قلـب مفتوح

الحلم والسراب !

هشام عطية
هشام عطية

 التاريخ فى حياة الأمم العظيمة ليس مناسبة للتباهى بالأمجاد أو للبكاء على ما فات إنما فرص لاستيعاب دروس الماضى حتى تتكشف لنا خبايا المستقبل.


 بالأمس حلت علينا ذكرى تخلى الرئيس الأسبق مبارك عن الحكم وما تلاها من أحداث تاريخية مثلت فى بعض الأحيان تحديا وجوديا لمصر وشعبها.


 على أنه بعد ١١عاما على هذه الأحداث يمكننا ان نستخلص بعض الحقائق أهمها أن التاريخ قابل للتكرار ألا لما قام المصريون بثورتين فى غضون عامين أحدهما «يناير» جاءت بالخونة الإخوان من البرش إلى العرش والأخرى « يونيو» طهرت مصر من نجسهم وألقت بهم فى أكبر مقالب قمامة التاريخ.


 أما أهم دروس التاريخ فى العقد الماضى أننا كأمة امتلكنا ناصية الحلم فبالرغم من وعورة المؤامرات إلى حكيت لنا إلا أن إيماننا بأننا نعيش فى بلد جاء ثم جاء بعده التاريخ جعلنا لا ننزلق إلى مصائر سوداء انزلقت إليها دول من حولنا ضربها إعصار الربيع العربي.


 وكما كانت لدينا القدرة على الحلم امتلكنا القدرة على تحقيقه فانتقلنا فى غضون سنوات معدودة من دولة تقتات رغيفها يوما بيوم بعد ثورة يناير إلى دولة تحقق معجزات تباهى بها الأمم، شبكات طرق ومواصلات عالمية دلتا جديدة ومشروعات صوب تضمن أمن المصريين الغذائى، اقتصاد متين لاتهزها ازمات ولاجوائح، وثورة عمران فى كل شبر من أرض مصر.


أخشى ما أخشاه أننا نعانى من حالة وهن فى استراتيجية حماية الحلم والتى تتطلب أمة شديدة التماسك كالبيان المرصوص وهذا لايصلح معه غلاء منفلت يعربد فى الأسواق أصبح معه شراء زجاجة زيت طعام مغامرة قد تصيب ميزانية الأسرة بهزال شديد، حماية الحلم لايستقيم معه « الجباية» التى يعتمدها بعض المسئولين كأسلوب حياة، ولا مع وزير تعليم يسعى لفرض غرامات مالية على الطالب المتغيب وحرمان أهله من الخدمات الحكومية !!


حماية الحلم تتطلب تقليل الفجوة بين الدخول وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص وإنتشال المجتمع من الفقر وتوفير الأمن الصحى ومن قبله الغذائى للمواطن.
إذا كنا نجحنا بامتياز فى الحلم وتنفيذه والذى منحنا القدرة على البقاء والبناء. فإننا نحتاج إلى مزيد من التضحيات لتعزيز استراتيجية حماية الحلم حتى لا يصبح سراباً والتى تضمن لمصرنا التى نريدها جميعا الاستدامة والنماء.