في دورته الـ53، يطل علينا معرض القاهرة الدولي للكتاب في حلة جديدة معلنا عن نفسه تحت عنوان "هوية مصر.. الثقافة وسؤال المستقبل". يرسخ المعرض هذا العام هوية بصرية بملامح مصرية أصيلة، تحاكي الهوية التاريخية لمصر، باستخدام ديكورات وإمكانيات حديثة تحمل الأهرامات وكتابات البردي موزعة على مختلف أجنحة المعرض. ولكن يبدو أن الهوية المصرية امتدت إصدار مطبوع بالعامية المصرية في رواية للكاتبة المصرية شيرين هلال تحت اسم "بالختم الكيني".
وفي سياق متناغم مع ما حاولت الدولة المصرية إبرازه من تقديم هويتها الثقافية بالمعرض: عرضت شخصية الأديب المصري الكبير يحيي حقي بتقنية "الهولوجرام" متحدثا عن جمال وأهمية العامية المصرية وضرورة التمتع بمفرداتها المتفردة، كأداة هامة للكٌتاب يطوعون من خلالها أقلامهم لتقديم واقع بأسلوب أدبي أصيل. مما يوضح مدى اعتزاز الجولة المصرية بقوتها الناعمة والتي تٌصنف اللهجة المصرية على أنها أحد أدواتها الفعالة؛ حيث أنها اللهجة التي تتمتع بشعبية كبيرة بين القراء العرب، والأكثر تداولا في الأعمال الفنية العربية من المحيط إلى الخليج.
"بالختم الكيني" رواية على قدر إغراقها في المحلية بعاميتها البسيطة، إلا أنها طافت بالقارئ في إقليم شرق إفريقيا من خلال التعرض للظروف الاجتماعية والتشابكات الإنسانية المشتركة لأبناء الإقليم بالكامل. رسمت الكاتبة صورة احتكاك ثقافي بين مصر ومحيطها الإفريقي في شكل روائي لا يتقيد بقيود اللغة والمكان، بل تأخذنا الرواية لما هو أبعد من ذلك والذي قد يمتد لأن يكون شكلا من أشكال التواصل العربي الإفريقي في عمل أدبي بقلم رشيق. تحاول الرواية أن تجمع أجزاء صورة واحدة لم تستطع الحدود والمساحات الشاسعة محوها من خلال التعمق في الحياة الاجتماعية للمرأة ومدى قدرة المجتمع والمنظمات الحديثة على تحسين أوضاعها بما يتناسب مع التحركات الكثيفة لتلك المنظمات بذات المجتمعات.
وشيرين هلال هي كاتبة مصرية صدر لها مجموعة من القصص القصيرة منها "كورونا الذكريات" و "سنة ونص ساعة". كما صدر لها أيضا ديوان شعر "والكاظمين العشق" بالعربية الفصحى. ويذكر أن الكاتبة خريجة الجامعة الأمريكية بالقاهرة شعبة علاقات دولية وحصلت على الماجستير في العلاقات الدولية تخصص الشؤون الإفريقية من كلية الدراسات الإفريقية العليا. ونُشر لها عدد من المقالات والأبحاث السياسية بدوريات مصرية وأجنبية باللغتين العربية والإنجليزية.
