صلى الفجر وقتل ابنه المدمن.. تفاصيل صادمة

قتل ابنه المدمن
قتل ابنه المدمن

منى ربيع 

..أمنية أي أب في الوجود أن يرى ابنه أفضل منه، يفخر بأخلاقه، يراه في أعلى المناصب يتباهى به أمام القريب والغريب، هذا هو حلم كل اب في الدنيا أن يصبح ابنه وخاصة إذا كان اكبر أبنائه أو وحيده، بأن يكون السند والظهر له وللأسرة بأكملها؛ لكن خيبة الأمل عصفت بأحلام عم «خميس» عندما وجد ابنه الوحيد مدمن مخدرات وفاشل في كل شيء رغم انه وفر له كل شيء يحتاجه في حياته، لكنه اختار والمخدرات ليصبح عبدًا لها، ليت الأمر توقف عند هذا الحد ولكن الابن المدمن حول حياة أسرته إلى جحيم، وصل به الأمر لسب وضرب والديه من أجل المال لدرجة ان أمه وشقيقته هربتا من البيت بسبب تعديه عليهما امام الجيران، حاول عم خميس علاج ابنه لكنه فشل، ضاقت به الدنيا ولم يجد الرجل العجوز حلا أمامه سوى الخلاص من ذلك الابن العاق، فقرر أن ينهي حياة ابنه بيديه وهو يقول في نفسه يكفينا ما رأيناه من ألم وفضائح ومصائب.

بالرغم من أن وقائع القضية ترجع إلى سبعة أشهر فقط إلا أن تفاصيلها تعود إلى أكثر من خمس سنوات جرت أحداثها في منزل عم خميس الذي كان يعمل وقتها في إحدى المصالح الحكومية، يعيش مع زوجته وأبنائه كريم وايمان، حلم حياته مثل اي اب ان يرى اولاده افضل منه وخاصة ابنه كريم تمنى أن يراه في مكانه كبيرة، لكن تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن، فابنه الاكبر الذي يبلغ من العمر 19 عاما ترك دراسته في كلية التجارة واصبح بيته الشارع والمقاهي بعدما عرف طريق اصدقاء السوء، الذين علموه ادمان المخدرات، تبدل حاله بين يوم وليلة كره حياته واسرته، يذهب إليهم فقط اذا أراد المال لينفقه على مزاجه سنوات وهو ينهرهم ويسبهم ووصل به الأمر مؤخرًا إلى ضرب ابيه وامه، لم يكن امام الأب سوى طرده مرارًا وتكرارًا، لكن الابن كان يعود متوددًا اليهم طالبا السماح مع وعده بالابتعاد عن إدمان المخدرات وسوف ينتبه لمستقبله، لكنه في كل مرة يفاجئهم بسرقة شيء من المنزل، إذا لم يجد المال

سنوات وكريم على  هذا الحال لدرجة أن والديه اصبحا يدعوان الله أن يخلصهم من شره.

مرت الايام والشهور والسنون وحال كريم كما هو بل يزداد سوءًا، يفتعل المشاكل مع اسرته والجيران، حتى جاء اليوم الذي كتب نهايته

اختفى كريم لعدة اشهر ظن وقتها عم خميس وزوجته انهما تخلصا من شر ابنهما، لكن الام فوجئت به يعود مجددًا إلى المنزل يطلب منها  ومن شقيقته الصغرى اموالا لكن الام أخبرته أنه لم يعد لديها اموال، فوالده اصبح على المعاش ودخلهم اصبح يكاد يغطي احتياجات المنزل، لكن كريم لم يصدقها وسبها وضربها هي وشقيقته، لم تجد الام المسكينة سوى الهرب من المنزل تركته له، خوفًا من أن يمسها مكروه منه واتصلت بزوجها تخبره بما حدث مؤكدة أنها لن تعود ثانية حتى ينتهي ذلك الكابوس فإنها تخاف على نفسها وعلى ابنتها من أن يحدث لهما مكروه فابنهما اصبح بلا عقل او قلب، ما أصعب على الأم أن تتمنى الموت لابنها لكنها فعلت ذلك سألت الله أن يريحها من هذا الابن العاق.

شعر الاب أن الدنيا اظلمت في وجهه مرة اخرى فهو فعل كل شيء حتى ينصلح حاله لكنه فشل، بدأ الاب يفكر في كيفية الخلاص من ذلك الكابوس لكنه لم يعرف كيف؟

اتصل بابنه وطلب منه أن يأتي إليه في المنزل مؤكدًا له انه احضر اليه مبلغا ماليا، حضر كريم إلى المنزل ففوجئ بأن والده يعطيه مبلغًا زهيدًا فدفعه الابن العاق أرضا وسبه أمام الجيران، دخل الاب غرفته وهو يسيطر على تفكيره فكرة الخلاص من فلذة كبده لكن كيف يفعل هذا وهو رجل مسن الجميع يشهد بحسن اخلاقه وسيرته الطيية، لكن الحياة ألقت عليه خيبة الامل والتي تمثلت في ابنه كريم واصبح كما يقولون «يخلق من ظهر العالم فاسد».

