«رد الجميل» .. آباؤنا فى أمان من غدر الزمان

قانون جديد لحماية 7 ملايين مسن وتوفير حياة كريمة لهم

 النائبة دينا هلال - النائب عبد الهادى القصبي -  د.ياسر سيف
النائبة دينا هلال - النائب عبد الهادى القصبي - د.ياسر سيف

معاشات مناسبة ورعاية صحية مميزة وامتيازات غير مسبوقة  فى جميع الخدمات

الحبس والغرامة لكل من يهمل فى رعاية المسن المكلف به

كبار السن: الرئيس وفّر لنا الأمان الذى كنا نحلم به

البرلمان: حان وقت تكريم  أهلنا وضمان  معيشة لائقة لهم

ما يقرب من سبعة ملايين مسن فى انتظار صدور قانون «رد الجميل» الذى يحميهم من عقوق الأبناء، ويوفر لهم حياة كريمة تحميهم من غدر الزمن، وتمنحهم امتيازات صحية واجتماعية ومادية عديدة. 


كبار السن الذين فعلوا كل ما عليهم من أجل نهضة الوطن، وجدوا الدولة تضعهم نصب أعينها، وتمد يدها إليهم لرد الجميل، وتوفير كل ما يحتاجون إليه فى سنواتهم الأخيرة. 


«الأخبار» فى هذا التحقيق تنقل فرحة كبار السن بالقانون وتستطلع آراء الخبراء وتناقش النواب عن أهم بنوده.
 

يصف فريد مراد -على المعاش - قانون رد الجميل لحماية كبار السن بأنه أجمل مفاجأة من الدولة لهم، رساله تقدير لمواطنين يعشقون وطنهم وكانوا فى انتظار من يحميهم من غدر الزمن. 


وأضاف: أن كبار السن قبل القانون كانوا يعانون من عدم التقدير سواء صحيا أو اجتماعيا، وعقوق بعض الأبناء لهم.


وتابع: يكفينا ان ما تتضمنه بنود القانون التى قرأتها فى المواقع الإخبارية  بداية من توفير مرافق للمسن إذا  كان وحيدا ويحتاج لرعاية  وانتهاء بوجود مواد عقابية لحماية المسنين ضد كل  من يحاول النيل منهم او من يقصر فى رعايتهم دون سبب بحيث جعل عقوبة من يهمل رعاية المسن المكلف به، تصل إلى الحبس مدة لا تتجاوز سنة، وغرامة مالية لا تقل عن ألف جنيه ولا تزيد على 10 آلاف جنيه، أو بإحدى العقوبتين، لكل شخص أهمل فى رعاية المسن المكلف به، أو لم يقم بواجبه تجاه المسن فى اتخاذ الإجراءات اللازمة، أو تحصّل هو على المساعدات المالية الخاصة بالمسن.


وقال فريد إنه على مشارف الـ 65 ويعيش وحيدا لأن ابنه الوحيد سافر للعمل بالخارج، وما يتحصل عليه لا يكفى بالكاد بيته، وبعد سفره وخروجه للمعاش اصبح وحيدا يعانى من ضعف المعاش مقارنة باحتياجات الحياة التى اصبحت لا تتناسب مع معاشه مما يجعله يستدين  كل شهر.


 وأضاف: كبار السن ينتظرون  خروج القانون للنور لأنه يساهم  فى استكمال خطة الجمهورية الجديدة التى يتبناها الرئيس السيسى لتوفير حياة كريمة لجموع المصريين بكافة أعمارهم.


ستر وصحة


« والله يابنى القانون على حسب اللى سمعناه نعمة كتير منا كان مستنيها وفعلا هيخدم ناس كتير انا واحدة منهم فى تيسير كتيرمن الخدمات كانت صعبة لينا  وبيراعى ظروفنا بس يارب يكمل على خير» ... بهذه الكلمات وبملامح امتزجت بالسعادة والرضا بدأت سهير محمود، ربة منزل، وتضيف أنها فى بداية عامها الـ 68 وزوجها ويعمل خبازا ولم يرزقنا الله بابن وزوجها ما زال يعمل حتى يوفر قوت يومه ولكنه يعانى من امراض كثيرة والقانون سيوفر لهما رعاية صحية تحميهم من الأمراض التى تغتال ميزانية منزلهم.


وتشير الى ان القانون يوفر خدمات كثيرة بتكلفة قليلة  ناهيك عن انه سيوفر معاشا لهما ويرحم زوجها من ثمن المواصلات التى يضطر لركوبها يوميا ليذهب لعمله بالمخبز.


