فى الصميم

ضحايا الأزمة.. قد يمنعون الحرب!

جلال عارف
جلال عارف

أوروبا التى كانت المسرح الأساسى لحربين عالميتين مدمرتين فى القرن الماضى تحاول جاهدة أن تبعد شبح حرب جديدة، وأن توقف تحول أزمة أوكرانيا إلى صدام شامل بين روسيا وحلف «الناتو».


تقود فرنسا التحرك الأوروبى بوصفها رئيس الاتحاد الاوروبى هذه الدورة ويكثف الرئيس الفرنسى «ماكرون» تحركاته بين أطراف النزاع. ويبدو أنه حقق تقدما فى لقائه مع الرئيس الروسى «بوتين» الذى استمر 6 ساعات متواصلة.

ورغم أن المؤتمر الصحفى لبوتين وماكرون شهد لغة عنيفة من بوتين  وتأكيدا من الجانبين على أن هناك خلافا فى الرؤى حول العديد من القضايا ، إلا أن المؤتمر شهد أيضا إبقاء الأبواب مفتوحة على الحل الدبلوماسى، والتشديد على أنه الطريق المطلوب للتسوية.


ويبدو أن البداية ستكون بالتوافق على عدم القيام بأى تحركات عسكرية على الحدود بين روسيا وأوكرانيا مع فتح الحوار حول المسائل الاستراتيaجية بين روسيا و«الناتو».

وهو مايعنى وضع المطالب الروسية بعدم توسع «الناتو» والمخاوف الأوروبية من التهديد الروسى على مائدة الحوار.
بالطبع ..

الطريق طويل والقضايا محل الخلاف معقدة، ولكن حدوث انفراجة سريعة يعنى وقف التصعيد العسكرى وإبعاد شبح صدام ستكون تكلفته هائلة على أوروبا وروسيا قبل الآخرين حتى لو اقتصر الأمر على العقوبات والعقوبات المضادة فى مراحله الأولى. لهذا ظهر التباين بين المواقف الأوروبية - وخاصة ألمانيا- وبين الموقف الامريكى فى الأزمة.

وتحركت أوروبا من أجل نزع فتيل الأزمة، بل ورأينا أوكرانيا نفسها تدعو الغرب لعدم المبالغة فى الخطر الروسى على حدودها وتطلب الحل الدبلوماسى لأزمة تعرف أنها ستكون ضحيتها الأولى!


انفراجة مهمة قد تمنع التصعيد، وقد تزيح الخطر.. ولو إلى حين!!