سيكولوجى

أروح لمين؟

هانى شمس
هانى شمس

إذا كنت مثلى من هواة الاستماع إلى السيدة أم كلثوم، فلابد أنك لاحظت أن معظم أغنياتها التى تدور حول الفراق والألم كتبها الشاعر الكبير عبد الوهاب محمد الذى أبدع فى الوصف بداية من : «واخترت ابعد وعرفت اعند» ،وحتى: «سبتك من غير حتى ما افكر.. هاقدر اسيبك أو مش هاقدر» ، أما أغنيات الحب من طرف واحد فقد أبدعها بمنتهى الإحساس شاعر الشباب أحمد رامى، فكتب بالعامية «وكل شىء فى الدنيا دى وافق هواك أنا حبيته»، وبالفصحى «لو عدت لى رد الزمان إلى سالف بهجتى»، أما أغنيات الحب والغرام  فقد كتبها بمنتهى العمق والإحساس عدد كبير من الشعراء مثل مأمون الشناوى وأحمد شفيق كامل.
هذه التجربة الفنية للست وكل من أحاطوا بها من أساطير التلحين والتأليف لن تتكرر، كانت مفردات الأغانى مستوحاة من مجتمع عندما يتجرأ فيه الشاب ويعاكس فتاة لا يعرفها يقول لها: « بنسوار يا هانم»، أما فى زمن المعاكسات من نوع «يا فرس» و«يا بطل»، فمن الطبيعى أن نصل الى شكل أغانى المهرجانات الموجودة حالياً.


فى السبعينيات بدأ مفهوم الأغنية الشعبية يتغير فبعد أن كانت مستوحاة من التراث الشعبى أصبحت مستوحاة من الخطاب الشعبى للمجتمع الذى كان مستعدا وقتها لاستقبال نجم الأغنية أحمد عدوية ورائعته زحمة يا دنيا زحمة، ظل عدوية محروماً من الغناء فى الإذاعة، لكن المجتمع فتح له ذراعيه حتى أصبح نجم الأغنية الشعبية بلا منازع.


فى زمان مختلف ومجتمع «زى الرصيف وسخ وعاوز يتكنس» كما قال عمنا فؤاد قاعود، تفتح مواقع التواصل الاجتماعى أذرعها لكل من يريد الغناء، يخرج اليوتيوب لسانه لأمير الغناء هانى شاكر وهو يربح من أغنية الوزة «شيماء» للمطرب «سوستة» بعد أن حققت ملايين المشاهدات فى أيام قليلة، ليصعد المطرب والوزة إلى أعلى مراتب الترند، بينما أجلس أنا لأراقب الصراع وأستمع الى كوكب الشرق وهى تشدو بمنتهى الإحساس.. أروح لمين؟