حكايات| «أنثى» في جسد رجل.. رحلة الزوجة «أزهار» في التحول لـ«محمد»  

 «أنثى» في جسد رجل.. رحلة الزوجة «أزهار» في التحول لـ«محمد»  
«أنثى» في جسد رجل.. رحلة الزوجة «أزهار» في التحول لـ«محمد»  

كتب: أحمد زنط


حقا ليس من سمع كمن رأى.. قصص تحدث في خيال المؤلفين لكنها أخذت صدى على أرض الواقع لتسجل محافظة الأقصر أغرب قصص التحول بين الجنسين؛ حيث قصة محمد «34 عاما» الذي تزوج كأنثى «أزهار» غير أن الأمور كلها انقلبت على عقب.

 

ترترعت «أزهار» بشهادة ميلاد أنثى وبطاقة شخصية كذلك وفي عقد زواج موثق في سجلات المحاكم الشرعية وعلى يد مأذون وشهود وإيجاب وقبول ودخلة شرعية دامت 7 سنوات قبل أن تتحول إلى محمد.. فما القصة؟ 

 

أزهار محمد الدسوقي محمد سابقًا محمد محمد الدسوقي محمد حاليا، يقول: «ولدت وقد حباني الله بأعضاء ذكورية وكذلك خواص عضوية لأنثى ترعرعت وتربيت في منزل يحافظ على التقاليد والأعراف والأصالة.. عشت طفولتي في ثوب الطفلة أزهار وكنت أشعر بغرائز الذكور وكذلك غرائب الأنثى لكنني كنت أميل لذكوريتي وكان أهلي يرفضون ذلك ويغرسون في تربيتي أنني أنثى».

 

ومضت في روايتها: «كان عقلي الباطن يرفض ذلك وفي عمر الـ25 عاما أجبروني  على الزواج الشرعي الموثق من رجل يكبرني بأكثر من 30 عاما.. استمرت الحياة الزوجية 5 سنوات حتى أتيح لي مقابلة أحد الأطباء الزائرين للأقصر وأفضيت له بميولي الذكورية وأنني رجل وأرغب في إجراء التحول من أنثى إلى رجل.. وافق الطبيب فورا وساعدني في هذا الأمر وتوجهت إلى مدينة أسيوط وأجريت عدة عمليات لإكمال نضوجي الذكوري».

 

اقرأ أيضًا| شعبها عاطل «بمزاجه».. أغنى جزيرة في العالم


 
لكن «محمد» يروي معاناة شديدة فيقول: «عشت معاناة من الصعب على الإنسان تحملها أو تصديقها عاشها شاب على مدار 34 عاما في جسد أنثى رغم مشاعر الذكورة التي ظلت مخنوقة داخلي طوال تلك السنوات، ولا أحد يتصورها الأمر الذي أدى به إلى الوقوع في الزواج من رجل برجل كأمر واقع لما يتحلى به من جميع صفات الإناث دون أن يكتشف حقيقة نفسه».

 

ويحكي محمد كذلك: «رسميًا أنا ما زلت أزهار في الأوراق الرسمية وهذه معاناة وحدها، كما أن تغيير اللباس من أنثى لذكر معاناة أخرى، يضاف إلى ذلك الأعباء المالية لاستكمال إجراء عمليات جراحية تكلف مبالغ طائلة.. عراقيل أمامي ومشاكل عديدة أواجهها».

 

يعود «محمد» إلى الوراء قليلا حيث بداية قصته وتحديدا في العام 1987؛ إذ كانت ولادة الطفلة أزهار محمد في غرب الأقصر لأسرة بسيطة وتربت وسط أخوتها ذكورًا وإناثًا، لتكبر يومًا بعد يوم ويبدأ لديها شعور الميول إلى تصرفات الذكورة، دون أن تعلم هي أو من يحيط بها ما لديها من خلل في الهرومونات. 

