< ّإن ما لم تعرفه بنفسك، فأنت لا تعرفه قط <
«برتولت بريخت»
 
عدِّي.. يا ليلة !
من تلات ايام، وانا عمال أستقبل اشي واتسابات واشي تليفونات، من حبايبي وناسي، ومن صحف ومحطات، وكله بيسأل عن حكاية فيديو انتشر علي صفحات التواصل الاجتماعي، باظهر فيه قاعد علي منصة تحكيم في حزب التجمع، وعلي المسرح شاب بيغني ومعاه بنتين بيرقصوا رقص وصفوه بأنه خليع ولا يليق بحزب التجمع ولا باسمي !!
والحكاية ببساطة، ان فيه شاب مثقف من حزب التجمع، نظم من سنتين مهرجان للأفلام القصيرة سماه مهرجان «يوسف شاهين «، والسنة اللي فاتت عمل مسابقة شعرية وطلب مني تحكيمها، والسنة دي نظّم مهرجان للغناء باسم سيد درويش، وعمل فيه مسابقة للأصوات الغنائية وطلب مني اترأس لجنة التحكيم، وطبعا وافقت لأكتر من سبب، أولها ان انا من دروايش سيد درويش اللي عارفين فضله علي الموسيقي والغناء، ولأن المتسابقين هواه ما عندهمش القدرة يقدموا أصواتهم مسجلة بصحبة مزيكا، استقر الرأي علي أنهم يغنوا قدامنا علي المسرح ويبقي التحكيم علي الهوا مباشرة، وبعد ما قلت كلمتي في افتتاح الليلة عن سيد درويش وتأسيسه للموسيقي القومية المصرية، ونقله للغنا المصري من مرحلة السلطنة العثمانلية لعالم التعبير والمسرح الغنائي، بدأت الليلة ومسابقة الأصوات الغنائية، وسمعنا أصوات كتيرة بعضها رائع وبعضها جميل وبعضها مش أد كده !
وخلال توالي صعود هواة الغناء علي المسرح، فوجئت انا ولجنة التحكيم بصعود شاعر شاب مع مغني عواد إلي المسرح، وقدموا لنا حاجة كده زي اللي بيسموها أمسية غنائية ! فيها شعر كتير أوي مش بطال، وغنا قليّل لا بأس به، واستمرت فقرتهم حوالي الساعة، وقررت لجنة التحكيم استبعادهم من المسابقة لمخالفتهم لشروطها، وبعدها بشوية فوجئنا بهذه الفقرة اللي عملت دوشة بعد كده ف صفحات التواصل الاجتماعي، واللي اتكلمت عنها كتير من الصحف والمحطات، اتقدمت الفقرة علي انها «غنوة مهرجانات !!»، وانا – لأني بعيد من فترة عن عالم الأغنية والمغنين – ما فهمتش يعني ايه غنوة مهرجانات، وشرحولي ان ده نوع من غنا الهيصة المنتشر في الأفراح الشعبية، حاجة كده زي أوكا واورتيجا، ودار الغنا والرقص، وقررنا – كلجنة تحكيم – اننا نستبعد هذه الفقرة – أيضا – من المسابقة لأنها مخالفة لشروطها، ويمكن فكرت للحظة اني انسحب من الليلة كلها، بس رجعت قلت لنفسي اني لو عملت كده ح اهد الليلة كلها، وح اظلم الأصوات الرائعة والجميلة اللي شاركت في المسابقة، وقررت اني أواصل في حدود ادراكي لمسئوليتي كرئيس للجنة التحكيم حتي نهاية المسابقة، وانا لا انا مسئول عن التنظيم ولا عن اختيار الفقرات المشاركة، ولا انا – أصلا – عضو في التجمع ولا عمري كنت عضو فيه، مع ترحيبي الدائم بالمشاركة في الفعاليات الثقافية والفنية لأي فصيل وطني، ورغم اني يمكن أختلف مع توني (منظم المهرجان) في الرأي والرؤية للفن والحياه، إلا اني مش ممكن ادعي اني رقيب علي أمور الفن أو الآداب العامة، فانا من المؤمنين بكلام الإمام الشافعي : رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب.
