فى الصميم

هل يستطيع «الضحايا» أن يمنعوا الحرب؟!

جلال عارف
جلال عارف

التصعيد مستمر حول أزمة «أوكرانيا» خاصة بين روسيا والولايات المتحدة. واشنطن لا تتوقف عن تحديد مواعيد محتملة للغزو الروسى لأوكرانيا، بينما موسكو تنفى ذلك لكنها تصر على مطالبها بالحصول على ضمانات بألا تنضم أوكرانيا لحلف «الناتو» لأن ذلك يعنى - عند موسكو - ان أسلحة «الناتو» النووية ستكون على حدودها المباشرة.


الرد الأمريكى على مطالب روسيا وصل قبل أيام، وأعلنت موسكو أنه لا يلبى مطالبها الأمنية، وإن كان ردها الأخير ينتظر مراجعة الرئيس الروسى «بوتين». ومع الرد الأمريكى كان هناك رد مماثل فى حلف «الناتو» وكان هناك أيضاً الإعلانات الرسمية بإرسال الأسلحة الدفاعية لأوكرانيا، والجنود الأمريكيين والأوروبيين إلى دول شرق أوروبا.
لكن مع التصعيد المستمر، فإن أبواب الدبلوماسية لم تغلق. ورغم ارتفاع نبرة الحرب الكلامية بين الروس والأمريكان، فإن الشركاء الأصغر يبدون حرصاً أكبر على التهدئة. ورغم مخاوف أوروبا الدائمة من الخطر الروسى فإنها تدرك أنها «مع أوكرانيا بالطبع» ستدفع الثمن الأكبر للغزو الروسى إذا تم، وللرد الغربى عليه.


فرنسا استضافت قبل أيام جولة مباحثات بين روسيا وأوكرانيا بحضور فرنسى ألمانى أثمرت تعهداً بالحفاظ على وقف اطلاق النار فى شرق أوكرانيا بين القوات الحكومية والانفصاليين الموالين لموسكو. وسوف تستمر المحادثات خلال الأيام القادمة لمنع التوتر الذى يمكن أن يطلق شرارة الحرب.


أما الأهم فهو موقف أوكرانيا التى تحتمى بالموقف الامريكى الأوروبى، لكنها - فى نفس الوقت - تدرك حجم ما ستتعرض له إذا استمر التصعيد. واللافت هنا أن الرئيس الأوكرانى «زيلنسكى» يطلب من الدول الغربية عدم إثارة الذعر حول الحشود العسكرية الروسية على حدود بلاده «!!» بينما وزير خارجته يدعو إلى إعطاء الأولوية لتسوية سياسية ودبلوماسية للأزمة.
طبول الحرب تدق.. لكن من سيكونون ضحاياها يحاولون بكل الوسائل أن يمنعوا الكارثة.