فرفش كدة | فرخة وغلطت

فرخة وغلطت
فرخة وغلطت

نهلة أبو العز

بصوت يائس ومتعصب قالت أمى: بص بقى يا محمد انا هدبح الفرخة البنى دى.


وهو يقرأ الجريدة رد أبى: ليه يا ست مش قولتى دى بياضة وحلوة وعفية، ايه اللى غير رأيك؟ 


قعدت على الكنبة جنبه وحطت على رجلها طبق وكملت تقطيع العيش وقشر البطيخ للفراخ، يا اخى بقت كل لما تبيض تنقر البيضة و ساعات بتكسرها لو ملحقتهاش، كده خلاص مش نافعة، مع انى كنت شايلاها لموسم مولد النبى، بس يالا نعملها ونفرح العيال. 


ابويا سكت، كان منهمكا فى قراءة الجريدة صفحة بريد الجمعة، زعلت أمى: مبتردش عليا ليه يا محمد؟

معلش اصل القصة مؤثرة اوى تصدقى واحدة تهرب من بيت جوزها وتسيب عيالها التلاتة عشان مش قادرة تتحمل الفقر، وبتحكى انها سافرت بره مصر وكسبت فلوس كتير ونفسها تشوف عيالها، قوليلى لو انتِ مكان عيالها تعملى ايه؟ 

هسامحها، خلاص مش بقى معاها فلوس على الأقل تعوض العيال ويتمتعوا بفلوس أمهم، والا تتجوز وراجل غريب يتهنى بفلوسها، تلاقيها نفسها تعوضهم. 

معقولة ينسوا، ومعقولة ده رأيك؟ 

بقولك ايه المفروض نعيش الواقع شوية بلاش رومانسية، اللى مينفعش يسامح هو جوزها لكن العيال مالهم ومال الزعل كده كده هى أمهم. 


تركت امى طبق العيش على الكنبة وقشر البطيخ وراحت تبص على الفرخة البنى ورجعت وهى فرحانة جدا ووشها بيضحك، بص يا محمد الفرخة باضت وسابت البيضة من غير ما تنقرها. 

طيب كويس، المهم بقى هتدبيحها امتى؟ 


لأ خلاص رجعت فى كلامى المسامح كريم يا اخويا، خليها شوية بتنفعنا. 


ياولية أرسى على بر صدعتينى، ناولينى علبة السجاير من عندك، خلينى اروق لك واعرف انت عايزة ايه بالظبط، خد سيجارة وولعها وفضل يكلم نفسه: شوية تقول ندبح الفرخة وشوية تقول نسامح الست اللى هربت ورجعت تقول نسامح الفرخة ده اليوم الملخبط ده.. 


مالك بس متعصب ليه، فرخة وغلطت نسامحها وخلاص ده احنا بنسامح اللى مبهدلنا، ده انا لسه قايلة لك العيال يسامحوا امهم ومش عاوزنى اسامح فرختى الحلوة، طيب أمانة تقرا رد الأستاذ عبدالوهاب مطاوع كده.


رجع أبويا للجريدة وبص وسكت وبعدين اندهش وبعدين ضحك من قلبه بصوت عالى وبص ناحية امى، لاقها ساكتة وبتقول هاااا رد قال ايه. 


ابويا كمل ضحك وهو شرقان ووشه احمر زى الديك الرومى اللى امى كانت مربياه من سنة وقالها: تصدقى هو كمان قال فرخة وغلطت!!! 

إقرأ أيضاً|«التغيرات المناخية السبب».. ارتفاع أسعار الدواجن في الأسواق المحلية