من الآخر

شـكرا يا رجــالة

د. أســامة أبــو زيــد
د. أســامة أبــو زيــد

تأكدت‭ ‬عودة‭ ‬الروح‭ ‬لمنتخب‭ ‬الفراعنة‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬المغرب‭ ‬القوية‭.. ‬لعبنا‭ ‬وكنا‭ ‬مهزومين‭ ‬بهدف‭ ‬بعد‭ ‬ضربة‭ ‬الجزاء‭ ‬المغربية‭ ‬التى‭ ‬جاء‭ ‬منها‭ ‬هدف‭ ‬التقدم‭ ‬فى‭ ‬أول‭ ‬6‭ ‬دقائق‭.. ‬وتحولت‭ ‬مجريات‭ ‬الأمور‭.. ‬ضغط‭.. ‬وسيطرة‭.. ‬وأداء‭ ‬راق‭.. ‬والأهم‭ ‬أننا‭ ‬نستطيع‭ ‬الهجوم‭ ‬وحصار‭ ‬المنافس‭ ‬وهز‭ ‬الشباك‭.‬

استحق‭ ‬محمد‭ ‬صلاح‭ ‬الفرعون‭ ‬الفولاذى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬رجل‭ ‬مباراة‭ ‬منتخبنا‭ ‬وأسود‭ ‬الأطلسى‭.. ‬قائد‭ ‬بمعنى‭ ‬الكلمة‭ ‬ولاعب‭ ‬عالمى‭ ‬من‭ ‬طراز‭ ‬خاص‭ ‬جداً‭.. ‬فعلاً‭ ‬أفضل‭ ‬لاعبى‭ ‬العالم‭.. ‬أحرز‭ ‬صلاح‭ ‬هدف‭ ‬التعادل‭.. ‬وكانت‭ ‬لانطلاقاته‭ ‬وتمريراته‭ ‬مفعول‭ ‬السحر‭ ‬فى‭ ‬إحراز‭ ‬هدف‭ ‬الفوز‭ ‬لتريزيجيه‭.‬

 

كل‭ ‬نجوم‭ ‬مصر‭ ‬رجالة‭ ‬بمعنى‭ ‬الكلمة،‭ ‬وعلى‭ ‬قدر‭ ‬المسئولية‭.. ‬وللحق‭ ‬فإن‭ ‬كيروش‭ ‬المدير‭ ‬الفنى‭ ‬استطاع‭ ‬أن‭ ‬يتعامل‭ ‬مع‭ ‬اللقاء‭ ‬بمنتهى‭ ‬الحكمة‭ ‬والبراعة‭.. ‬وكانت‭ ‬تغييراته‭ ‬فعالة‭ ‬جداً‭.‬

صادف‭ ‬المنتخب‭ ‬سوء‭ ‬بخت‭ ‬كالعادة‭ ‬فى‭ ‬الإصابات‭.. ‬بعد‭ ‬الشناوى‭ ‬فى‭ ‬لقاء‭ ‬كوت‭ ‬ديفوار،‭ ‬خرج‭ ‬‮«‬البطل‮»‬‭ ‬أبوجبل‭ ‬الذى‭ ‬تحامل‭ ‬على‭ ‬نفسه‭ ‬وأكمل‭ ‬المباراة‭ ‬حتى‭ ‬النهاية‭ ‬قبل‭ ‬الوقت‭ ‬الإضافى‭.. ‬وربما‭ ‬ستكون‭ ‬مواجهة‭ ‬المغرب‭ ‬اكتشافاً‭ ‬لحارس‭ ‬شاب‭ ‬رائع‭ ‬هو‭ ‬محمد‭ ‬صبحى‭ ‬الذى‭ ‬ظهر‭ ‬بمنتهى‭ ‬الثبات‭.‬

 

منتخب‭ ‬المغرب‭ ‬كان‭ ‬نداً‭ ‬قوياً‭.. ‬والدفاع‭ ‬المصرى‭ ‬الفرعونى‭ ‬الشديد،‭ ‬استطاع‭ ‬أن‭ ‬يكسر‭ ‬أنياب‭ ‬أسود‭ ‬الأطلسى،‭ ‬وجاء‭ ‬الدور‭ ‬على‭ ‬أسود‭ ‬الكاميرون‭ ‬أصحاب‭ ‬الأرض‭.‬

لابد‭ ‬من‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬مباراة‭ ‬الكاميرون‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬نهائى‭ ‬البطولة،‭ ‬لأن‭ ‬الفائز‭ ‬سيكون‭ ‬الأقرب‭ ‬لكأس‭ ‬‮«‬الكان‮»‬‭.. ‬ولاشك‭ ‬أن‭ ‬الأسود‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬الفرق‭ ‬الموجودة‭ ‬فى‭ ‬أمم‭ ‬أفريقيا‭.. ‬وبإحكام‭ ‬السيطرة‭ ‬والجهد‭ ‬العالى‭ ‬واللياقة‭ ‬البدنية‭ ‬المحترمة‭ ‬التى‭ ‬يظهر‭ ‬عليها‭ ‬منتخبنا‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نحسم‭ ‬الأمر‭ ‬ونصعد‭ ‬للنهائى‭.‬

