قصة أبو زيد الهلالي.. تمصير الأندية واتحاد الكرة في مصر

«يوسف محمد» أول سكرتير للاتحاد المصري لكرة القدم وأول حكم دولي في مصر
«يوسف محمد» أول سكرتير للاتحاد المصري لكرة القدم وأول حكم دولي في مصر

تمصير اتحاد الكرة في مصر كانت مهمة صعبة، وكان المشوار طويل، والطريق أطول، وتم ذلك عام 1921، من خلال 15 رائدًا من رواد الرياضة في مصر قاموا بأول عمل قومي رياضي.

 

وبحسب ما تم نشره في مجلة آخر ساعة في أول ديسمبر 1971، فقد قال محرر أخبار اليوم: «أن الحديث عن تأسيس اتحاد الكرة حديث شائق لطالما استمعنا إليه من المرحوم الاستاذ «جهينة» في وقت الفراغ أثناء عملنا في جريدة الأخبار، وكان قاموسًا في مختلف نواحي الرياضة، وكانت اشبه بحكايات «أبو زيد الهلالي»».

 

في بداية الأمر كان الاتحاد المختلط كله من الأجانب «بولاناكي وهيرمان وغيرهما» فكيف انتزع اتحاد الكرة من بين أنيابهم ليكون اتحادًا مصريًا؟.

 

كانت الخطوة الأولى: هي تمصير الأندية أولاً، ثم تمصير اتحاد الكرة ثانيًا، وبدأ التمصير في النادي المختلط (الزمالك حاليًا) وكان ذلك عام 1917، وكان رئيس النادي «مسيو بيانكي»، وتم دراسة نقط الضعف في النادي وكانت أهمها: عدم اجتماع مجلس الإدارة، عدم وجود سجلات بالنادي، عدم وجود ملاعب ولا أسوار حول النادي، قانون النادي غير معروف، ولا توجد رقابة.

 

وبدأت المعركة وكانت طرفاها جهينة والدكتور محمد بدر وطالبا بعقد أول جمعية عمومية للنادي، وعقدت الجمعية العمومية وحضرها عدد كبير من المصريين وانتخب مجلس الإدارة الجديد لعدم الثقة بالمجلس القائم، وأصبح الدكتور محمد بدر رئيسًا ومصطفى حسن وكيلاً وإبراهيم علام سكرتيرًا والأعضاء من المصريين، وكان أول ناد يتم تمصيره.

 

وبعد مرور شهرين من هذا التمصير، تم إنشاء ناديين مصريين آخرين، وتم تكوين نادي الأهرام، ثم نادي القاهرة بشبرا، وهنا سجل التاريخ بداية نجاح فكرة «تمصير الرياضة» مرتكزة على أندية مصرية لحمًا ودمًا، ثم بدأت الحركة تنشط في الإسكندرية وتم تكوين «نادي الحديثة» الذي تحول إلى نادي الاتحاد، وبعد ذلك عمت ظاهرة تمصير الأندية كل محافظات مصر.

 

ومرت 9 سنوات بعد هذا التمصير عاشتها باقي الاتحادات الرياضية تحت السيطرة الأجنبية، حتى تم تمصير اتحادي المصارعة ورفع الأثقال عام 1930.

 

وفي عام 1971 لم يتبقى من هؤلاء الخمسة عشر على قيد الحياة إلا واحدًا وهو «يوسف محمد» أول سكرتير للاتحاد المصري لكرة القدم وأول حكم دولي في مصر.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم