وداعاً «رحيق النعناع»

سمكة فى بحر «الأخبار»

عبدالقادر محمد على
عبدالقادر محمد على

(يا أستاذ عبدالقادر لازم ترتاح شويه، انت تعبان وعليك ان ترتاح فى البيت ولو لأيام علشان تسترد صحتك) هذا هو نص الحوار الذى دار بينى وبينه عدة مرات فى الاسابيع الاخيرة وكان الرد (عندك حق) ويغيب يوما او يومين ويعود من جديد لأطلب منه نفس طلب الراحة، فتأتى الاجابة واضحة لا لبس فيها،

ان لو (سبت الاخبار هموت ما قدرش اقعد فى البيت).
هو إذا الكاتب الكبير الراحل عبدالقادر محمد على ورغم حزنى الشديد وانا انعيه فى هذه الكلمات سعيد بأننى طبقت حديث الرسول الكريم الذى اوصانا كما جاء فى معنى الحديث اذا احببت اخاك المسلم فقل له ذلك وهذا ما فعلته فى مارس الماضى عندما خصصته بجزء من يومياتى فى الاخبار حبا وتكريما له على عينه وفى حياته.


عبدالقادر محمد على آخر اجيال الانتماء الحقيقى للمهنة بصفة عامة ولأخبار اليوم بصفة خاصة الذى انعيه اليوم بعد رحلة صداقة طويلة بدأت قبل سنوات قبل أن أراه زمن عملى فى مجلة آخر ساعة  عندما كان هو الحل الوحيد المطروح امامنا فى المجلة لمشاكل قبل طبع المجلة اذا احتجنا صورا من الرئاسة او أى اخبار أخيرة فيصبح عبدالقادر هو الحل مع صيحة رئيس تحرير آخر ساعة الشهيرة لسكرتير تحرير مجلة آخر ساعة  فى ذلك الوقت المرحوم مؤمن مرسى (كلموا عبدالقادر) وبعدها مباشرة تنتهى الازمة مع الاستعداد الدائم للاستاذ عبدالقادر للمساعدة الفورية..


عبدالقادر محمد على واحد من أبرز الكتاب الساخرين، يعيد سيرة أحمد رجب وجلال عامر، يبدأ عمله اليومى بالانفصال عن الواقع، لكتابة زاويته اليومية «صباح النعناع «، لا تتناسب كلماتها مع  الجدية الشديدة فى ملامحه، هى ليس مادة للتسلية، بل خلاصة عملية متابعة يومية للشأن المصري، وجهد فكري، حيث تجمع فى النهاية بين النقد البناء والسخرية، فى كلمات محدودة، لا تتجاوز احيانا عدد أصابع اليدين، ولكنها تخرج كالسهم تصيب هدفها بدقة.