أكرر‭.. ‬كل‭ ‬نجوم‭ ‬المنتخب‭ ‬بلا‭ ‬استثناء‭ ‬أبطال‭ ‬فوق‭ ‬العادة‭.. ‬شرفونا‭.. ‬أسعدونا‭.. ‬وطمنونا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬القادم‭ ‬خير‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭.‬

‭< < < ‬

موقف‭ ‬الأهلى‭ ‬صعب‭.. ‬والمكسب‭ ‬وارد

أداء‭ ‬فريق‭ ‬الأهلى‭ ‬فى‭ ‬مباريات‭ ‬‮«‬كأس‭ ‬الرابطة‮»‬‭ ‬لم‭ ‬ينل‭ ‬الإعجاب‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭.. ‬نعم‭ ‬اللاعبون‭ ‬صغار‭ ‬وعديمو‭ ‬الخبرة‭.. ‬لكن‭ ‬المنظر‭ ‬العام‭ ‬يقلق‭ ‬ويخوف‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عدداً‭ ‬منهم‭ ‬ربما‭ ‬يظهر‭ ‬فى‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬للأندية‭ ‬يوم‭ ‬السبت‭ ‬المقبل،‭ ‬ولأن‭ ‬المؤشرات‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬وجوه‭ ‬جديدة‭ ‬ستكون‭ ‬موجودة‭ ‬فى‭ ‬التشكيل‭ ‬الأساسى‭ ‬لهوجة‭ ‬الإصابات‭ ‬الموجودة‭ ‬فتزداد‭ ‬المخاوف‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬ذكرى‭ ‬أليمة‭ ‬للجماهير‭ ‬الحمراء‭ ‬بالخسارة‭ ‬من‭ ‬بطل‭ ‬المكسيك‭ ‬بالخمسة‭ ‬فى‭ ‬مونديال‭ ‬المغرب‭.‬

ربما‭ ‬يفوز‭ ‬الأهلى‭ ‬أو‭ ‬يخسر‭ ‬فى‭ ‬الرابطة‭.. ‬لكن‭ ‬الوضع‭ ‬فى‭ ‬المونديال‭ ‬ولقاء‭ ‬مونتيرى‭ ‬المكسيكى‭ ‬سيكون‭ ‬صعباً‭ ‬وعنيفاً‭ ‬وساخناً‭ ‬جداً‭.‬

 

لاشك‭ ‬أن‭ ‬موسيمانى‭ ‬المدير‭ ‬الفنى‭ ‬فى‭ ‬‮«‬ورطة‮»‬‭ ‬شديدة‭.. ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬النجوم‭ ‬الحقيقيين‭ ‬يصعب‭ ‬وجودهم‭ ‬فى‭ ‬ضربة‭ ‬البداية،‭ ‬ولو‭ ‬تأهل‭ ‬المنتخب‭ ‬للنهائى‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الكاميرون‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬كتابة‭ ‬هذه‭ ‬السطور‭ ‬أو‭ ‬هذه‭ ‬الفقرة‭ ‬بعد‭ ‬مواجهة‭ ‬المغرب‭ ‬فى‭ ‬دور‭ ‬الثمانية،‭ ‬فلن‭ ‬يلعب‭ ‬كل‭ ‬الدوليين‭ ‬فى‭ ‬موقعة‭ ‬المكسيك،‭ ‬وهنا‭ ‬ربما‭ ‬تحدث‭ ‬مفاجأة‭ ‬غير‭ ‬سارة‭ ‬للمصريين‭.. ‬لأن‭ ‬الفارق‭ ‬سيكون‭ ‬كبيراً‭!!‬

 

لا‭ ‬خلاف‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬محمد‭ ‬الشناوى‭ ‬وحمدى‭ ‬فتحى‭ ‬وأكرم‭ ‬توفيق‭ ‬وبدر‭ ‬بانون‭ ‬وبيرسى‭ ‬تاو،‭ ‬يشكلون‭ ‬قوة‭ ‬ضاربة‭ ‬للأهلى،‭ ‬وعموداً‭ ‬فقرياً‭ ‬ربما‭ ‬يكون‭ ‬أساسياً‭ ‬فى‭ ‬أى‭ ‬مواجهة،‭ ‬وإصابة‭ ‬هؤلاء‭ ‬النجوم‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬التوقيت‭ ‬قبل‭ ‬السباق‭ ‬العالمى‭ ‬خسارة‭ ‬يصعب‭ ‬تعويضها‭.‬

 