الملاحظة اللي أثارت دهشتي في المسالة كلها، ان بعض المحطات اللي وصفت «الكليب ده» بالابتذال والتدني والانحطاط، ولامت التجمع واشفقت عليا من وجودي في هذه الفقرة، هيه نفسها بتقدم علي شاشاتها أعمال تفوق الفقرة دي في الابتذال والتدني، كما ان بعض الصحف والمجلات اللي أدانت التجمع لاحتضانه هذه الفقرة، صفحاتها مليانة بكتابات وأخبار تروج لنجوم الصدفة العشوائية وأعمالهم اللي ما تنتميش للفن ولا للإبداع !
وده – بيديني إشارة – ان إثارة الموضوع ده بالشكل اللي حصل، وراه نية لتشويه الأحزاب اللي مش ح تسمع الكلام وتمشي في طابور الطاعة العميا، يعني القضية – بفرض انها – قضية حق، بس المراد فيها باطل !!!
أوراق قديمة
لما جاني مسلسل هيما «أيام الضحك والدموع»، اللي كتبه الجميل بلال فضل، وأخرجه الكبير جمال عبد الحميد، كتبت له مجموعة من الأغاني الدرامية داخل الحلقات، بالإضافة لغنوة المقدمة وغنوة النهاية، وكانت الألحان لرفيق الحلم والمشوار : العبقري عمار، وانا اليومين دول حاسس اننا لسه في «أيام الضحك والدموع»، ونفسي اقدم لكو النهاردة غنوة البداية والنهاية، مع تمنياتي ان الأيام دي تنتهي بضحكة كبيرة من قلب الشعب، تملا بلدنا أمل بالأيام الجاية بإذن الله وإرادة الشعب.
(1)
- هيه الناس حايسة ليه ؟
ولّا الناس حاسة إيه ؟
طب والناس عايشة ليه ؟!
ولّا الناس عايزة إيه ؟!
.. عالم حلو ونزيه
.. حضن ونتكنّ فيه
.. حب يشيلنا ف عينيه
.. حلم ونسعي نلاقيه
.....و..هيـ يـ يـ ـه......
- طب فيه ناس هايفة ليه ؟
واساس الهفة إيه ؟
هيه الناس خايفة ليه ؟
ولّا الناس شايفة إيه ؟!
- توهة ف عالم سفيه
ودماغنا بنشتريه
واللي بنتمسّي بيه
هوه اللي بنصحي فيه
.....و..هيـ يـ يـ ـه......
- طب وانت..إمتي..ليه ؟
وتقول للناس دي إيه ؟
- سمّوا وصلّوا عليه
شوفوا هيما يقول لك إيه ؟!
ح اقول يا ناس غيتوني
ياللي بتقوّتوني
بحنانكم.. قؤِّيتوني
بالحق..وغوّيتوني
في بلدنا.. وسوّيتوني
علي ناركم..موّتوني
م الحب..وفوّتوني
علي بيته اسأل عليه
.....و.. هيـ يـ يـ ـه......
(2)
وتعمل إيه يا قليل البخت والحيلة ؟
عيلة بلا مال..
.. ومالك في الحياه لازمة !
ح تعيش عواطلي..
.. وتتشيّع في ترحيلة
في دنيا ضارباك..
.. في عز الأزمة.. بالجزمة !
.....وتعمل إيه................
.. جيناها صدفة..
.. بدون تأكيد علي الحُجوزات
لقيناها كوسة..
.. وزحمة.. ومهرسة.. وعكوسات
وكل ما نحش كوسة شايخة..
طلعوا كوسات
والخيبة بالويبة..
.. والناس نخُّوا م الشيلة
... وتعمل ايه...................
دنيا اشتغالة..
.. وناس عِلًة وناس عالة
عايشينها طبَّاله..
.. خلوا الواطي يتعالي
وناس تسوق الهباله..
.. بس فعّاله
تديها ضحكة..
.. تشخرم أي فُشكيلة
........ وتعمل ايه...............