ساعات الليل مرت ثقيله على الاب المسن لم يعرف فيها جفنه طعم النوم حتى سمع آذان الفجر فارتدى جلبابه ووضع الشال الابيض على كتفه وحمل سجادته بيده وذهب للصلاة جماعة في المسجد كالمعتاد، وبعد عودته من المسجد كان قد حسم قراره بالخلاص من عاره، ذهب إلى غرفة ابنه وهو نائم واستجمع قواه ولف الشال الذي يرتديه على رقبة ابنه واطبق بركبتيه على جسده قاصدًا خنقه وهو يقول في نفسه موتك راحة لك ولنا، وبعد أن تأكد من انه فارق الحياة اتصل بزوجته واخبرها بوفاة ابنها بعد أن تناول جرعة مخدرات، بكت الام ابنها وعادت إلى المنزل وهي تتمنى عودته في صورته الاولى، واخذ الجيران والاهل يواسون الاسرة وبدأوا في تحضير مراسم العزاء، وأحضر احدهم طبيبة الصحة لكنها بمجرد أن رأت الجثة شكت في الوفاة بعدما وجدت آثار لعلامات خنق على الرقبة لتبلغ الشرطة وبمجرد وصول رجال المباحث لم يستطع عم خميس إنكار جريمته واعترف بها كاملة ليتم تحرير محضر بالواقعة وإحالته للنيابة العامة، وامام جهات التحقيق مثل عم خميس الرجل المسن واعترف بجريمته مؤكدًا أنه ضاق من تصرفات وسوء سلوك ابنه المدمن وأنه يوم الحادث فوجئ بزوجته تطلبه تستنجد به من ابنهما الذي حضر اليها وأهانها وضربها هي وشقيقته من أجل المال، وهي ليست المرة الاولى أو حتى الثانية وإنما تكررت اهانته وضربه لهما، في تلك اللحظة قرر أن ينهي حياته في البداية فكر أن يصيبه في يده ويصور الواقعة على انها انتحار إلا أنه لم يستطع فعل ذلك فقرر أن ينهى حياته خنقًا عن طريق الشال الخاص به. 

طلبت النيابة العامة تحريات المباحث حول الواقعة والتى أكدت سوء سلوك الابن وإدمانه للمواد المخدرة وتعديه الدائم بالسب والضرب على والديه وشقيقته وان الاب حسن الاخلاق والسلوك لتقرر النيابة حبس الأب على ذمة التحقيقات، وإحالته إلى محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار محمد الجندى، وعضوية كل من المستشارين ايمن عبد الخالق، ومحمد احمد صبري يوسف. 

وامام محكمة الجنايات بكى الأب ابنه مؤكدًا انه لم يكن يريد تلك النهاية وأن ابنه هو الذي دفعه لذلك خاصة بعدما تسبب في خروج امه من المنزل هاربة من بطشه تستنجد بي أن انقذها هي وابنتى من شره لم أجد امامى سوى الخلاص من عاره. 

كما استمعت المحكمة للام والتى اكدت اعترافات الاب وقيام ابنها بضربها بسبب طلبه المال واعتياده إهانتها والاعتداء على شقيقته وانها خشيت على نفسها وابنتها منه. 

وبعد أن اطلعت المحكمة على الأوراق واستمعت إلى اعترافات الاب وشهادة الشهود رفعت الجلسة للمداولة وبعدها أصدرت حكمها بسجن الاب ثلاث سنوات، قالت في حكمها في حيثيات حكمها؛ إنها استعملت الرأفة مع المتهم لكبر سنه وكذلك حفاظا على الترابط الأسري وكذلك لظروف الواقعة حيث اكدت في اسباب حكمها أن ماتحمله الاب لا يتحمله بشر من سب وإهانة وضرب من فلذة كبده والذى اعتاد التعدي عليه وعلى والدته طبقًا لما جاء في تحريات المباحث وشهادة الشهود واعتراف الأب نفسه بجريمته والتى لم ينكرها، حيث تولد لديه نية إزهاق روح نجله بسبب ما لقاه منه من إهانة حتى تدبر امره بروية ووجد الوسيلة الملائمة للإجهاز عليه وحال عودته من أداء فريضة الفجر حيث برم شاله الذى كان يرتديه واتجه نحوه واحكم قبضته عليه حتى فاضت روحه.