«في بيتنا خادمة».. علم النفس يوضح خطورة الاعتماد الكامل عليها

عاملات المنازل
عاملات المنازل

تواجه العمالة المنزلية الكثير من المشكلات على مدار عقود طويلة، سواء مشكلات ومعاملة سيئة من بعض أصحاب الأعمال، أو سلوكيات سلبية من العاملين، فلا يوجد قانون واضح وصريح يحدد طبيعة العلاقة بين "الخادم والمخدوم" ويضمن حقوق كل منهما دون الإنتقاص من حقوق الآخر.


وكل فترة يتجدد الحديث عن مناقشات ومسودات لـ "مشروع قانون لتنظيم العمالة المنزلية"، الذي يعد حلم يراود العاملين بهذا المجال منذ زمن، ولكن دائما لا يخرج لنا شئ.


لم يقف الأمر عند أوضاع العمالة المنزلية من الجانب القانوني، فهناك أيضا مشكلات اجتماعية ونفسية تتأثر بها الأسر التى تعتمد على «خدم المنازل»، خاصة تلك التى تلقى عليها بمهام من مسؤوليات وواجبات سيدة البيت، خاصة في ظل اعتماد الكثير عليها وسط زحام ومشغوليات الحياة.


دكتورة سامية الصابر أستاذ علم الإجتماع بجامعة الأزهر أكدت أن الخادمة أو جليسة الأطفال إذا كانت جنسيتها غير الجنسية المصرية مثل الفلبينيات وأصحاب الثقافات الغربية يكون مشاكل وجودها كبيرة جدا، ومؤثرة على أفراد الأسرة.


الأم أولى برعاية أطفالها
لافتة إلى أن التأثير السلبي الأكبر يكون على الأولاد، لأن الديانة والأفكار تكون مختلفة، وقد نصل لأن يكون للأولاد نفس الإنتماء الخاص بالخادمة، وهذا تعانيه الأم بعد أن يكبر الأطفال، لأن الطفل نشأ على ثقافة مختلفة عن ثقافة الأم والأب ، قائلة «الأم هى الأولى بالرعاية».


وأوضحت دكتورة سامية إذا كان تواجد الخادمة مجرد عامل مساعد للأم فى المنزل فى بعض الأعمال المنزلية كالطبخ أو قضاء بعض حاجات الأسرة، فهذا أمر لا يوجد عليه مشكلة، حتى لو تركت لها كل شغل البيت، لافتة إلى أن المشكلة الحقيقية تكون في تربية الأطفال.

 

اقرأ أيضا : هل يحمي القانون عاملات المنازل؟.. خبير يوضح الحقوق والواجبات 


الخادمة دورها ثانوي
وأضافت أن هناك بعض الأسر تعتمد على الخادمات في تربية الأطفال أغلب الوقت كبديل عن الآباء والأمهات، وهذا أمر خاطئ جدا، فلابد أن تكون الأم هى رقم واحد في حياتهم، والخادمة دورها مع الطفل يكون ثانوي.


وأشارت أستاذ علم الإجتماع أنه حتى فى حال أن الخادمة مصرية لايجب أن يترك معها الطفل طوال الوقت وتكون هي المسئولة عنه، لأنها بالطبع تختلف فى الفكر والعادات والسلوكيات عن الأم، سواء خادمة أو مربية مصرية أو أجنبية، وستجد الام طفلها ليس بابنها، لأنها لم تربيه، مختتمة "وجودها لا مانع منه، ولكن لابد من تقنين وضعها، وأن تكون تحت إشراف الأب والأم، وعملها محدد في اختصاصات معينة وليس مسئولية مطلقة عن المنزل".


دكتور جمال فيروز استشارى الطب النفسي أشار إلى خطورة أن تكون الخادمة أو المربية من غير جنسية وثقافة الأسرة التى تعمل معها، لأن الأطفال تتعلم من الثقافات الموجودة أمامهم، وتنشأ وتتربى على ثقافات مختلفة.


المسح الثقافي
متابعا أنه عندما يكبر الطفل يكون لديه لغط فى الأفكار مابين أمه وأبيه وأفكارهم وثقفاتهم، وبين ثقافة وأفكار الخادمة أو المربية، وهنا يحصل مايسمى الـ "المسح الثقافي"، لأن انتماء الأولاد سيكون وقتها للهويات والثقافات التى تربو عليهم.


وأكد فيروز على خطورة اعتماد الأسرة على مربية أو خادمة خاصة فيما يتعلق بالأطفال، فعندما تقوم المربية بعمل الأم في الوقت الذى تنشغل هى في قضاء حاجاتها وأعمالها الشخصية، تنشأ وقتها علاقة بين الطفل والمربية أقوى من علاقته بأمه، فتصبح هنا أحب إليه من والدته، في ظل معايشتها للطفل والتعامل معه باستمرار.


الإنتماء للأقرب
مستكملا أن الأطفال فى مرحلة النمو والطفولة المبكرة ومراحل التعلم الأساسية يكون الطفل خلالها بحاجة إلى الأم، لأنه يكون في طور التمييز، فيبدأ في التفرقة بين الصواب من الخطأ، وبين القريب من البعيد وغيرها، ويكون انتمائه وقتها للشخص المقرب له، وعندما يكبر يشعر بالاحتياج للعاطفة التى لم يجدها فى صغره لدى الام والمربية عادة يكون دورها أكل وشرب.

اقرأ أيضا : في بيتنا خادمة .. كيف يحمي القانون عاملات المنازل؟