وتختتم « فعلا اليوم اللى هيصدر فيه القانون هيكون يوم رد الجميل.. احنا بنحب بلدنا ومقصرناش يوم فى حقها ومستنيين اليوم اللى فعلا ينتهى تعبنا وبجد بنشكرالدولة والريس على مراعاتهم لينا» 


سوء المعاملة


ويقول سيد زكريا ، عامل نظافة، إن القانون إذا صدر قريبا سيكون تكملة لحماية مسنين لم يقصروا يوما فى خدمة وطنهم وكانوا ينتظرون رد الجميل.


ويضيف: مع نهاية العام الحالى سيكمل عامه الـ 62 وانه يعمل منذ ان كان فى الـ 15 عاما من عمره  بهذا العمل ولا يعرف غيره وزوجته ربة منزل ولديه ابن سافر العام الماضى إلى إحدى دول الخليج بعد ان حصل على عمل هناك.


ويشير الى ان كبار السن يعانون من سوء المعاملة إلا أنه منذ فترة قصيرة بعد أن تم تخفيض تكلفة الخدمات لهم كالمواصلات وخدمات اخرى بدأ الأمر يختلف، ومع صدور القانون سيتغير الوضع خاصة فى القطاع الصحى لأن عمله يسبب له الكثير من الأمراض.


ويوجه زكريا رسالة شكر للدولة ووزارة التضامن ومجلس النواب والشيوخ على اهتمامهم بكبار السن متمنيا ان يصدر هذا القانون فى اقرب وقت، قائلا: قطاع كبير من كبار السن ينتظرون القانون الآن لما يحتوى عليه من فوائد تحميهم من ظروف الحياة الصعبة. 


64 سنة


« يابنى هو حد يكره النعمة كفاية ان القانون ده هيوفر لينا معاش زى ما سمعنا من الاخبار..

انا عمرى 64 سنة ومبقتش اقدر انزل السوق ابيع زى زمان وصحتنا ضعفت ومبقناش حمل سفر انا كل يوم بركب القطر من شبين عشان اجى القاهرة وابيع الفطير اللى بعمله والجبنة وصحتنا تعبت».. بهذه الكلمات بدأت سعاد عبد الله، بائعة فطير حديثها.


وتضيف أنها كواحدة من كبار السن تنتظر القانون بفارغ الصبر لكثرة الميزات التى ستوفر لكبار السن دورا للرعاية ايضا بجانب الخدمات الاجتماعية الأخرى إضافة إلى خدمات منظمات المجتمع المدني.


وتقول: القانون ليس بالأمر الغريب فى الجمهورية الجديدة التى أنشأها الرئيس السيسي، ويحقق السعادة للملايين من كبار السن. 


7 ملايين مسن


يكشف الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، عن وجود قرابة 7 ملايين مسن، يشكلون نسبة 7٫1 بالمائة من إجمالى السكان فى يناير 2020، وهى النسبة التى من المتوقع ارتفاعها لتصل إلى 17٫9 بالمائة فى 2052.


 ينتظر هؤلاء خطوة مهمة من خلال قانون «رد الجميل» والذى يحفظ حقوق المسنين، فيما استعرض مجلس الشيوخ ، تقرير اللجنة المشتركة حول مشروع القانون المقدم من الحكومة ومشروع القانون المقدم من النائب عبد الهادى القصبى وعشر أعضاء مجلس النواب.


«الأخبار» ناقشت مع أعضاء مجلسى النواب والشيوخ  أهم بنود القانون الخاص بكبار السن، وتستعرض آراء الخبراء فى سياق هذا التحقيق. 


فى البداية يؤكد  النائب عبد الهادى القصبى رئيس لجنة التضامن بمجلس النواب أن قانون «رد الجميل « المنتظر يحقق الصالح العام لكبار السن ، بما يليق برحلتهم الطويلة فى العطاء والتضحية،ويضمن للمسن حياة كريمة.


وأضاف: جاء القانون ليحقق أهدافا أساسية لحفظ حقوق المسنين وعودة الأخلاق واحترام كبار السن ،وتقديم الرعاية الصحية والاجتماعية والاقتصادية والترفيهية والثقافية، فى ظل جهود الدولة المصرية لتوفير «حياة كريمة» لجميع  للمواطنين.


