عاشت أسرته تنتظر تلك اللحظة التي سيحقق فيها ابنهم الطبيب الشاب حلمه وحلمهم بأن يكون طبيبا للأطفال يرعهم ويحنوا على الفقراء منهم بلا مقابل، وجاءت اللحظة وتحقق الحلم وتخصص الابن كما أراد،" لكن فرحة ما تمت "، لقد صعدت روح الطبيب الشاب الراحل محمود محمد البلاموني، إلى بارئها تاركا وراءه طفليه التوأم الذي لم يتجاوز عمرهما العام، وتاركا اللوعة والأسى في نفوس والديه وأشقائه وزوجته الشابة.
وسيطرت حالة من الحزن على مدينة السنبلاوين محل إقامته، وأبناء المدينة صدمهم الخبر الحزين حيث كان الطبيب محمود محط احترامهم جميعا لنبله ودماثة خلقه وحرصه على مساعدة الجميع، فالأب المكلوم أحد رجال التعليم الذي يتمتع باحترام الجميع يتحدث عن ابنه قائلا: "محمود كان فرحتنا وأملنا وكان نموذجا لرفاقه ولأبناء جيله فقد حرصت طوال عمري على تربيته أفضل تربية والحمد لله أنه كان مشرفا للأسرة والعائلة ..ولم يبخل على مريض منذ أن تخرج من كلية الطب".. ونظرا لتفوقه حقق حلمه بالتخصص بطب الأطفال والفرحة لم تسعه.. وكان حلمه أن يرعى الأطفال خاصة البسطاء منهم وأن يعالجهم دون أجر عندما يفتتح عيادته".
اقرأ أيضا
محافظ الدقهلية يعطي إشارة البدء لنقل مقلبي السنبلاوين و دكرنس التاريخيين
وأضاف أن ابنه كان فائقا طوال مراحل دراسته وكان الأول على الثانوية العامة كما كان فائقا بكليته والأهم أنه جمع بين العلم والخلق فكان مضرب الأمثال وكنا فخورين به وبأن غرسنا الطيب أثمر هذا الطبيب الإنسان.. لكن ماذا نقول إنها إرادة الله ومشيئته.
وأشار إلى أن ابنه لم يتخلف عن أداء واجبه من لحظة تخرجه وكان ضمن صفوف الجيش الأبيض بل كان ضمن فريق العزل يقاوم هذا الوباء اللعين حتى دفع حياته ثمنا لإنسانيته ورسالته النبيلة.
وأعرب الدكتور أسامه الشحات نقيب الأطباء بالدقهلية، عن حزنه العميق لرحيل الطبيب الشاب محمود محمد البلاموني، مؤكدا أنه يضاعف من الأحزان على الأطباء الذين فقدناهم وهو يؤدون رسالتهم تجاه الوطن ويواصلون العمل ليل نهار في مواجهة جائحة كورونا.
وأشار إلى أن الطبيب الراحل كان من أفضل أبناء جيله وكان نموذجا للطبيب الإنسان الذي لم يتخلف لحظة عن أداء عمله بإخلاص وتفاني شديدين.
وأضاف بأن النقابة من جانبها ستقوم بصرف الحد الأقصى لأسرته وهو مبلغ 50 ألف جنيه.. كما سيقوم اتحاد المهن الطبية بصرف ذات المبلغ.. وستقوم وزارة الصحة بصرف مكافأة الوفاة كإصابة عمل وسيتم عمل معاش استثنائي لأسرته.
وأكد الدكتور الشحات، أن أموال الدنيا لن تعوض أسرته عن لوعة وحسرة ومرارة فراقه لكنها إرادة الله.
