إمبراطوريات الرعب.. مستشفيات تحولت لمقر دائم للأشباح

صورة موضوعية
صورة موضوعية

في أفلام الرعب غالبا ما يكون مصدر الخوف هو الأماكن المهجورة وبعد لحظات الصمت التي تسيطر على المكان والسكون الذي يسود تجد حركة مفاجأة للروح القاتلة المنتقمة وعند الحديث عن الأرواح لا تجد أفضل من المستشفيات لمثل الروح التي ترتبط بشكل أساسي بمرضى وأطباء ودماء فأنين المرضى يسكن داخلها والأمراض تعشش في أركانها وحكايات الموتى تحوم حولها لتكون ماضيها وجثث تثبت فترات من انتشار الأمراض عجز طوفان العلم من الوقوف أمامها.

ولذلك لا تجد عنصر يكون بمثابة أيقونة الرعب أفضل من مستشفى مهجورة يمكنها إيصال الرعب للمشاهد فهي تجمع بين الهدوء والسكون لأي مكان مهجور وبين ماضي أرواح المرضى الذين لقوا مصرعهم داخل المستشفى فما بين تجارب قاسية تم تجريبها على المرضى وأمراض قضت على حياة المئات وأخرين انتهت حياتهم رغم محاولات انقاذهم تقف أرواحهم عالقة في هذه المستشفيات تملأ جوانبها.   

ولكن هل يمكن أن ينقلب الخيال إلى حقيقة فتتحول المستشفيات المهجورة إلى امبراطوريات رعب ومقر دائم لأرواح المرضى وليست مجرد مشاهد عابرة في فيلم رعب وحقيقة الأمر أن أمريكا تضم الكثير من أيقونات الرعب بداية من مستشفى "نيبونسيت" المهجورة التي تقع على طول شارع روكواي بوليفارد في ولاية نيويورك حيث تم بناؤها عام 1918 كمستشفى للسل للأطفال وضمت مئات المرضى الذين فارقوا الحياة وسط صرخات الألم ودموع الأمهات حزنا على فراق أطفالهم لتكون نهايتها بكونها أيله للسقوط.

وبناء عليه تم نقل ما تبقى من الأطفال خوفا على حياتهم إلى مستشفيات أخرى وظلت هذه المستشفى مهجورة لتكون مقر لأرواح الموتى من الأطفال وشاهد على الألم ومن " نيبونسيت" إلى جزيرة "اليس" الواقعة أيضا في نيويورك ومقر مستشفى "اليس آيلاند" للمهاجرين والتي تم افتتاحها عام 1902 لتكون بمثابة حجر صحي لأولئك الذين اعتبروا غير لائقين للدخول إلى نيويورك.

فعند وصول المسافرين إلى نيويورك يتم فحصهم صحيا أولا للتأكد من خلوهم من الأمراض وخاصة المعدية منها مثل السل والكوليرا والدفتيريا وفي حالة وجود أي شك صحي في المسافر يتم نقله إلى الجانب الآخر من الجزيرة حيث المستشفى للعلاج والمراقبة لتكون مقر وفاة أكثر من 3 الاف مريض ظلت أرواحهم متعلقة بهذه المستشفى رغم كونها أصبحت خاوية تسيطر عليها الطبيعة وغيرها من المستشفيات المهجورة والتي قام مصور أمريكي يدعى " جوني جو" بإثبات حالتها في إحدى تجارب تصويره الأكثر رعبا.

فخلال رحلة بحثه عن الأماكن المهجورة لالتقاط صور لخفايا هذه الأماكن التي مر عليها الزمن وسيطرت عليها الطبيعة لم يجد أفضل من المستشفيات المهجورة ليركز عليها قصته حيث وجد ما يلفت انتباهه من بقايا لأدوات طبية وأجهزة وقصص مخيفة داخل كل غرفة عانى مريض بها وبقع من الدماء على ملابس لمرضى وأطباء وإبر مستخدمة وكأنها تم هجرها أمس بحسب موقع " سي إن إن".

حيث دفعته المغامرة لدخول أماكن دائما ما ارتبط بها حوادث مرعبة مثل "ملجأ نيويورك" الذي حمل ماضي مرعب بين جدرانه للعديد من قصص التعنيف التي واجهها المرضى فتحولت من مكان يرتاح فيه المرضى إلى مكان يعد مركز تعذيب لهم يواجهوا فيه طرق علاج غامضة مثل العلاج بالصدمة الكهربائية وغيرها من الأساليب القاسية.

اقرأ ايضا| «انابيل».. قصة دمية تسكنها الأرواح