رحل الفنان والمخرج المسرحي الكبير جلال الشرقاوي الذي عشق مهنته وكان دائمًا ما يشير إلى ضرورة أن يحب الممثل أو المخرج مهنته، فإذا لم يكن هذا الحب موجودًا فمصيره الفشل، وبالإضافة إلى الحب لابد من التدريب والتثقيف والقراءة.
وقال الشرقاوي في إحدى حواراته مع جريدة المساء منذ أكثر من 15 عامًا: «أنا عن نفسي مازلت أقوم بالتدريبات حتى أكون لائقًا بشكل دائم لأي عمل أقدمه، كما أقرأ كتابًا على الأقل كل أسبوع، وليس شرطًا أن يكون في الفن فمن الممكن أن أقرأ كتابًا في الاقتصاد أو السياسة أوعلم النفس أوالكيمياء لأن كل ذلك يفيد الفنان في عمله».
وشن الشرقاوي خلال محاضرته التي ألقاها ضمن فعاليات إحدى ورش التدريب التي أقامها في هذا الوقت هجومًا حادًا على النقاد الذين يقتصر مفهومهم عن مسرح «الكباريه السياسي» على أنه المسرح الذي يقدم الرقص والإفيهات، موضحًا أن كلمة «كباريه» كلمة إيطالية الأصل وهي «كباريت» وتعني المنتدى الثقافي الذي تناقش فيه الأمور السياسية والاقتصادية، ولكن للأسف بعض النقاد والمسرحيين لا يعلمون ذلك.
كما تحدث الشرقاوي عن تجربته الطويلة في الإخراج وقدم نصائحه للمتدربين، وقال إن المسرح سياسي دائمًا منذ «إسيخلوس» وحتى الآن، ولا يوجد مسرح لم يتناول السياسة حتى لو كان يناقش موضوعًا عاطفيًا بين شاب وفتاة.
وأضاف الشرقاوي أنه بدأ مشواره الفني من الصغر؛ حيث عمل مساعدًا لمنفذي الديكور فترة وجوده بالخارج، وأكد أن الفنان الحقيقي لا يجب أن يتعالى على مهنته، وأن عليه أن يكون ملمًا بكل شيء حتى تكتمل أدواته ويكون مؤثرًا في العمل الذي يقوم به.
وأكد الشرقاوي أنه متحمس لجيل الشباب باعتبار هذا الجيل هو الذي سيحمل الراية من الأجيال السابقة عليه، وأعلن عن استعداده الكامل لمساعدة الموهوبين واستقبال الممثلين الشباب وإجراء اختبارات لهم ومن ينجح منهم سيضمه إلى فريق عمل مسرحياته.
ولد جلال الشرقاوي في 14 يونيو 1934 في دمياط، حصل على بكالوريوس العلوم من جامعة القاهرة عام 1954، ودبلوم خاص تربية وعلم النفس من جامعة عين شمس 1955، وبكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية بتقدير امتياز عام 1958، ودبلوم إخراج من معهد جوليان برتو للدراما في فرنسا عام 1960، ودبلوم إخراج من المعهد العالي للدراسات السينمائية من فرنسا عام 1962، وابنته هي الفنانة عبير الشرقاوي.
وقد شارك بالتمثيل في مسلسلات مثل «ملحمة الحب والرحيل في الأردن و مسلسل المفسدون في الأرض»، وتوفي اليوم الموافق 4 فبراير عام 2022 بعد معاناته من الإصابة بمضاعفات فيروس كورونا عن عمر يناهز 88 عامًا.
المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