إردوغان.. للخلف در
لما قابلت صاحبي جنرال القهاوي المتقاعد، لقيته بيقول لي : مش قلت لك معسكر الشعوب اللي بتحلم بالحرية والكرامة والعدل طالع، ومعسكر العفريت الشراني العجوز ح يجيب ورا !! جالك كلامي دلوقت ؟!، طبعا فهمت انه بيشاور لي علي نتيجة الانتخابات في تركيا، وتراجع حزب اردوغان اللي ما جابش نسبة التلتين اللي كان بيحلم بيها عشان يغير الدستور ويخليها جمهورية رئاسية، وما جابش حتي نسبة النص + واحد، اللي تخليه ينفرد بتشكيل الحكومة، وجاب – يا دوبك – نسبة 41 % من الأصوات، ومضطر دلوقت يشكل حكومة ائتلافية علي أساس مواءمات سياسية جديدة وتعديلات في سياسة حزبه الداخلية والخارجية، ويمكن – حتي – حكومته الائتلافية ما تاخدش ثقة البرلمان، وتخش تركيا ف أزمة سياسية وانتخابات نيابية مبكرة !
وسمعت ضحكة صاحبي جنرال القهاوي المتقاعد وهوه بيقول : فاكر اردوغان لما قال : (إما إن يذهب الأسد.. أو أذهب أنا)، أهو غار والأسد قاعد، وحتي امريكا بتقول ان الأسد جزء من الحل مش جزء م المشكلة، وانا – طبعا وانت عارفني – مش مع نظام الأسد، ومع حقوق الشعب السوري في الحرية والكرامة والعدل، بس انا ضد تقسيم سوريا والعراق واليمن وليبيا وبقية البلاد العربية، وده المشروع اللي كان بيقوده العفريت الشراني العجوز، واللي كانت أدواته في المنطقة (زي اسرائيل وتركيا والدواعش وبعض الأنظمة العربية ) ماشية فيه وبتسعي لتنفيذه من خلال اغراق المنطقة في حروب دينية ومذهبية وعرقية وطائفية، وتحويل بوصلة العداء لاسرائيل واللي وراها ناحية إيران، وانت عارف ان انا لا مع حكم الملالي والبازار للشعب الايراني، ولا مع ولاية الفقيه، بس انا – وكل الشعوب العربية – مش لازم ننسي ان عدو أمتنا الرئيسي هو اسرائيل واللي وراها، وقضية العرب الأساسية هيه القضية الفلسطينية، ولازم أمتنا العربية ترتب أوراقها علي هذا الأساس، وما دامت ايران بتعلن ان اسرائيل غدة سرطانية لازم تستأصلها، يبقي لازم احنا نعمل معاها تفاهمات اقليمية تضمن الأمن العربي، ونوحد جهودنا ضد عدونا المشترك، وبدون ما يديني فرصة اني آخد وادي معاه، اندفع صاحبي جنرال القهاوي المتقاعد في الكلام، كأنه مدفع سريع الطلقات : القوي القومية في تركيا ضد التدخل في سوريا وبتطالب بالتخلي عن مساندة الدواعش والتفاهم مع الأسد، وحزب الشعوب الديمقراطي الكردي بيدين موقف اردوغان في أزمة كوباني (عين العرب) يعني الجبهة اللي شغالة لحساب العفريت الشراني العجوز بتتشرّخ، والشعب اليمني بيقاوم، والحشد الشعبي وجيش العراق بيحققوا نجاحات وانتصارات، والجيش السوري وحزب الله بيحققوا الانتصارات في القلمون وجرود عرسال وبعد شوية ح ينظموا قواتهم في جسر الشغور وادلب وح يبتدوا الهجوم المضاد، وهزيمة الدواعش جاية جاية، وابتدت تتكون مقاومة شعبية حوالين حزب الله ف لبنان عشان يتصدوا للإرهاب سوا، ويوم بعد يوم بينهزم مشروع العفريت الشراني العجوز في المنطقة لتفتيت المنطقة بالحروب الدينية والمذهبية والعرقية، والسؤال اللي لازم نسأله لنفسنا : مصر فين من ده كله ؟، والتاريخ بيقول لنا 99،9 % من أوراق اللعبة السياسية في المنطقة في ايدين مصر، ولازم معركتنا ضد الإرهاب في بلدنا تصب ف خانة معركة الأمة العربية ضد العفريت الشراني العجوز وأدواته.