إنها مصر

فى انتظار الفنانين !

كرم جبر
كرم جبر

كان فنانونا زمان يغنون للسد العالى والاشتراكية والتصنيع الثقيل والصورة التى تضم فئات الشعب العاملة، كان شعباً بسيطاً ومكافحاً ولكن مبتسماً ومتفائلاً، وهذبت الفنون المصرية الأصيلة النزاعات المتطرفة والدعاوى العنصرية.
الآن نبنى ونشيد ما لم تشهده مصر فى تاريخها، ولكن الفن يجلس هناك بعيداً فى مقاعد المتفرجين، ولا نعرف لماذا؟.. وتعرض لحروب بهدف إزاحة اللمسة المصرية المسيطرة على الوجدان والمشاعر، نعم، كان المحتكرون يتعاقدون لمدة 10 أو 15 سنة مع أى مطرب أو فنان له جماهيرية بعقود احتكارية، ليس لأن يغنى ويبدع، ولكن لتعطيله عن الغناء والقضاء على الأصوات المصرية الواعدة أولاً بأول، واسألوا.... و... و...
وصلنا إلى "محطة الغرباء"، فصار الفنان المصرى مسكيناً فى بلده، ويكتفى بانتظار الممول "ولى الإنتاج"، يأمر ويتحكم ويؤمم المبدعين، ففقدت الآذان متعتها لغياب الأصوات الجميلة، واستيقظت العيون فى كليبات الغناء بالرقص.. وعلى أى حال لا يجوز البكاء على اللحن المسكوب.
●●●
السلاح الحاسم لمواجهة التطرف هو الثورة الثقافية، التى تهب نسائمها على البلاد، وتنقب عن المواهب المدفونة، فمصر فيها عشرات الآلاف مثل أم كلثوم وعبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب وطه حسين والعقاد وغيرهم.
الثقافة تجرى فى الشرايين مجرى نهر النيل، وآن الأوان لبناء صروح تتصدى للفكر الجائر، وتعيد المصريين إلى مصر، وطن الفنون والأدب والإبداع والمبدعين.
يحز فى نفسى أن ينزوى فنانونا، مع أنهم الثروة الحقيقية التى تحمى البناء ومحتوى الوجدان، فالشعوب تشيد أوطانها بالثقافة وتنشد أعذب الألحان.
الحل السحرى هو التنقيب عن الإبداع والمبدعين فى كل ربوع القطر المصري.. فى القرى والنجوع والأرياف التى أنجبت عبد الحليم وأم كلثوم.. فى شارع محمد على وعماد الدين وباب الشعرية وبولاق، والأرض الطيبة التى جاء منها الأبنودى وبليغ حمدى ومحمد عبد المطلب وطه حسين.
مصر ولادة وغنية بالثروات البشرية الهائلة، وينقصها فقط تهيئة الأجواء وإتاحة الفرصة، فليس معقولاً ولا مقبولاً ألا تكون فى صدارة الصفوف.
●●●
● أقوال مأثورة: " منقولة "
 الضمير لا يمنع المرء من ارتكاب الخطأ، فقط يمنعه من الاستمتاع به وهو يرتكبه.
 قد يرى الناس الجرح الذى فى رأسك ولكن لا يشعرون بالألم الذى تعانيه.
 لسان العاقل وراء قلبه، وقلب الأحمق وراء لسانه.
 لا تحاول أن تجعل ملابسك أغلى شيء فيك، حتى لا تجد نفسك يوماً أرخص مما ترتديه.