ياسر رزق يكتب: التبرع الذي قدمه السيسي لــ«تحيا مصر»
أعتب على الرئيس السيسي أحياناً أنه مهذب أكثر مما ينبغي، وحيي مع البعض من الذين لا يخجلهم حياء!
***
لم يكن السيسي بحاجة إلي القسم، ولا إلي التعبير عن نيته الصادقة، بالتبرع لمصر بكل أموال الدنيا لو كان يمتلكها.***
شرح الرئيس للحاضرين ما لم تسرده الأفلام التسجيلية التي عرضت في الاحتفال ولا المتحدثون من أعضاء مجلس أمناء «صندوق تحيا مصر» عن فلسفة إنشاء الصندوق، وهو إنشاء قناة تمويل موازية لتوفير مورد إضافي غير متاح لموازنة الدولة، وضرب مثلا باستراتيجية مواجهة ڤيروس (سي) وعلاج 8 ملايين مصري مصابين بهذا الڤيروس، وقال بعد أن سأل وزير الصحة عن تكلفة علاج الفرد الواحد، أن إجمالي المطلوب هو 72 مليار جنيه. أشار الرئيس أيضا إلي أن هناك 4000 قرية من إجمالي 4500 قرية مصرية، لم يدخلها الصرف الصحي، وقال: إن إجمالي إدخال هذه الخدمة يصل إلي 200 مليار جنيه!***
استهل الرئيس كلمته بالحديث عن مصرف «كتشنر» الذي يعيش علي ضفافه بطول 60 كيلومترا نحو 4.5 مليون مصري من أبناء الغربية وكفر الشيخ، ومنه يشربون ويروون محاصيلهم، هذا المصرف مصدر خطير جداً للأمراض والأوبئة، فهناك 38 مصنعاً تابعاً للقطاع الخاص غير المصانع المملوكة للدولة، تلقي فيه بمخلفاتها من مياه الصرف الصناعي الملوثة.***
أما الرئيس السيسي، فليسمح لي أن أرجوه التخلي عن حيائه، فهو لا يطلب لنفسه ولا لبلده وحده، وأدعوه أن يضرب بسيف القانون علي الذين تحصلوا بالباطل علي أراضي الدولة، والذين حولوا الأراضي الزراعية إلي منتجعات سياحية تروي حدائقها وحمامات السباحة بها، بمياه الشرب، بينما يروي ملايين المصريين حول مصرف «كتشنر» وغيره ظمأهم بمياه الصرف الصحي والصناعي!