الأهلى‭ ‬عودنا‭ ‬على‭ ‬اجتياز‭ ‬المحن‭ ‬بمنتهى‭ ‬الرجولة‭ ‬والقوة‭.. ‬نعم‭ ‬الوضع‭ ‬مختلف‭ ‬والأمور‭ ‬‮«‬معصلجة‮»‬‭ ‬والجهاز‭ ‬الفنى‭ ‬‮«‬مزنوق‮»‬‭ ‬لكن‭ ‬كل‭ ‬شىء‭ ‬وارد‭ ‬وربما‭ ‬يواصل‭ ‬الأهلى‭ ‬انتصاراته‭ ‬ويعبر‭ ‬البطل‭ ‬المكسيكى‭ ‬ويسير‭ ‬لأبعد‭ ‬خطوات‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭.‬

‭< < < ‬

شخصيات‭ ‬وهمية‭.. ‬ومزبلة‭ ‬التاريخ‭!‬

أكبر‭ ‬رد‭ ‬على‭ ‬أى‭ ‬منتقد‭ ‬فاشل‭ ‬هو‭ ‬العمل‭ ‬وإحداث‭ ‬نجاحات‭ ‬وطفرات‭ ‬وانطلاقات‭.. ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬ملخص‭ ‬طريق‭ ‬العلا‭!!‬

العمل‭ ‬العام‭ ‬فعلاً‭ ‬أصبح‭ ‬صعباً‭ ‬جداً‭.. ‬التكالب‭ ‬على‭ ‬المناصب‭ ‬يسيطر‭ ‬على‭ ‬العقول‭ ‬لاسيما‭ ‬أصحاب‭ ‬العقول‭ ‬‮«‬الفاضية‮»‬‭ ‬الذين‭ ‬فشلوا‭ ‬فى‭ ‬مشوارهم‭ ‬بالطول‭ ‬والعرض،‭ ‬ويريدون‭ ‬الوجاهة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬دون‭ ‬الوضع‭ ‬فى‭ ‬الاعتبار‭ ‬قدراتهم‭ ‬ومواصفاتهم‭ ‬ومدى‭ ‬العطاء‭ ‬الذى‭ ‬يستطيعون‭ ‬أن‭ ‬يقدموه‭!!‬

 

هناك‭ ‬من‭ ‬يعتبر‭ ‬أن‭ ‬المكان‭ ‬ورث‭.. ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬يتصور‭ ‬أن‭ ‬السب‭ ‬والقذف‭ ‬والأكونتات‭ ‬المضروبة‭ ‬سوف‭ ‬تشوه‭ ‬أو‭ ‬تقضى‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬حققوا‭ ‬انتصارات‭ ‬تاريخية‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭!!‬

هناك‭ ‬من‭ ‬يتصور‭ ‬أن‭ ‬التاريخ‭ ‬سينسى‭ ‬ما‭ ‬فعلوه‭ ‬فى‭ ‬حق‭ ‬المؤسسات‭ ‬التى‭ ‬عانت‭ ‬وصرخت‭ ‬من‭ ‬الإهمال‭ ‬والسرقات‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬انعكس‭ ‬على‭ ‬سمعة‭ ‬المكان‭ ‬الذى‭ ‬أصبح‭ ‬درجة‭ ‬ثالثة‭ ‬ووصل‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬مزرية‭ ‬على‭ ‬أيدى‭ ‬الشِلَل‭ ‬والمجموعات‭ ‬التى‭ ‬تتحدث‭ ‬ولا‭ ‬تفعل‭!!‬

 

أعتقد‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬مسئول‭ ‬ناجح‭ ‬فى‭ ‬مؤسسة‭ ‬رياضية‭ ‬يعانى‭ ‬من‭ ‬شلة‭ ‬المشتاقين‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يجيدون‭ ‬إلا‭ ‬الكلام‭ ‬والنم‭ ‬وإطلاق‭ ‬الشائعات‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬المقاهى‭ ‬وفى‭ ‬الظلمات‭.. ‬والنصيحة‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬فقط‭ ‬هو‭ ‬‮«‬القلم‮»‬‭ ‬الذى‭ ‬ينزل‭ ‬على‭ ‬الوجوه‭ ‬أو‭ ‬مكان‭ ‬آخر‭!!‬

نعم‭ ‬هذه‭ ‬الشخصيات‭ ‬موجودة‭ ‬وليست‭ ‬فى‭ ‬الأفلام‭ ‬فقط‭.. ‬لكن‭ ‬فى‭ ‬الواقع‭ ‬لا‭ ‬تجدهم‭ ‬فى‭ ‬الانتخابات‭ ‬أو‭ ‬أى‭ ‬نجاحات‭.. ‬وينسون‭ ‬دائماً‭ ‬أن‭ ‬لكل‭ ‬فعل‭ ‬رد‭ ‬فعل‭.. ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬أعنف‭ ‬بكثير‭.. ‬والأيام‭ ‬دائماً‭ ‬تثبت‭ ‬من‭ ‬الصح‭.. ‬ومن‭ ‬الذى‭ ‬سيدخل‭ ‬مزبلة‭ ‬التاريخ‭.‬

الله‭ ‬الموفق‭ ‬والمستعان‭.‬