حكايات| شعبها عاطل «بمزاجه».. أغنى جزيرة في العالم

شعبها عاطل «بمزاجه».. أغنى جزيرة في العالم
شعبها عاطل «بمزاجه».. أغنى جزيرة في العالم

صحيح أنها جزيرة معزولة عن العالم لكن «ناورو» لم تكن ككل جزر الكوكب؛ إذ تعد مستقلة تماما ومن أغنى الجزر الموجودة على سطح الأرض، وإن ظلت حالة الثراء التي يعيشها سكان هي الأبرز.. فما سر ذلك؟

 

تعداد سكان جزيرة ناورو يصل إلى 4000 شخص، بينما تبلغ مساحتها حوالي 1300 كيلومتر، وتقع في شمال شرق جزر سليمان، وهي قريبة من جزيرة بانابا في كيريباتي، ولا توجد لها عاصمة، ولكن المكاتب الحكومية متواجدة في منطقة يارين.

 

منذ عام 1982، باتت تلك الجزيرة تعرف بأنها من أغنى الجزر في العالم؛ حيث يصل دخلها لسنوي من الفسفور فقط حوالي 100 مليون دولار، ومعظم سكان ناورو لا يعملون، ومع ذلك لديهم ما يكفي من المال للاستمتاع بوسائل الراحة في المجتمع الحديث.

 

 

وشعب ناورو لا يدفعون الضرائب ولكن احتياطي الفوسفات يجعلهم يعيشون عيشة كريمة، وتغطي الرواسب المعدنية أكثر من ثلثي الجزيرة، وقد ترك استخراجها نتوءات غير منتظمة من الحجر الجيري على شكل قمّة تضفي على المنظر الطبيعي مظهراً جذابا، ولكن من المتوقع أن ينفذ الفوسفات في 10 سنوات القادمة.

 

يُستخرج الفوسفات في ناورو منذ عام 1907، وهو المورد الرئيسي لناورو والتصدير الوحيد لها، بعد أن كان يسيطر على اقتصاد الجزيرة، كما أن جودته هي الأعلى في العالم.

 

وفي القرن العشرين، كانت صناعة الفوسفات مملوكة ومدارة من قبل شركة تدار بشكل مشترك من قبل الحكومات البريطانية والأسترالية والنيوزيلندية، واستطاعت أن تسيطر حكومة ناورو المستقلة على عمليات الفوسفات في عام 1970، وكان العديد من سكان ناورو عاطلين عن العمل باختيارهم.

 

 

ولكن بحلول أواخر القرن العشرين، سرعان ما استنفدت رواسب الفوسفات، وشهدت ناورو انخفاضًا حادًا في الأرباح، مما أدى إلى قرب إفلاس الجزيرة بحلول السنوات الأولى من القرن الحادي والعشرين.

 

وكافحت ناورو لتنمية موارد أخرى وإيجاد مصادر بديلة للدخل، وشهدت البلاد بعض الراحة الاقتصادية في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين عندما أدت الإصلاحات والتحسينات في البنية التحتية المتعلقة بالتعدين إلى تسريع استخراج وتصدير رواسب الفوسفات الأولية المتبقية وسمحت باستخراج رواسب الفوسفات الثانوية بشكل أكثر صعوبة.

 

وبالنسبة للمناخ فتنخفض درجات الحرارة أثناء النهار إلى  28 درجة مئوية، وتخففها نسمات المحيط، وتعاني ناورو من الجفاف لفترات طويلة، ويتم الحصول على الماء للاستخدام من قبل المعالجات المائية، واستيراد المياه المعدنية من الخارج .

 

 

يتم توفير الخدمات الأساسية في التعليم والصحة مجانًا لجميع المواطنين على الرغم من انخفاض الخدمات نتيجة لتغير الثروات الاقتصادية للبلاد، ولا يوجد نظام ضمان اجتماعي حكومي.

 

كما أن التعليم إلزامي بين سن 6 و16 سنة؛ حيث توفر الحكومة العديد من رياض الأطفال والمدارس الابتدائية والثانوية، ولدى بعثة الروم الكاثوليك نظام مدرسي خاص بها في نفس المستويات الثلاثة، ويسافر الطلاب إلى الخارج وتحديدا أستراليا من أجل الحصول على التعليم العالي. 

 

 

ويتكون شعب الجزيرة من سكان ناورو الأصليين، وهناك أعداد صغيرة من كيريباتي (جيلبرتيس)، والأستراليين والنيوزيلنديين والصينيين والتوفالويين، وقد تم تعيين العديد من أعضاء المجموعتين الأخيرتين كعمال في صناعة الفوسفات، وNauruan هي اللغة الوطنية.