أسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة تشهد أعنف تقلب منذ ربع قرن

صوره أرشيفية
صوره أرشيفية

لم تشهد سوق الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة هذه الدرجة من التقلب منذ كان بيل كلينتون رئيساً للبلاد قبل جيل من الآن حسبما ذكر موقع قناة الشرق بلومبرج .

واستقلت عقود الغاز المستقبلية قطار الملاهي الأفعواني السريع في الأيام الأخيرة، مرتفعة إلى أعلى مستوى في تاريخها منذ أسبوع مضى وسط نقص واضح في المعروض، وما لبثت بعد ذلك أن انخفضت 11% في نيويورك أمس الخميس. وقد صعد أحد مقاييس تقلب الأسعار إلى أعلى مستوى له منذ أوائل 1996.

ويتابع التجار والهيئات التنظيمية والمسؤولون المنتخبون جميعهم عن كثب عاصفة شتوية تغطي جزءاً كبيراً من وسط الولايات المتحدة بالثلوج، مع درجات حرارة منخفضة تحت مستوى التجمد.

وتتسع رقعة انقطاع الكهرباء في تكساس، حيث يزداد القلق من احتمال تجمد آبار الغاز وضعف قدرات محطات توليد الكهرباء.

وقال إيلي روبين، محلل طاقة أول لدى شركة "إي بي دبليو أناليتكس غروب" (EBW AnalyticsGroup): "نواجه هذا الغموض الكبير بشأن معروض الغاز على الأجل القصير، بسبب عدم اليقين حول توقف الإنتاج في تكساس، مما يساهم في حدوث بعض هذه التقلبات".

وانخفضت أسعار عقود الغاز ، تسليم شهر مارس أمس الخميس، بمقدار 61.3 سنت إلى 4.888 دولار للمليون وحدة حرارية بريطانية، وقد خسرت معظم الزيادة التي حققتها والبالغة 16% خلال الجلسة السابقة. يشعر سكان تكساس بقلق شديد خوفاً من تكرار العطل الكارثي في شبكة الكهرباء في العام الماضي، والذي أدى إلى مقتل أكثر من 200 شخص، وتسبب في شللٍ كامل في الولاية.

وتجمدت بعض آبار الغاز الطبيعي في مناطق مثل تكساس وأوكلاهوما المجاورة لها، وتسببت في إغلاق نحو 5% من إجمالي الإنتاج المحلي من الغاز أثناء موسم ذروة الطلب على الوقود المستخدم في الأفران ومحطات الكهرباء، بحسب جيد باترسون، محللة لدى "بلومبرغ إن إي إف".

وقال بوب يوجر، رئيس قسم العقود المستقبلية في شركة "ميزهو سيكيوريتيز" بالولايات المتحدة: "على خلفية أحداث العام الماضي، ينظر المتعاملون إلى الأزمة من منظور افتراض أسوأ السيناريوهات المحتملة، ولا نستطيع أن نلومهم على ذلك على أساس الأوضاع المتردية التي سادت الولاية في السنة الماضية. ورغم أن الوضع ليس مثالياً، فهو بالتأكيد لم يبلغ حد الكارثة التي وقعت منذ عام".

مخزون الوقود

قالت باترسون من "بلومبرج إن إي إف" سيستغرق إصلاح هذه الأعطال نحو خمسة أيام، بمجرد اعتدال درجات الحرارة.

وفي هذه الأثناء، كشف إحصاء حكومي هام عن مخزون الغاز، عن أكبر كميات سحب منذ كارثة فبراير 2021. وانخفضت مخزونات الغاز بمقدار 268 مليار قدم مكعبة الأسبوع الماضي، وهي كمية تقل عن توقعات معظم المحللين. ومع ذلك، مازال المخزون أقل 15% عن مستوى نفس الفترة من العام الماضي.

ومحا هامش فروق أسعار عقود الغاز الطبيعي تسليم مارس وأبريل، والمعروف بالقاتل بسبب تقلباته، مكاسب أول الأمس واستقر عند 16.8 سنت بعد صعوده إلى نحو 55 سنتا في المليون وحدة حرارية بريطانية يوم الأربعاء، في أعلى مستوى منذ شهرين.

وقال يوجر: "إن عدم توافق أرقام المخزون مع التوقعات يضغط على هامش الأسعار، غير أنني لا أعتقد أننا سنعود إلى تداول عقود أبريل أعلى من مارس.

وستبدأ السوق في التراجع من هنا حتى تعرف ما سيحدث للعاصفة. سيتم سحب كمية كبيرة من المخزون في الأسبوع القادم، والتي ينبغي أن تبعد أسعار العقود القاتلة عن ظاهرة (الكونتانغو)" – أي عندما ترتفع أسعار العقود الآجلة عن الأسعار الفورية.

اقرأ أيضا : مسؤول: روسيا تورد الغاز الطبيعي المسال إلى الاتحاد الأوروبي أكثر من أمريكا