مقرر المجلس القومي للسكان سابقا: الختان جريمة.. وتطبيبه جريمة أكبر | حوار

دكتور عمرو حسن
دكتور عمرو حسن

أكد الدكتور عمرو حسن مقرر المجلس القومي للسكان، أن مصر تحتل المرتبة الأولى عالمياً في ظاهرة "تطبيب الختان" بنسبة 82% من إجمالي حالات الختان.

وأكد ضرورة تغيير الاعتقادات الخاطئة السائدة لدى بعض الأمهات الذين يعتقدون أن هناك حالات تحتاج إلى الختان، وهو مفهوم خاطئ، داعياً الأطباء إلى عدم الخضوع لرغبة الآباء أو البنات في إجراء عملية الختان ، والالتزام بالأخلاقيات الطبية، وعدم القيام بمثل هذه العملية لما لها من أضرار على المدى القريب والبعيد وكونها مجرمة طبيًا وقانونيًا ، لافتاً أن الفتاة الصغيرة غير مدركة في هذه السن لخطورة إجراء قد يؤثر على حياتها المستقبلية كلها، كما أن هناك مسئولية نفسية وأخلاقية وقانونية على عاتق من يوافق على هذا الفعل وهو مسئول عن طفلة قاصر، وعلى الطبيب أن يقدم المشورة الصحيحة لأهل الفتاة وأن يوضح لهم مساوئ ختان الإناث وأنها مجرمة وضد ميثاق شرف الأطباء وأن هناك قرارًا من وزارة الصحة يمنع ويجرم القيام به، كما أن القيام بختان الإناث يجرمه قانون العقوبات المصري.

وأشار إلى التنسيق بين المجلس القومي للسكان والإدارة المركزية للمؤسسات العلاجية غير الحكومية والترخيص بوزارة الصحة "العلاج الحر"، لتنفيذ حملات تفتيش ومراقبة على المستشفيات والعيادات الخاصة التي تمارس هذه الجريمة تحت مسميات مختلفة.

وظاهرة "تطبيب الختان" كما عرفته منظمة الصحة العالمية، هو ممارسة بتر أو تشويه الأعضاء التناسلية للإناث على يد مقدمي الرعاية الصحية بكل فئاتهم، سواء في العيادات العامة أو الخاصة أو في المنزل أو في أي مكان آخر.

وبمناسبة اليوم العالمي لظاهرة ختان الإناث.. أجرت «بوابة أخبار اليوم» حوارا مع  د.عمرو حسن مقرر المجلس القومي للسكان السابق، جاء فيه:

- ما هو ختان الإناث؟

ختان الإناث هو قطع جزئي أو كلي للأعضاء التناسلية الخارجية للأنثى بدون سبب مرضي.

- هل هناك فوائد صحية لعملية ختان الإناث وهل هناك دواع طبية لإجرائها؟

لا يوجد لختان الإناث أية فوائد صحية على الإطلاق، بل على العكس فإنه يحمل بكل أنواعه أضرارًا كثيرة.

ولا يوجد على الإطلاق أي احتياج لعملية ختان الإناث، وإن الدعوة للقيام بفحص الفتاة بواسطة طبيب لمعرفة ما إذا كانت تحتاج إلى ختان الإناث أم لا هى دعوة خاطئة، تفتقد إلى المصداقية.

- لو تم إجراء الختان بواسطة طبيب ماهر فهل تحدث مضاعفات وهل يصح أن يخضع الأطباء لرغبة الآباء أو البنات في إجراء عملية الختان؟

الطبيب الماهر يلتزم بالأخلاقيات الطبية فلا يقوم بمثل هذه العملية لما لها من أضرار على المدى القريب والبعيد وكونها مجرمة طبيًا وقانونيًا.

 قطعًا لا؛ لأن الفتاة الصغيرة غير مدركة في هذه السن لخطورة إجراء قد يؤثر على حياتها المستقبلية كلها، كما أن هناك مسئولية نفسية وأخلاقية وقانونية على عاتق من يوافق على هذا الفعل وهو مسئول عن طفلة قاصر، وعلى الطبيب أن يقدم المشورة الصحيحة لأهل الفتاة وأن يوضح لهم مساوئ ختان الإناث وأنها مجرمة وضد ميثاق شرف الأطباء وأن هناك قرارًا من وزارة الصحة يمنع ويجرم القيام به، كما أن القيام بختان الإناث يجرمه قانون العقوبات المصري.

