبيثة مع التطور التكنولوجى الرهيب، والذى أدى لتطوير تقنيات فى الواقع الافتراضى لتتحول الحرب إلى حرب معلومات بدلاً من حروب المدافع.


ومن أدواتها الحرب النفسية والعصابات وشبكة الإنــترنـت وتغيير مفردات اللغة العربية إلى جانب الضغوط الاقتصادية، وتضم أيضاً اللعب فى البورصة وزيادة الأسعار واللعب بالدولار وضرب السياحة وتصدير الأزمات.


 وتهدف الحروب الخبيثة إلى زعزعة الاستقرار والتشكيك فى الجيش والشرطة والقيادات السياسية وضرب الاقتصاد والسياحة ونشر الشائعـات وتدريب التنظيمات الإرهابية على استخدام أحدث الوسائل التكنولوجية.


 < < <


الذى يحب مصر لا يتاجر بها ولا يجعل الكلام بديلاً للفعل، مثل التيارات السياسية والجماعات الدينية، التى توظف الدين والسياسة لتحقيق مكاسبها الشخصية، ولا تعرف مصر وحب مصر وشعب مصر.


 وانظر حولك ستجد آلاف البشر والأمثلة والصور والوجوه، لهذا الحب الكاذب الذى لا ينطلى على الناس، لأنه يقوم على المصلحة والمنفعة، المسألة عندهم ليست حب مصر ولا يحزنون، والحمد لله أن كثيراً من الناس أصبح لديهم جهاز داخلى تلقائى لكشف الكذب، وتحصنوا ضده بسبب كثرة حالات الخداع والخديعة التى تعرضوا لها.