أطرف جريمة في الخمسينات.. الشبحان «الأقرع والأعمش»

 الشبحان الأقرع والأعمش
الشبحان الأقرع والأعمش

كانت أطراف جريمة حدثت في تاريخ القاهرة والتي بدأت عندما أمر وزير الداخلية الأسبق عبداللطيف البغدادي، الباعة الجائلين الذين يملأون ميدان باب الحديد (ميدان رمسيس حاليا) بأن يتخذوا الشوارع الجانبية حتى لا يزدحم الميدان، وتسهيل حركة المرور.

اقرأ أيضًا.. القليوبية في أسبوع| إنشاء 45 محلا للباعة الجائلين والشباب بشبرا الخيمة.. الأبرز

وافق عدد من الباعة، بينما رفض آخرون وأخذ رجال البلدية في مطاردتهم لكن كان هناك اثنان، الأول كان مشهورا باسم الأقرع، والثاني شهرته الأعمش، وهما متلازمان دائما في النوم على الأرصفة بجوار تمثال نهضة مصر، ويقوما بفرض الإتاوات على الباعة الجائلين ولهما سجل حافل في التشرد، والمشاجرات، وبلغ عدد سوابق كل منهما ٦٢ سابقة، وقضيا بالسجن معا ١٥ عاما، وعاشا معا حياة الجريمة.

أعلن الباعة امتناعهم عن دفع الإتاوات التي كان يتقاضاها الأقرع والأعمش، وطلبوا منهما أن يمنعا عنهم رجال البلدية وعدم مطاردتهم، وحينئذ سوف يدفعون لهما، ووسط دخان السجائر هداهما شيطانهما إلى حيلة يرهبون بها رجال البلدية ليلا، وبقي حيز التنفيذ.

ووقفا ينتظران سيارات البلدية التي جاءت لمطاردة الباعة، فأسرع الأقرع، والأعمش بخلع ملابسهما كاملة، ونزلا داخل برميل مملوء بالمايوه عاريان تماما، ويخرجان بسرعة ويقفان أمام سيارات البلدية، حتى يتمكن الباعة من الفرار ولملمة بضاعتهم.

فما كان من رجال الشرطة إلا أن قاموا بعمل خطة للقبض عليهما، وفي عصر أحد الأيام توجه رجال البلدية بسياراتهم إلى باب الحديد، وانتشرت الفوضى والضوضاء بين الباعة الذين أخذوا ينادون على الأقرع والأعمش، واللذين كانا يغطان في النوم بجوار تمثال نهضة مصر، وانتفضا اثنتيهما وبسرعة شديدة خلع الأقرع ملابسه وتجرد منها تماما، وقفز داخل برميل المازوت بينما لم يتمكن الأعمش من خلع ملابسه وبقي بالسروال، وأسرع هو الآخر ينزل إلى برميل المازوت.

 ووقفا معا سدا منيعا في وجه رجال البلدية، ووقف الباعة وحشود من الناس يشاهدون المعركة الطريفة التي تنتهي كل مرة بانتصار الشبحين، لكن في هذه المرة تقدم النقيب ابراهيم شاهين ولم يعبأ بالمازوت، وتقدم إليهما بخطوات يشوبها ثقة واقتدار، وهنا تفهم الاثنان أن الأمر يختلف عن كل مرة، فاستل أحدهما سكين من أحد باعة لحمة الرأس الذي كان يقف قريبا من سوق الأسماك، وطعن أحد الجنود بالسكين لكنه استسلم بعد أن تسرب جزء من المازوت في فم الأقرع وهو يصيح مهددا الجميع، بينما انقض عليهما الضابط، وتمكن من الإمساك بهما وأصبحت بدلته الميري ملطخة بالمازوت الأسود.

وكانت المشكلة تواجه رجال الشرطة وهي كيفية وضعهما في السجن وسط المتهمين، وكيفية إزالة المازوت عن جسديهما حتى لا يلوثا كل من يقترب منهما، واستعان رجال الشرطة بمصلحة الكيمياء، لإرسال كمية من البنزين، والإيثير، ووضعهما في أحواض كبيرة نزل فيها المجرمان، ومراقبتهما عن كثب حتى لا يؤذيهما الإيثير، والبنزين، وغسلهما بالماء والصابون للتخلص من متاعب أطرف جريمة شهدتها القاهرة.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم