عيد الربيع الصيني يضفى جمالا على أولمبياد بكين الشتوي

 أولمبياد بكين الشتوي
أولمبياد بكين الشتوي


صادف الأول من فبراير عيد الربيع الصيني التقليدي، حيث لم يتبق سوى ثلاثة أيام قبل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين. وتغمر الأجواء الاحفتالية الخاصة بعيد الربيع السعيد مختلف المواقع الأولمبية ليتمكن الرياضيون والوفود من مختلف الدول من قضاء عيد ربيع مميز في الصين.
وتعم أجواء سعيدة المركز الإعلامي الرئيسي في صباح اليوم الأول من فبراير. وتبادل الجميع تهاني السنة الصينية الجديدة بغض النظر عن جنسيتهم. وقدم فريق إدارة المركز شعارات عيد الربيع وملصقات كلمة "فو (السعادة)" للصحفيين المشغولين لتهنئتهم بمناسبة العيد، وأضفت هذه الملصقات الاحتفالية ألوانا جميلة على المركز الإعلامي. ونالت هذه الزخارف الاحتفالية ذات الخصائص الصينية الفريدة إعجابا كبيرا لدى الصحفيين من جميع أنحاء العالم الذين يتسابقون على التقاط الصور الذكارية معها. واحتفل الجميع بعيد الربيع لعام النمر معًا في بكين، وتطلعوا إلى نقل المشاهد الرائعة للألعاب الأولمبية الشتوية إلى كل ركن من أركان العالم من خلال أقلامهم وعدساتهم.
وقال ميرو، الصحفي الهولندي الذي يغطي الرياضات الشتوية لفترة طويلة، إنه في ليلة رأس السنة الصينية الجديدة، أقام الفندق الذي أقام فيه أنشطة خاصة للصحفيين الأجانب مثل كتابة كلمة "فو"، ولصق شعارات عيد الربيع وصنع طعام "جياوتسي"، وبعد مشاركته في الأنشطة قال "أنا متحمس للغاية. أحب أكل "جياوتسي". قبل مجيئي إلى بكين، غالبًا ما كنت أتناوله في المطاعم الصينية في هولندا. وهذه المرة عندما يحين العام الصيني الجديد، يمكنني أخيرًا أن أجرّب كتابة كلمة "فو" ولصق شعارات عيد الربيع، مثلما فعله الصينيون وكنت سعيدًا جدًا بهذه التجربة."
وأضاف ميرو أنه سعيد بأنه لم يتمكن من تناول طعام وطنه فحسب، بل يمكنه أيضا تذوق الأطعمة من مختلف أنحاء العالم.
وتم تزيين الشوارع بالأضواء لتعم الأجواء الاحتفالية كل مكان سواء في القرية الأولمبية الشتوية، والمركز الإعلامي أو في الملاعب وفنادق الإقامة، حيث قدمت شعارات عيد الربيع أطيب التمنيات للجميع.
وأثارت الأنشطة التي تتميز بثقافة عيد الربيع فضول الأجانب بشكل خاص، حيث أعرب الكثير منهم عن رغبتهم في المشاركة ومعرفة المزيد عن الثقافة الشعبية الصينية.
وطغت الأجواء الاحتفالية بمناسبة رأس السنة الصينية الجديدة على فعاليات أولمبياد بكين الشتوي، فعلى سبيل المثال، تم تصميم شعار أولمبياد بكين الشتوي على شكل كلمة "دونغ" التي تعني الشتاء، مما يرمز إلى الأحلام والمستقبل، فضلاً عن سطوع ونقاء الجليد والثلج. ومع ذلك، قال مدير الفن المرئي في قسم الأنشطة الثقافية بلجنة تنظيم دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين ومصمم شعار الدورة، لين تسون تشن إن فريق التصميم أخذ في الاعتبار عناصر عيد الربيع الصيني التقليدي عند تصميم شعار أولمبياد بكين الشتوي، مضيفا أن ملصقة كلمة "فو" وشعارات عيد الربيع تمثل تجسيدا لفن الخط الصيني كما تمثل أيضا ثقافة عيد الربيع التقليدي. لذا قام فريقه بعمل تصميم خاص لكلمة "دونغ" على شكل شعارات عيد الربيع.
وتجذب الزخارف الاحتفالية في مطعم قرية تشانغجياكو الأولمبية الشتوية أنظار الزوار، حيث تم تركيب بوابة حمراء احتفالا بعام النمر كما تم تعليق الفوانيس الحمراء على أسقف المباني فضلا عن أعمال فن قص الورق على شكل تميمة الأولمبياد. وقدم المطعم أطباق صينية مشهورة مثل "جياوتسي" والبط المشوي والوعاء الساخن. خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، سيقدم المطعم أيضًا أطعمة تقليدية خاصة بالعام الصيني الجديد.
وأضفت فعاليات معرض "الصين الثقافية" التي افتتحت رسميا في قرية تشانغجياكو الشتوية الأولمبية قبل عيد الربيع، أضفت أيضا عناصر عيد الربيع على دورة الألعاب الأولمبية الشتوية. حيث تم تزيين قاعة المعرض بأعمال "التراث الثقافي غير المادي" المتعلقة بعادات عيد الربيع، مثل الأوراق المقصوصة الملونة في محافظة وي ورسوم عيد الربيع في ووتشيانغ وفوانيس القصر في قاوتشنغ وكذلك أحذية "رأس النمر" والفوانيس الحديدية، مما يخلق أجواء احتفالية بالعام الجديد.
بالإضافة إلى ذلك، شملت فعاليات العرض ممرا ثقافيا ومنازل تقليدية ومسارح تقليدية وقصصا حول الألعاب الأولمبية الشتوية. ويركز الممر الثقافي على عرض فنون "التراث الثقافي غير المادي" في خبي، حيث يعرض أعمالًا رائعة مثل خزف دينغ ولوح الحبر في ييشوي وفن المينا بطريقة السلك وفن الترصيع والأسلاك، وفن الرسم داخل الأوان في هنغشوي، وخزف تسيتشو وأدوات الورنيش المنحوتة. وتعرض منطقة المنازل التقليدية مشاهد الحياة الصينية التقليدية حيث تم عرض أعمال فنية تقليدية وأدوات منزلية في الحياة اليومية.
وتوجد في قاعة المعرض أيضًا خشبة مسرح تبث مقاطع فيديو حول الثقافة الصينية التقليدية وتعرض الأدوات المسرحية التقليدية. ويركز قسم قصص الألعاب الأولمبية الشتوية على شرح الدلالات الثقافية للميداليات والشعلة لأولمبياد بكين الشتوي.
ولا شك أن الدمج بين الألعاب الأولمبية الشتوية وعيد الربيع الصيني يزيد من تفاعل الحضارات والثقافات ويعزز روعة مسابقات أولمبياد بكين الشتوي.