احذر.. الكذب يتسبب في هذه الأمراض

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

هل سمعت يومًا عن تحديد معدل الكذب للإنسان يوميا؟.. دراسة حديثة في مجلة نيتشر العلمية أجريت على مجموعة من الأشخاص، حيث طلبوا منهم التحدث لـ10 دقائق.

وقد وجد الباحثون أن 60% من المشاركين كذبوا مرة واحدة على الأقل وقالوا 2-3 كذبات خلال الحديث، وقد كان هذا خلال 10 دقائق فقط، فتخيلوا كم مرة نكذب كل يوم.
 
يعتمد جهاز كشف الكذب في الأساس على ملاحظة هذه الأشياء: (زيادة معدلات التنفس - زيادة التعرق - جفاف الفم - ارتجاف الصوت - ارتفاع نبضات القلب).

لكن ماذا عن الآثار «طويلة الأمد» للكذب؟: (ارتفاع ضغط الدم،  زيادة هرمونات التوتر في الدم، ضيق الأوعية الدموية، زيادة معدل ضربات القلب).

كما يتسبب الكذب في ظهور بعض أعراض القلق؛ حيث يقوم الكذب بتنشيط الجزء من الدماغ الذي يستجيب عند التعرض لضغوط شديدة تحتاج الهروب السريع أو القتال.

إذن لماذا يهتم الدماغ بالصدق؟.. كحيوانات اجتماعية سمعتنا لها أهمية قصوى، وبالتالي يعمل معظم الناس بجد للحفاظ على صورة الجدارة بالثقة والنزاهة.

ويخاطر الكذب بإلحاق ضرر لا رجعة فيه بسمعة المرء، فإن الكذب نشاط مرهق بطبيعته، وعندما ننخرط في الخداع تزداد معدلات تنفسنا ونبضاتنا ونبدأ في التعرق ويجف فمنا، ويمكن أن يرتجف صوتنا. 

وتشكل بعض هذه التأثيرات الفسيولوجية أساس اختبار كاشف الكذب الكلاسيكي (جهاز كشف الكذب)، ويختلف الناس في قدرتهم على قول الكذب ويرجع ذلك جزئيًا إلى الاختلافات في الدماغ. 

ولعل أبرز الأمثلة تطرفا: يفتقر المعتلون اجتماعيًا إلى التعاطف وبالتالي لا يظهرون استجابة فسيولوجية نموذجية عند الكذب، ويمكن للكذابين أيضًا اجتياز جهاز كشف الكذب إذا تم تدريبهم على التزام الهدوء أثناء الاختبار. 

وبالمثل، قد يفشل الأبرياء في الاختبار لمجرد أنهم قلقون من أن يتم ربطهم بمعدات التخويف، ولهذه الأسباب فإن دقة اختبار جهاز كشف الكذب محل خلاف شديد.

في المقابل، أثبتت دراسات تصوير الدماغ أنها مفيدة أكثر للتعلم عن استجابة الجسم للكذب، وتظهر أعراض القلق لأن الكذب ينشط الجهاز الحوفي في الدماغ، وهي نفس المنطقة التي تبدأ استجابة «القتال أو الهروب» التي يتم تشغيلها أثناء الضغوط الأخرى.

وعندما يكون الناس صادقين، تظهر هذه المنطقة من الدماغ نشاطًا ضئيلًا، ولكن عند قول كذبة تضيء مثل عرض الألعاب النارية، فالعقل الصادق مسترخي بينما العقل غير الأمين يكون محمومًا.

وبالإضافة إلى التوتر وعدم الراحة على المدى القصير، يبدو أن عيش حياة غير شريفة يؤثر سلبًا على الصحة، فوفقًا لمقالة مراجعة عام 2015، يرتبط الكذب المستمر بمجموعة من النتائج الصحية السلبية بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم وزيادة معدل ضربات القلب وتضييق الأوعية وارتفاع هرمونات التوتر في الدم.

وتشير دراسات أخرى إلى أن التأثيرات طويلة المدى قد تكون ضئيلة لأنه يبدو أننا نشعر براحة أكبر مع الكذب كلما فعلنا ذلك وبعبارة أخرى، نحن نطور تسامحًا مقلقًا لكوننا مراوغين.

وقد أظهرت تجارب تصوير الدماغ التي أجراها تالي شاروت في كلية لندن الجامعية أن الدماغ يتكيف مع السلوك غير النزيه، وأظهر المشاركون انخفاضًا في نشاط الجهاز الحوفي لأنهم رددوا المزيد من الأكاذيب، مما يدعم فكرة أن كل كذبة تجعل الكذب أسهل.

بالإضافة إلى ذلك، تدعم النتائج القول المأثور إن أفعال الكذب الصغيرة يمكن أن تتصاعد إلى أعمال أكبر، وإذا كان هذا صحيحًا فإن ميل مارتا للتقيؤ بعد الكذب قد يتضاءل بمرور الوقت حيث يتكيف دماغها مع كونه غير أمين.

إذا استطاع دماغنا أن يشعر بالدفء تجاه الكذب بممارسة كافية، فسيفسر ذلك ازدراء المجتمع للخداع ولماذا يتردد الناس في منح الكاذبين فرصة ثانية، وقد تكون هذه القواعد الاجتماعية القوية والعقوبات التي تأتي من خرقها هي ما يجعلنا صادقين في نهاية اليوم.