خالد يوسف يعلق على أزمة «أصحاب ولا أعز»

خالد يوسف
خالد يوسف

وسط حالة الجدل القائمة مابين مؤيد ومعارض لفيلم «إصحاب ولا أعز» المعروض على منصة نتفليكس العالمية، بطولته النجمة منى زكي والفنان إياد نصار.

قال المخرج خالد يوسف عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الإجتماعي «فيسبوك» إن :«مع يقيني بأن التيارات السلفية وكتائبها الإلكترونية والمتأثرين بهم لها نصيب في اشتعال الازمة بل ان مصالح (منصات منافسة) قد تدخلت ايضا لصالح اشتعالها ومع تسليمي بأن الكثير من ( الهري ) الموجود ناتج من الإحباط والعقد النفسية التي تتواري خلف شاشة موبيل ويخلط خلطا مريعا مابين ممثلة تخلع (الاندوير) طبقا لدورها وبين الفنانة التي احبوها واحترموها بل ان معظم من علق علي الازمة لا يعرف ماهو الدور الذي يجب ان يقوم به الفن»

وتابع قائلا: «الا ان ذلك كله لا يمنعني من ان أجد الأمر -في عمقه - الذي شغل الناس يتجاوز ذلك كله وله أسبابه الحقيقية وليس مصنوعا بالكامل .. ومن الخطأ ان نتصور ان أزمة الفيلم أخدت أكبر من حجمها وان نسطحها ونحسبها ترندا زائلا لان الفيلم في رأيي قد طرح قضيتان في منتهى الأهمية، القضية الاولي قد طرحها عن قصد لأنها هي قصد الفيلم الإيطالي الأصلي المأخوذ عنه الفيلم العربي وبالأحري المستوحى من مسرحية "الزوجات الثلاث الكاملات"  لأليخاندرو كاسونا وسأتحدث عن ذلك لاحقا أما الآن سأتحدث عن القضية الثانية التي طرحها الفيلم دون قصد».

واكد خالد يوسف، قائلا: «وأؤكد على أن صناع الفيلم لم يقصدوها - القضية هي الترويج للمثلية الجنسية والديوثية ( الديوث الذي لا يأبه لعرضه وشرف نسائه) بأعتبار ان الفيلم قد قدم مشاهد تحتوي علي قبول بعض شخوص الرواية للمثلي جنسيا واعتباره أمرا يخصه وحده وعلينا ان نقبله ولا نزدريه وأن كل شخص حر في التصرف في جسده وليس لنا أن نحكم عليه أخلاقيا او حتي من منظور ديني»

مضيفاً: «كما احتوي الفيلم مشاهد تنم عن قبول أب لحق ابنته ان تفعل ماتريد بما فيها اقامة علاقة جنسية مادام قد بلغت سن الثامنة عشرة في الفيلم الايطالي الاصلي كان الامر طبيعيا والمشاهد عادية لانهم  ينتمون لمنظومة قيم المجتمع الغربي والذي حسرت مفهوم مقياس الشرف علي تلك الافعال التي ترتكبها في حق المجتمع أو في حق الإنسانيه مثل الرشوة السرقة النصب الخداع التمييز العنصرية الخ. وان الانسان البالغ سن الرشد ليس من حق احد التحكم في افعاله حتي لو كان بإسم الابوة او الامومة ..كما قلت كان الامر طبيعيا والمشاهد عادية بالنسبة للمشاهد الغربي لانها من صميم قناعات قطاعات كبيرة في مجتمعاتهم  اما في الفيلم العربي لم ينتبه صناعة ان جمهورهم مختلف فقامت الدنيا ولم تقعد»

وسأل المخرج خالد يوسف جميع النقاد والجمهور، قائلا: «والاسئلة الكاشفة الناتجة من هذا التحليل هي :- 
- اولا :- هل مجتمعاتنا تريد او قادرة علي قبول منظومة قيم مغايرة لموروثها ..؟ 
ولو كانت الاجابة بلا هل ذلك يعني الجمود ام الحفاظ علي الاصالة من وجهة نظر رافضيها ..؟ 
ولو كانت الاجابة بنعم ماهو حدود هذا القبول وذاك التأثر والتأثير ( dialectic) اللازم للتطور والتقدم ..؟ 
- ثانيا :- هل النفس البشرية - بشكل عام وليس الانسان العربي فقط - مجبولة علي المداراة وكنز الاسرار في الاعماق ..؟
وهل المكاشفة والشفافية هو أمر مستحيل لعدم القدرة علي مواجهة الذات والآخر ..؟ 
- ثالثا:- هل تشي هذه الازمة ضمن ماتشي وتكشف بأن مجتماعتنا باتت اكثر تحفظا او قل اكثر رجعية وتخلف
ام تظهر انها مجتمعات تحافظ علي اصالتها ..؟ 
- رابعا :- لماذا الان اكثر من اي وقت مضي الخلط بين الفن والواقع وبين الممثل وما يؤديه كدور وبين حياته كإنسان..؟ 
ولو كانت ظاهرة سلبية كيف الخلاص منها ..؟ 
- خامسا :- كيف يتم استغلال واستخدام الترند لأغراض أخرى سواء سياسية او اقتصادية ..؟ 
- سادسا :- هل الانسحاق للترند وراء الآخر مهما كان تافها يؤدي لتأخر المجتمعات ام انه امر للتسلية لا ضرر منه ..؟ 
- سابعا :- ماهي وظيفة الفن ..؟ هل هي تكريس قيم وتقاليد المجتمعات وغرسها في الوجدان أم التمرد عما يراه مرتبطا بموروث متخلف من وجهة نظر صناع الفن..؟
- ثامنا :- هل الفن يقدم الحلول أم وظيفته في الأسلوب الذي يستخدمه في طرحها ووضع الاسئلة الكاشفة عن بعض او كل جوانب القضية التي يعالجها لكي تجد المجتمعات بكل قواها المعرفية اجابات تصلح لوضع حلول وصنع مستقبل افضل ..؟ 

واكد في ختام حديثه، قائلا: «انا هنا اطرح الاسئلة فقط وعلينا جميعا ان نجد اجابات عنها لنعرف جميعا كيف يسير العقل الجمعي لمجتمعاتنا والي اين يتجه وبرغم الكلام السطحي الهائل الذي قيل عن الفيلم،فالمؤكد ان الفيلم قد طرح قضايا مهمة راميا بحجر هائل في مستنقع الرتابة والركود كي يجعلنا نفكر فيما نريده لانفسنا ولمجتمعاتنا».

 

أقرأ ايضا - تعليق «بسنت شوقي» بعد تصدرها تريند جوجل لعام 2021