وغردت للحياة

 مات ريان ولم يضيع حلم الوحدة العربية

أماني عبد الله
أماني عبد الله

منذ زمن بعيد والكيان الغربي اقسم ان العرب لا يمكن تجميعهم ابدا فهم يتنازعون ويتشاجرون لأتفه الاسباب

حتي جاء حلم الربيع العربي ....وجاءت ثورة يناير التي جعلت الغرب يقوموا بإعادة نظرهم وترتيب حساباتهم مرة أخرى ....ومنذ هذه اللحظة ..واصبح القاسي والداني يعلم جيدا ان العرب ...اذ اجتمعوا فسيكون هلاكهم المؤكد ....وهم بكل الوسائل ...يحاولون دائما احباط اي بادرة تعمل علي اجتماعهم ...حتي جاءت صرخة الطفل ريان الذي لم يتجاوز الخمسة اعوام ...ابن قرية شفشاون بالمنطقة الشمالية بالمغرب المغرب ..جاءت صرخة ريان مدوية في الافاق لتوحد العالم العربي اجمعه من اقصاه الي ادناه ...تعالت الصيحات والتسبيحات ...الكل يدعي لريان ....المساجد والاديرة ...الصغار قبل الكبار.... اه ياصغيري كم عانيت قبل الرحيل....اي اختبار واي بلاء قد الم بك ...لتسكن قبرك وانت حي ترزق ..يا الله ..ماهذا الاختبار ...انه اشد ..من اختبار سيدنا يوسف عندما القي في الجب ....يا الله هل ارسلت له ملائكتك حتي يطمئنوه ....

ألف سؤال وسؤال يدور برأسي..

ربي سامحني أعلم ان الاعمار بيدك ولكن تساورني اسئلة كثيرة..

هل من بين الملاين العاكفين علي الدعاء لريان رجلا او امرأة او طفلا صالحا يتقبل الله منه الدعاء..

هل اصبحنا جميعنا مذنبون فلم يصعد الدعاء للسماء..

اي ذنب اقترفه ابويه فاستحقا هذا العقاب...يا الهي عفوك  ومغفرتك ان كانت هواجسي تخطت الحدود ....فالجميع اجتمعوا بعاطفتهم متناسين اي اختلافات عرقية ودينية الجميع وحدهم الدعاء لريان ....ومن بين تلك الجهود المبذولة تراءات في الافاق بعض النوايا الخبيثة ...التي ظهرت عبر السوشيال ميديا ...تم اخرج ريان وفيديوهات وصور مفبركة ....فبحق السماء من سيسعده اخماد الدعوات لريان ذلك الصغير الذي دخل مدفنه وهو علي قيد الحياة وانا لا الوم ابدا تلك اىجهود المبذولة لانقاذه او اقلل منها ففي اليوم الاول نزل شابين في البئر ولكن محاولتهم باءت بالفشل نظرا لضيق البئر الذي بلغ قطره ثلاثون سنتيمترا....ثم تبرع طفلا صغير السن والبنية بان يحاول النزول في البئر ولكن محاولته بائت ايضا بالفشل فعند الكيلو ال٢٢ ضاق نفسه واصبحت الحركة فيها صعوبة شديدة لإكمال المهمة ...فصعد الي اعلي وبقي الوضع علي ماهو عليه واخير تم وضع خطة استراتيجية لعمل مدخلا موازي لوجود ريان ...ولكن هيهات هيهات ...فالوقت يمر ببطئ شديد علي ريان والمرتقبين خروجه ويمر علي ابويه كحمل الجبال...واخذت القنوات الفضائية تذيع عبر القنوات مراحل العمل المضنية حتي يخرج ريان سالما معافي. وشهادة حق تميزت قناة العربية مباشر بنقل الاحداث علي الهواء عن اي قناة واجراء حوارات مع والديه واقاربه والمسؤولون عن وضع الخطة الاستراتيجية لخروج ريان

وكانت تذاع اخبار وصور فيديو وهو يتناول الطعام وقال المسؤولون انهم يقومون ببث الهواء اليه  والماء عبر مضخات

ويخرج مسؤل كل ساعة او ساعتين ليطمئن الجمهور الغفير من شرق العالم الي مغربه. واصبح ريان صرخة اطلقت في عنان السماء ...دوي صداها في العقول...واخذ الجميع ينتقد خطة الانقاذ والمسؤولون يقرون ان الذي جعل المهمة تسير في اطار بطيئ هو صعوبة التربة الجبلية فهي هشة متهاوية وكان الخوف الشديد

ان يحدث تهاوي في الصخور علي رأس ريان ....وعجبا ...عندما اقترحت نزول اثنان من رجال الصعقة  مربطين بالحبال

ويتم شق خندصغير لعمل توسعة في الجبل من الداخل علي ان يقوم احد الرجال بالحفر والاخر بتلقي ماينزل من الرمال ...ويتم سحبه من الاعلي بواسطة رجال الانقاذ ...ولكن هيهات ...اخذ الاغلبية يستنكرون هذا

وافادوا بمهارة المغاربة لمعالجتهم مثل هذه المواقف وانهم لديهم من الاجهزة المتطورة ما يفوق الخيال

ووصل الاحتقان مداه عندما بدا فجر اليوم الخامس وريان مايزال عالقا في البئر وقد قلت حركته والمسؤولون يعلنون انهم قد اقتربوا من مكان ريان منذ فجر اليوم الخامس حتي غابت شمسه والمسؤولون يقولون باقي متران   بل اصبح ٨٠سم ...وكلام واعلان عن قرب خروج ريان ...وتحشرجت الانفاس ...وصوت المذيع يتردد كل ثانية عن الاستعدادات والطقم الطبي

الذي حضر من اجل ريان وعن الطائرة الملكية التي ستطير به

محلقة في السماء الي المستشفى الملكي...ومع هذا كله اخذ قلبي يزداد في الخفقان ...ادعو الله له بالسلامة

وتم الاعلان تن والديه دخلوا اليه عبر الماسورة التي تم وضعها بشكل موازي لمكان ريان ومرت ساعة واثنان وثلاثة وخرج والديه وكانت صورتهما تدل علي الحدث الجلل فالأب في حالة وجوم وقد احتبس دموع عيناه والام اخذت تبكي مر البكاء ...وعندما رأيت هذا المشهد اخذ قلبي يحدثني ان ريان صعد الي السماء ....ولكني رغم ذلك كنت ادعو له بالسلامة.. اه يا ريان قد جمعت حولك الملاين ..في وقت واحد يدعون ويناشدون الله وبالرغم من موت ريان الا ان صرخته التي وحدت العرب.

ستبقي...الي الابد وسيظل العرب دائما شوكة لكل من أراد لهم الفناء