سوريا والعراق.. داعش يطل بوجهه القبيح من جديد

■ تنظيم داعش الإرهابى يظهر من جديد بهجمات إرهابية لسوريا والعراق
■ تنظيم داعش الإرهابى يظهر من جديد بهجمات إرهابية لسوريا والعراق

هل استعاد تنظيم داعش الإرهابى مجدداً قدراته العسكرية بعد ان شهدت سوريا والعراق الأسبوع الماضى سلسلة هجمات اعتبرت الأعنف منذ إعلان التحالف الدولى للحرب على داعش هزيمة التنظيم فى 2019، ما شكل إنذاراً للعالم بأن الخطر الذى يمثله مازال قائماً.


فى العراق، هاجم مسلحو داعش تمركزاً للجيش فى محافظة ديالى شرقى بغداد، ما أسفر عن مصرع 11 عسكرياً، من بينهم ضابط، فى أحدث سلسلة الهجمات التى شنها التنظيم خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وأسفرت عن عشرات الضحايا من المدنيين والعسكريين. عقب الهجوم ترأس مصطفى الكاظمى رئيس الوزراء، اجتماعاً طارئاً للأجهزة الأمنية لمناقشة الهجوم، وجه خلاله الأجهزة الأمنية بمضاعفة الجهد الاستخبارى، وبتعزيز التنسيق الأمنى بين الأجهزة العسكرية والأمنية كافة، مشدداً على «ضرورة عدم تكرار مثل هذه الخروقات الأمنية».


أما فى سوريا، فيتواصل منذ أكثر من أسبوع هجوم الإرهابيين على سجن الصناعة فى غويران بمدينة الحسكة السورية القريبة من الحدود العراقية، المحتجز فيه 3500 عنصر من التنظيم فى قبضة قوات سوريا الديمقراطية «قسد» المدعومة من الولايات المتحدة ويديرها الأكراد، تمكن 800 منهم من الفرار وفق تقديرات المرصد السورى لحقوق الإنسان، ما أعاد للأذهان الهجمات التى شنها مسلحو التنظيم على سجون عراقية فى 2013، حين حرر مئات من المتطرفين ساعدوا فى السيطرة على مساحات شاسعة من سوريا والعراق، بين 2014 و2017.
وتقدر الأمم المتحدة عدد عناصر التنظيم النشطين فى سوريا والعراق بنحو عشرة آلاف، فى حين تقول قوات سوريا الديمقراطية إن السجون التى تسيطر عليها تضم نحو 12 ألف جهادى من نحو 50 جنسية، ولطالما دعت «قسد» دول العالم لاستعادة مواطنيها المتهمين بالانتماء للتنظيم، وسط تخوف بعض الدول من أن يشكل العائدون خطراً على أمنها.
ورغم التحذير الذى أرسله داعش بالهجوم على سجن غويران، والتساؤلات حول قدرته على شن هجمات مماثلة، توقع التحالف الدولى لمحاربة داعش أن يؤدى ذلك الهجوم إلى إضعاف التنظيم نظراً إلى الخسائر الكبيرة التى تكبدها. واعتبر التحالف فى بيان أن التنظيم «لايزال يشكّل تهديداً لكن الواضح أنه لم يعد يتمتّع بقوته السابقة».


لكن أسلوب الهجوم فى الحسكة يؤكد أن تقديرات الدول وأجهزة الاستخبارات المعنية حول قدرات داعش تحتاج إلى المراجعة، إذ أكد التنظيم أنه يمتلك إمكانات تنظيمية وتسليحية تمكنه من توجيه ضربات مؤلمة، كما تحول من أسلوب «اضرب واهرب» إلى الهجمات المباغتة على مواقع يفترض أنها محصنة لتحقيق أهداف عسكرية، ما قد يشجعه على التفكير فى هدف أبعد وهو استعادة المناطق التى كان سيطر عليها فى سوريا والعراق عام 2014، وتراجعه إلى منطقة البادية الممتدة من غرب العراق حتى دير الزور وحمص بسوريا، حيث يتحصن مقاتلوه فى مناطق صحراوية وجبلية وعرة فى البلدين.


كان العراق قد أعلن القضاء على داعش فى 2017، وأعلن التحالف الدولى قضاءه على آخر بقعة انسحب إليها التنظيم داخل سوريا فى مارس 2019، ومنذ ذلك الحين تركزت هجمات التنظيم فى مناطق ريف محافظة الحسكة الجنوبى وصولاً لنهر الفرات، التى تضم أغلبية عربية، وتخضع لإدارة «قسد» ذات الأغلبية الكردية، لكن تقارير عدة صدرت عن وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون قالت إن الأوساط العربية فى تلك المنطقة مستاءة من «تمييز» الإدارة الكردية لقوات سوريا الديمقراطية، ما يشكل خطر وجود حاضنة شعبية لمسلحى التنظيم المتطرف.


وعلى الصعيد العراقى، أعلنت الحكومة العراقية، الموافقة على بناء سياج أمنى أسمنتى على الحدود مع سوريا، لتأمين المنطقة الحدودية المشتركة، التى تمتد لمسافة نحو 600 كيلومتر، كما زار رئيس الوزراء منطقة الشريط الحدودى مع سوريا، وأكد أن القوات المسلحة جاهزة «لكبح أى محاولة تستهدف العبث بأمن بلدنا واستقراره»، موجهاً بتكثيف الجهود للتصدى «لحماقات إرهابيى الخارج والداخل».