- ما هي المضاعفات الصحية لعملية ختان الإناث؟

من الخطأ أن يعتقد البعض أن هناك أنواعًا من ختان الإناث لا تؤدي إلى المضاعفات، فكل نوع له مضاعفات. إن ختان الإناث بأنواعه المختلفة له مضاعفات، حتى لو قام الطبيب بإجرائه، وقد سجلت الدراسات الموثقة حدوث مضاعفات ونزف شديد وصدمة عصبية قد تؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات وحدوث التهابات حادة وناسور بولي أو شرجي وآثار نفسية، وعلى المدى البعيد قد تعاني الفتاة من مشاكل جنسية وعدم القدرة على الإنجاب نتيجة حدوث مضاعفات والتهابات بالمهبل وقناتي فالوب وتعسر عملية الولادة نتيجة لضيق فتحة المهبل والعجان مما يؤدي إلى حدوث نزف وتهتك بأنسجة العجان، ويسبب أضرارًا للجنين أثناء عملية الولادة مثل زيادة نسبة حدوث مضاعفات في الجهاز التنفسي، والحاجة إلى الرعاية المركزة للأطفال حديثي الولادة، وأيضًا زيادة نسبة الوفيات بين الأطفال حديثي الولادة. ولكن بسبب أن النساء في البلاد التي يتم فيها ختان الإناث يأخذنه على أنه ضروري ولازم لهن بالإضافة إلى المعتقدات الخاطئة أنه مطلوب شرعًا، فإنهن يتحملن المضاعفات في صمت.

- يقال إن الأعضاء أو الأجزاء التي تزال في عملية ختان الإناث هل لها وظائف؟ وما هي أضرار إزالتها؟

الأعضاء التي تزال عادة أو تزال أجزاء منها لها وظائف تؤديها، واستئصالها أو قطع أجزاء منها يسبب أضرارًا بالغة.

- ما هو رأي الجمعيات الطبية العالمية المتخصصة، وموقف الهيئات المهنية حول إجراء ختان الإناث ؟

أوصى الاتحاد العالمي لجمعيات أمراض النساء والتوليد (FIGO) باعتبار ختان الإناث انتهاكًا لاتفاقية حقوق الطفل واتفاقية إلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة، وطالب ببذل كافة الجهود والإجراءات بهدف التخلص من الممارسات التقليدية التي تحتوي على عنف ضد الأطفال والنساء، وكذلك أوصت الجمعية المصرية لأطباء أمراض النساء والولادة بهذه التوصية في عام 2012.

وتحذر نقابة الأطباء المصرية دوماً من قيام الأطباء بممارسة عادة ختان الإناث، وتقرر الجزاءات المهنية لمن يمارسونها باعتبارها خروجاً على مقتضيات الواجب المهني.

- هل ختان الإناث من شعائر الإسلام؟ وماذا عن الأحاديث النبوية الشريفة التي ذكرت الختان؟

ختان الإناث ليس ممارسة إسلامية، لا يوجد أمر أو أي إشارة في القرآن الكريم لختان الإناث، لا يقوم دليل واحد من السنة النبوية الصحيحة على وجوب ختان الإناث، تعاليم الإسلام تؤكد حرمة الجسد وحق الإنسان (الرجل والمرأة) في أن ينعم بصحة جسدية ونفسية سليمة، وذلك تحقيقاً للحديث النبوي "لا ضرر ولا ضرار" النهي عن تغيير خلق الله، تعاليم الإسلام تؤكد حق المرأة في علاقة زوجية ناجحة ومُشبِعة، تعاليم الإسلام ترفض الموروثات والمعتقدات الاجتماعية التي تدفع المجتمع لإجراء ختان الإناث لما تحتويه من إهانة للمرأة، تعاليم الإسلام تحترم العلم والعلماء، والعلم يقول أن هذه الممارسة ضارة وعديمة الفائدة، ولا يوجد في القرآن الكريم أي نص يتضمن إشارة من قريب أو بعيد إلى ختان الإناث، وليس هناك إجماع على حكم شرعي فيه، ولا قياس يمكن أن يقبل في شأنه، لا يوجد دليل صحيح من الأحاديث النبوية الشريفة على الوجوب أو السنية بالنسبة لختان الإناث.

- ما هو رأي الديانة المسيحية في ختان الإناث؟

ختان الإناث ليس ممارسة مسيحية والأسر المسيحية تمارس ختان الإناث مثل الأسر المسلمة، وذلك بسبب الأفكار والمعتقدات الاجتماعية الخاطئة، لا يوجد ذكر لختان الإناث في الكتاب المقدس، والديانة المسيحية تعتبر جسد الإنسان (المرأة والرجل) مقدساً، وترفض إهانته، المسيحية تحترم حق المرأة في علاقة جنسية ناجحة.