 

كان دائمًا يميل إلى تصرفات الذكور، حتى أثناء دخوله المدرسة كان يرغب في مصادقة الذكور على عكس تصرفات الفتيات، مما جعله يترك الدراسة بعد إنهاء مرحلة الابتدائية وعدم تقبله الذهاب إلى مدرسة فتيات، حيث كان تعليمه في الأزهر الشريف الذي يفصل بين الصبيان والفتيات بدءًا من المرحله الإعدادية وصل إلى مرحلة البلوغ بعد 13 عامًا تم تربيته كفتاة يجب أن ترتدي لبس الحجاب، الأمر الذي فرض عليه كأمر واقع كونه فتاة ولا يعلم شيئًا عن أمور غريزة الذكور الجنسية التي بداخله.

 

وبعد مرحلة البلوغ وتأخر الدورة الشهرية، قامت والدته باصطحابه إلى أطباء بالوحدات الصحية، وأخبروها بأنه أمر يحدث مع كثير من الفتيات وربما يحدث ذلك، بعد فترة أو بعد الزواج، وإعطائها بعض الأدوية، التي أدت إلى تضخم جسده حتى بلوغ سن الزواج المعروف لدى قريتهم وعند بلوغه 25 عامًا تقدم لزواجه رجل يبلغ من العمر 56 عامًا، فما كان من الأهل إلا الموافقة وارغامها على الزواج، لما كانت عليه من عدم التحلي بالأنوثة كالفتيات الأخريات، وخوفًا من عدم تقدم آخرين لها، مما جعل الفتاة تتقبل الأمر.

 

رغم حيرتها بين الموافقة أو الرفض، لكن استسلامها للأمر الواقع بأنها فتاة رغم ما تشعر به جعلها في النهاية تقبل ما يأمرونه وعندما دخل بها عريسها انتابت الفتاة حاله نفسية وصلت إلى مرحلة التشنج، ليبتعد عنها الزوج ويقوم بتهدئتها، ظنًا منه أنها تخاف من الدخول في علاقة لصغر سنها.

 

غير أن هذا الأمر ظل لمدة 3 أسابيع فقط أنهت كل سبل الحيل والحجج لديها ثم جاء أهلي، وتعرضت للضرب المبرح من قبل زوجي وأهلي وبعد مرحلة الطلاق، أصبحت بعزلة تامة عن البشر بمنزل أسرتي، في صراع دائم بين مشاعري الذكورية وهيئتي الأنثوية، لم أستطع الإفصاح عن هذا الأمر، حتى شاء القدر وبدأت نقطة التحول بعملي في مركز علاج طبيعي متخصص للنساء لاحتياجهم لأنثى تقوم بعمل جلسات للسيدات.

 

استمر هذا الوضع حتى حان موعد الهروب من الواقع، بعد أن تنكر الجيران منه بعد معرفتهم بحقيقته بأنه رجل بعد 28 سنة يعاملونه كأنثى، ولكن في النهاية عرفت أنها رجل عكس مخاوفها، فسارعت بالتوجه إلى طبيب وقف معه كثيرا وساعده في بداية مرحلة جديدة، ولم يكن أهله على علم بالطلاق بعد خلافات وصراعات شديدة وبعد مرحلة الطلاق.

 

 

ظلت أزهار بعزلة تامة عن البشر بمنزل أسرتها في صراع دائم بين مشاعرها الذكورية وهيئتها الأنثوية، لم تستطع الإفصاح عن هذا الأمر لأحد وأجرت عمليتين جراحيتين بالمستشفى الجامعى بأسيوط في رحلة التحول إلى ذكر، وتم عمل استئصال لتضخم الثديين وإعادة بناء ثدي ذكوري.

 

أما العملية الأخرى بعدها بثلاثة أشهر بعمل تطويل لقناة مجرى البول كمرحلة أولى، وتتبع هذه العملية بعمليات أخرى، إلا أن معاناة محمد الآن وهو في عمر الـ34 عامًا، ولا يزال يحتاج إلى إجراء عمليات جراحية أخرى حتى يتمكن من استكمال ذكورته فضلا عن استخراج أوراق رسمية تثبت ذلك.