لم يتصور أن يتعرض لكل هذا الضرب المبرح والإهانة المتواصلة من والده وهو لازال في سن السادسة بعد أن حرمه الأب الذى افتقد لكل معانى الإنسانية والرجولة .
توسل لوالده أن يتركه وحال سبيله إلا أنه كان مصرا على إجباره على التسول بعد وفاة والدته ليوفر له نفقات المخدرات والسجائر .
وأثناء آخر مرة انهال عليه بالضرب بالركل و"بخرطوم أنبوبة بوتجاز" بالشارع مما تسبب في إصابته بكسر في الجمجمة فتلقفه بعض المواطنين ونشروا مأساته على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي لفتة إنسانية.. ومجرد عرض مأساة الطفل على الدكتور أيمن مختار محافظ الدقهلية قرر تقديم كافة أوجه الرعاية الصحية والاجتماعية لالطفل عبده . م . ا .ع 6 سنوات .
وكلف المحافظ الدكتور سعد مكي وكيل وزارة الصحة والدكتور وائل عبدالعزيز وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بسرعة الانتقال للطفل وبحث حالته وتقديم رعاية صحية واجتماعية عاجلة له .
و انتقل وكيلا الوزارة لمدينة السنبلاوين حيث تم نقل الطفل على الفور لمستشفى السنبلاوين العام .
واستمعا لمأساة الطفل وكما يقول وكيل وزارة التضامن الاجتماعي :
لم نجد أوراق ثبوتية مع الطفل وبعد بدء تقديم الرعاية الصحية المتكاملة له قمنا بإخطار الشرطة على الفور لبحث الحالة وضبط الأب الذى تحول لوحش كاسر مع ابنه .
اقرأ أيضا: مقترح برلماني بتقنين صرف «حبوب الغلة» والرقابة على البيع
وقال الطفل :
كنا نقيم بمدينة نصر بالقاهرة وكان أبي يعمل سمكري سيارات وبعد وفاة أمي لا أعلم لماذا أتى بي أبي من القاهرة لمدينة السنبلاوين هل ليبعد عن معارفه هناك بعد أن قرر إن أقيم بالشارع وأعمل بالتسول لأوفر له يوميا ما يمكنه من شراء المخدرات والسجائر فكان يضربني يوميا ويعطيني علب مناديل لبيعها والتسول بها في الإشارات .
ورغم توسلاتي التي لم تتوقف بأن ألتحق بالمدرسة وأعمل بعد الخروج منها في أحد المحال أو المطاعم إلا أنه أبى إلا أن أعمل في التسول حتي كان اليوم المشئوم أول أمس حيث انهال علي ضربا بالخرطوم وركلني في الحائط حتي غبت عن الوعي ولم أعرف ما حدث بعد ذلك إلا بعد نقلي للمستشفى .
وأكد الدكتور وائل عبد العزيز وكيل وزارة التضامن الاجتماعي أنه بعد استصدار إذن من النيابة العامة وتعافي عبده من إصابته بالمستشفى سيتم نقله إلى إحدى دور الرعاية لعدم أهلية والده .
وأشار إلى أنه سيتم إلحاقه بعد ذلك بالتعليم وتقديم كافة أوجه الرعاية له .
أما عن الجانب الجنائي للأب فبعد تحرير محضر الشرطة سيتم ضبط الأب وإحالته للنيابة والتي ستتخذ تجاهه كافة الإجراءات لينال عقابه الرادع على ما اقترفه في حق هذا الطفل الذي شاء حظه العثر أن يكون ضحية .