وتابع: يضمن القانون توفير معاش مناسب لمن تجاوز الـ 65 عاما، ومن يعانون  عجزا أو مرضا مزمنا ، مع توفيرالعلاج والرعاية الصحية المناسبة.
وقال القصبى إن من ضمن بنود القانون ضمان تخفيض اسعار تذاكر المواصلات والطيران وتوفير المرافق الخاصة للمسن ، والأولوية فى تيسير الإجراءات داخل المصالح الحكومية، مشيرا إلى أهمية تشجيع المجتمع على رعاية المسنين واحترامهم، والتوسع فى إنشاء دور الرعاية الشاملة ، والتى تقدم له الرعاية الصحية والنفسية التى تساعده على تقبل وضعه الجديد بعد سن المعاش ، حتى يتم تعزيز مشاركتهم فى الحياة العامة، مشيرا إلى إنشاء صندوق خاص برعاية المسنين، تحت رعاية وزارة التضامن الاجتماعي.


الحماية 


وأشار د.ياسر سيف عميد معهد دراسات علوم المسنين،إلى  أن إعداد مشروع قانون المجلس الأعلى للمسنين تم عرضه على لجنة المقترحات بمجلس النواب فى 2018 والتحفظ عليه ، ومع إعادة عرض المشروع فى الوقت الحالى أخذ اهتماما كبيرا، موضحا ان المشروع جاء تنفيذًا لتوصيات مؤتمر «المسنون .. تاج على رءوسنا» الذى عقدته جامعة بنى سويف.


ولفت إلى أن المجلس الأعلى للمسنين يضم بين تشكيلته أعضاء ممثلين من وزارة التضامن الاجتماعى ووزارات التعليم العالى والصحة والتنمية المحلية والثقافة والشباب والرياضة والسياحة .


وأوضح أن المجلس المقرر إنشاؤه سيكون له اختصاصات وسلطات، تمكنه من إتاحة أوجه الرعاية المتنوعة للمسنين سواء كانت «اقتصادية، أو صحية، أو تعليمية، أو ثقافية، أو اجتماعية، أو ترفيهية، أو نفسية، فيما يهدف المجلس إلى تعزيز وتنمية حماية حقوق ورعاية الشخص المسن، وترسيخ قيمته فى المجتمع.


رد الجميل


واعربت النائبة دينا هلال عضو مجلس الشيوخ عن اهمية القانون الذى يضمن للمسن حياة كريمة ، ويأتى «رد الجميل» لكل إنسان أفنى عمره من أجل أسرته ووطنه، وأصبح غير قادر على إعطاء المزيد.


وأشار إلى أن المشروع خطوة مهمة للحفاظ على حقوق الإنسان التى نصت عليها الاتفاقيات والمواثيق وتفعيل الدستور ٢٠١٤ فى المادة ٨٣ منه والخاصة بضمان حقوق المسنين صحيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وترفيهيا، مع توفير معاش مناسب يكفل لهم حياة كريمة تليق بهم، مع تمكينهم من المشاركة فى الحياة العامة التى لا غنى عنها لكرامتهم والاستفادة من خبراتهم واحترام الجميع لهم .


وأشارت هلال إلى أن القانون جاء بالاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان  فى محورها الثالث والخاص بحقوق كبار السن والتى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى سبتمبر ٢٠٢١ لتحقيق رؤية مصر ٢٠٣٠ ، و لترسيخ مبادئ الجمهورية الجديدة  .


أوضحت ان القانون ينص على تطبيق عقوبة لكل من أهمل رعاية المسن المكلف به، تصل إلى الحبس مدة لا تتجاوز سنة، وغرامة مالية لا تقل عن ألف جنيه ولا تزيد على 10 آلاف جنيه، أو بإحدى العقوبتين، لكل شخص أهمل فى رعاية المسن المكلف به، أو لم يقم بواجبه تجاه المسن فى اتخاذ الإجراءات اللازمة، أو تحصل هو على المساعدات المالية الخاصة بالمسن.


كما نص القانون على عقوبة بالحبس مدة لا تزيد على سنتين وغرامة لا تقل عن ألفى جنيه ولا تتجاوز 20 ألفا، لكل من امتنع عمدا عن تقديم الرعاية الكاملة للمسن المكلف به.


وإذا ترتب على أى مما سبق إيذاء للشخص المسن أو تسبب فى جرح أو عاهة، تغلظ العقوبة لتصل إلى مدة حبس لا تقل عن 3 سنوات ولا تزيد على 5، ويتم تغليظ العقوبة إذا كان المعتدى من أقارب المسن.

 

اقرأ أيضاً|السكرتير العام بقنا يترأس اجتماع لجنة اختيار الأم المثالية